رافقت العذراء مريم ابنها طيلة مسيرة حياته العلنية. ففي قانا الجليل تشفعت لأهل العرس كي لا يحصل حزن، بل يستمر فرح أهل العرس، فسمع يسوع لها وحوّل الحزن إلى فرح. واستمرت في مرافقة ابنها إلى أن وصلت معه ومع صليبه إلى الجلجلة حيث ذاقت سيف الحزن الكبير، سيف ألم يسوع وشوقه لخلاص البشرية جمعاء. وألم هذا السيف أصبح كبُر عندما احتضنت جسد ابنها الميت، إلا أن نفسها لم تمت ولم تستسلم بل كانت تشعر أن رسالة ابنها لم تنته لأنها رجعت بالتأكيد إلى كلمات الملاك لها عن يسوع، ابن الله، الذي لن يترك ابنه في قبضة الموت. وجاء اليوم الثالث لينفذ السيد المسيح وعده بأنه سيقوم من الموت ويتغلب على مكايد الشيطان. هنا شعرت مريم بالفرح الكبير والأبدي لأن الله يحقق وعوده للبشر ولو بعد زمن طويل. نعم، مريم معلمة لنا في عدم الاستسلام للخوف بل في جعل الأمل والفرح هدف حياتنا في مختلف ظروف حياتنا.