كانت العادة بين النـُّسَّاك، بفضل أنطونيوس، أن يتلاقوا ولو مرَّة في الأُسبوع أو الشَّهر للمذاكرة الرُّوحيَّة والصَّلاة. وكانوا يعلـِّقون عليها أهمِّيَّة كبرى للنـُّموّ في الحياة الرُّوحيَّة، حيث كلٌّ من النـُّسَّاك كان يدلي باختباره النـُّسكيّ وبمعلوماته عن النـُّموّ في حياة الرُّوح، وعن الحرب مع الشَّيطان وحِيَله وكيفيَّة الانتصار عليه. فكان الأكبر سنـًّا في النـُّسك يوجِّه في النـِّهاية كلمة تشجيع. فيعود كلٌّ إلى منسكه بعد أن يكونوا قد صلـُّوا سويَّة ومجَّدوا الله. وممَّا قاله القدِّيس أنطونيوس في هذا الصَّدد: "وللمحادثة الرُّوحيَّة فوائد جليلة وتعزيات عظيمة يعزِّي بها بعضنا بعضًا".