رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المنهج اللاهوتي لبولس الرسول 2- منهجه اللاهوتي: لاهوت هادف - المسيح مركز اللاهوتيات - دور الآب في الخلاص - دور الروح القدس في الخلاص أولًا: لاهوت هادف: §امتاز معلمنا بولس الرسول بدقه تحديده للهدف، فهو لا يكتب كباحث نظري في اللاهوتيات بالرغم مما حملته رسائله من مفاهيم عميقة بوحي الروح القدس، يلذ لرجال اللاهوت دراستها والتعمق فيها. §وإنما يكتب بغاية "التمتع بالحياة مع الآب خلال الثبوت في الابن بواسطة عمل روحة القدوس "، هذه الحياة هي غاية الدراسة والعبادة، تدفع الكنيسة للكرازة ليتمتع الكل بها. ثانيًا: المسيح مركز اللاهوتيات: §لقد تمركز إنجيل معلمنا بولس الرسول حول "المسيح المصلوب الممجد" بكونه قوة الله وحكمته (1كو21:1-25). ويلاحظ في رسائله الآتي: §إن كان المسيح هو مركز اللاهوتيات، لكن خلال الفكر الثالوثي الواضح، فالمسيح يحقق إرادة الآب مدبر الخلاص، وقد تعمد إبراز دور الآب بوضوح في العمل الخلاصي حتى لا يسقط البعض في الأفكار الغنوسية التي يظن بعضها في الابن الرحمة واللطف بالبشرية وفي الآب القسوة، فما يفعله الابن هو متناغم مع تدبير الآب إذ لهما إرادة واحدة. §وأيضًا أبرز دور الروح القدس الذي يقدس الكنيسة لتحمل سمات المسيح خلال ثبوتها فيه فيكون لها موضع في حضن الآب. §يري بعض اللاهوتيين أن كل الفكر اللاهوتي لبولس الرسول يتلخص في الكلمتين (في المسيح) وقد تكررت هاتان الكلمتان بكثرة ونذكر علي سبيل المثال ما جاء في الرسالة إلي أفسس: *"إلي... المؤمنين في المسيح يسوع " "باركنا... في السماويات في المسيح" *"قد سبق رجاؤنا في المسيح" *"الذي فيه أيضًا آمنتم بروح الموعد القدوس" §كأن الرسول يلخص مسيحيته كلها، انه قبلا كان خارج المسيح والآن قد صار فيه. §ففيه تمتع بالإيمان والبركة السماوية وحسب مختارا ونال النعمة وتحقق له الفداء وأكتشف سر مشيئته، ونال المواعيد وتحقق الرجاء. §إن كان السيد المسيح هو جوهر كرازته، والثبوت فيه هو كل ما يبغيه المؤمن، فان هذا لن يتحقق إلا بالصليب. لهذا نستطيع القول بأن محور كرازته هو "المسيح المصلوب"، مع أن اليهود يطلبون آية واليونانيين يطلبون فلسفة، أما هو فيود أن يدخل بالكل إلي "المصلوب" لينالوا "قوة الله للخلاص". ثالثًا: دور الآب في الخلاص: §لقد أبرز بولس الرسول عشقه المسيح المصلوب كمركز اللاهوتيات ولكن دون تجاهل لدور الآب، فغاية الابن الوحيد الجنس أن يعلن لنا عن الآب ويعرفنا به وهذا لم يتحقق خلال وصاياه وتعاليمه فقط وإنما بالأكثر خلال الحب العملي الباذل إذ يقول "الذي لم يشفق علي ابنة بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟!" (رو32:8). §لقد أكد معلمنا بولس الرسول دور الآب في التجسد والعماد والصلب والقيامة.. إلخ. فالآب لم يكن سلبيا في العمل بل يعمل مع روحة القدوس لتحقيق الخلاص الذي قدمه الأقنوم الثاني. رابعًا: دور الروح القدس في الخلاص: §اهتم الرسول بولس في رسائله أن يعلن الثالوث القدوس عاملا فينا، فإن كان الآب قد اختارنا أبناء له بإتحادنا في ابنه فان هذا يتحقق بحلول روحه فينا، الذي هو روح البنوة، يعمل فينا بلا انقطاع. §"نحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (1كو12:2). §"و أما انتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم" (رو9:8) §هكذا يظهر عمل الأقنوم الثالث الذي يسكن في قلوبنا، فيكشف لنا الأسرار الإلهية بكونه روح الله العارف بأعماقه، ويثبتنا في الشهادة لربوبية السيد المسيح، لا بالكلام فقط وإنما خلال الحياة حسب الروح، إذ به نحمل سمات السيد، وتعلن بنوتنا لله ويفتح قلوبنا لرجاء في الميراث الأبدي، فنحسب مقدسين في الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المنهج الروحي لبولس الرسول |
المنهج الكرازي الرعوي لبولس الرسول |
المنهج الكنسي لبولس الرسول |
المنهج الإنجيلي لبولس الرسول |
صورة جميلة لبولس الرسول وبطرس الرسول |