رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن عظمة مار يوسف قائمة بعلاقته الصميمة مع الاقانيم الالهية الثلاثة . وقد رأينا منزلة الشرف التي رفعه اليها الاله الاب . فلنتأمل اليوم في علاقته السامية بالله الابن مخلص العالم . منظر بهي يتجلى امامنا . صورة زاهية تلوح ازاء اعيننا لا يمكننا ان ندرك كل سناها ما لم نستنير بنور الايمان ونستعين بعون النعمة . من هو مخلص العالم ؟ هو الكلمة المتجسد ، يسوع المسيح ابن الله الوحيد , شعاع مجده وصورة جوهره إلهُ مثل ابيه مساوٍ له في كل شئ ، لا نهاية لكماله ، كان في البدء قبل كل خليقة " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان " به كانت الحياة منذ الابتداء وفي ملء الازمنة صار جسداً وحل فينا ، كي يمكنه ،هو الأله والأنسان معاً . ان يفتدي الجنس البشري . ولما نزل من السماء ليسكن بيننا ، انتخب له اماً بتولاً حاملة الذكر وأباً نجارا وضيعا رضي بأن يُكنّى بأبنه حتى الثلاثين من عمره . اعجوبة تواضع ورفعة لايمكن للسان البشري ان يعبر عنها . يا يوسف ابن داود انك لأسعد الرجال طراً اذ قد اتيح لك ان تقول لأبن الله : انت ابني وانا ابوك . فهذا اللقب الذي يسمو على كل الالقاب قد رفعك يا نجار الناصرة فوق الاباء والانبياء ، فوق الرسل والملوك . فوق سائر القديسين ، بل فوق كل الملائكة ، اذ قد نلت شرفاً لم ينله احد سواك . لنصغ الى الملاك جبرائيل عندما بشر يوسف بهذا السر العجيب اذ قال له : يا ابن داود ان المولود من مريم خطيبتك هو من روح القدس ، انها ستلد ابنا وتدعوه انت باسم يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم .ان هذا الوحي هو مبدأ واصل ابوة مار يوسف ليسوع مخلص العالم . ان مريم الكلية النقاء والطهر ، بحبل عجيب وبتولي ، ولدت ابن الله في ملء الزمان فولد بلا اب على الارض كما ولد بلا ام منذ الازل في السماء . اما وان القديس يوسف لم يلده من جوهره فقد ائتمنه الله الآب عليه واسلمه اياه بحيث يكون وصيا عليه ومدبرا بل اباه وخوله جميع حقوق الابوة نحوه ، لذلك قال له الملاك : انت تدعوه يسوع . لان تسمية الابن كانت من حقوق الاب وحده . ففي اليوم الثامن صار ليوسف الشرف بان يسمي ابن الله باسم يسوع اي المخلص .وبقي طيلة حياته يتعاطى معه تعاطي الاب مع ابنه متمتعا بحقوق الابوة الشرعية على أبن الله كافة .فمن لا يتعجب للمناسبات الصميمة والعلائق الحبية التي كانت مستحكمة الحلقات بين يوسف ومخلص العالم هل كان ياترى احلى وأعذب من عواطف احن الاباء نحو ابن غير متناه بالكمال ؟ لنتبع يوسف في بيت لحم في اورشليم ، في مصر ، في الناصرة ففي كل وقت نجده مع يسوع معتنياً به اعتناء الاب بوحيده . في كل وقت ومكان نشاهد اهتمام يوسف ولطفه بيسوع، كما نصادف ايضا احترام يسوع وخضوعه ومحبته ليوسف . لنتأمل في هذا الشيخ وهو حامل بين ذراعيه ابن الله الصائر انساناً وقد ضمه الى قلبه ويسوع يقابله بلطفه ودلاله . لنتأملهما وهما يشتغلان ويتحادثان ويصليان سوية ! يا للمحادثات السماوية ! يا للشغل المقدس ! ويا للصلاة الحارة ! من ذا يصف السعادة التي كان يذوقها آنئذ هذا الرجل البار والاب الحنون وذلك مدة ثلاثين سنة ! وعندما دقت ساعته الاخيرة اية تعزية شعر بموته بين ذراعي مبدع الحياة لما ان اغمض عينيه يسوع يكلمه عن السماء . اجل لنهنئ القديس يوسف من اعماق قلبنا لعلائقه الصميمة بالله الابن مخلص العالم . ولنتوسل اليه طالبين بأن يعلمنا ان نحب يسوع كما احبه وبأن ينال لنا نعمة التناول الحسن حيث نتحد بيسوع اعظم اتحاد يمكننا ان نناله على هذه الارض . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عظمة مريم هي انها تدور في فلك الابوة الالهية |
مَن هو يوسف أم الكلمة الالهية؟ |
تمييز الاقانيم الثلاثة ضد بدعة عدم المساواة |
مامعنى ان الاقانيم الثلاثة فى الذات الالهية الواحدة ؟؟؟ |
من هم الاقانيم الثلاثة |