هذا ما يشهد له التقليد المسيحيّ بوضوح، شرقاً وغرباً: يقول ما افرام إنّ العذراء مريم، بصفتها أُمّ الله، قادرة على كلّ شيء، ولها على ابنها تأثير كبير... ويقول نيقولا دي كُلِيرْفُو إنّ الله أنعم على مريم بكليّة القدرة. فهي تتقدّم من ابنها "لا متوسِّلةً بل آمرةً، لا خادمةً بل سلطانةً"... وإنْ سألنا اللاهوت المعاصر، قال إنّ "قدرة الله كائنة في مريم بفضل الروح القدس القائم فيها، وبفضل أُمومتها الإلهيّة. فعندما تصلّي مريم من أجلنا، هو الله يصلّي. وعندما تستجيب صلواتنا، هو الله ـ في مريم ـ من يتعطّف بلطفه على أبنائه" (ليونردو بُوف). فرغباتها رغبات الله نفسه. وإنّه من المُضحك إقامةُ التعارض بين "العدل" الإلهيّ و "الرحمة" المريميّة... رحمة مريم نافذة لأنّها تعبّر عن رحمة الله.