ورَجَعَ المُرسَلون إلى البَيت، فوَجَدوا الخادِمَ قد رُدَّت إِليهِ العافِيَة
تشير عبارة "وَجَدوا الخادِمَ قد رُدَّت إِليهِ العافِيَة" إلى اقتصارها على إنباء أن الخادم قد شُفي.
إن تواضع يَسوعَ الذي لم يستنكف من افتقاد عبدٍ (δοῦλος) صغيرٍ لقائِد المِائة مُعبِّرًا عن أعمال رحمته الإلهيّة وعن مشاعر تحنُّنه.
صنع يَسوعَ لقائِد المِائة ما طلب من شفاء، لأنه آمن قبل أن يرى.
ويُعلق القديس أمبروسيوس "نال العبد الشفاء خلال إيمان القائِد، الذي شفع في العبد لا بالإيمان فقط، وإنما خلال العمل أيضًا ببعث إرساليّة للسيِّد وذهابه بنفسه". إنَّ معجزة يَسوعَ لم تكن خيال أو وهم، فمع أنَّ خادم القائِد كان على بعد، فقد شُفي بمجرد أن نطق يَسوعَ بالكلمة.
فلم تكن المسافات تشكل مشكلة، لان المسيح له سيادة وسلطان على المكان والمسافات، فلن تباعد المسافة بينه وبين يَسوعَ بحيث لا يقدر على معونته.
فما دُمنا على هذه الأرض فرحمة الله قريبة منا فتشفينا روحا وجسداً، ولكن بعد الموت تتوقف الرحمة ويبدأ عدل الله كما قال أبونا إبراهيم "بَيننا وبَينَكم أُقيمَت هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا" (لوقا 16: 26).
هل نشعر بعدم استحقاقنا للحصول على شفاء الجسد والنفس والروح؟ وباختصار، إن هذا الحدث هو بداية دخول الوثنيين في الكنيسة. فكم يسرُّنا اليوم، ونحن نعيش في عالم تمزٌّقه الخلافات العرقية والدينية، أن ندرك اتساع آفاق يَسوعَ وانفتاحه على الجميع بعكس مواقف عصره التي كانت تميل إلى الانغلاق والإقصاء.