رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فالأصحاح الرابع عشر من سفر الملوك الثاني يخبرنا، عن الخطاب الذي تفوهت به مع داود الملك، تلك الأمرأة التقية الحكيمة بهذا المضمون قائلةً له: يا سيدي الملك أنه قد كان لي ابنان، ولأجل سوء حظي قد قتل أحدهما الآخر وبالتالي قد فقدت الواحد منهما. والأن تريد الشريعة أن تعدمني الابن الثاني الذي بقي لي وحيداً. فأرحمني أنا الأم المسكينة، وصيرني الا أفقد الابنين معاً: فحينئذٍ داود أخذته الشفقة على هذه الأم، فخلص من حكومة الموت أبنها القاتل ورده اليها مطلوقاً. فعلى نوعٍ ما يظهر أن مريم تستخدم هذه الألفاظ، حينما ترى الباري تعالى مغتاظاً ضد ذاك الخاطئ الذي يكون التجأ اليها مستغيثاً بها، فتقول له: إلهي أنه لقد كان لي ابنان، وهما يسوع والانسان، فالانسان قد قتل يسوع مصلوباً على الخشبة، والآن شريعة عدلك الإلهي تريد بحكومتها أن تهلك الانسان، فيا سيدي أن ابني يسوع قد مات. فأشفق عليَّ اذاً وصيرني الا أفقد ابني الثاني الباقي لي. بعد أني عدمت الابن الأول: فحقاً أن الله بغير شكٍ لا يمكن أن يهلك أولئك الخطأة الذين يستغيثون بمريم، وهي تتوسل لله من أجلهم، اذ أن الله عينه قد جعل هؤلاء الخطأة أولاداً لها، بصيرورته اياها أماً لهم. فالرجل الحسن العبادة لابسارجيوس يجعل كأنَّ الباري تعالى يتكلم هكذا قائلاً: أنني قد سلمت الخطأة لمريم بمنزلة بنين ومن ثم هي بهذا النوع مهتمة في أن تكمل واجبات وظيفتها هذه، وليس أحدٌ من أولئك الذين سلموا لعنايتها، خاصةً الذين يستغيثون بها، يمضي مهملاً منها الى الأبادة، بل أنها تقود الجميع اليَّ بكل قدرتها.* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|