27 - 02 - 2022, 05:40 AM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|
- كنا نتكلم لغة واحدة.نفهم بعضنا بعضاً مهما تباعدنا.نفكر بنفس اللغة و نتفاعل بنفس المصطلحات ,كان قدر الخلاف ضئيل ,سوء الفهم مستبعد و الفهم المشترك أعظم و أعمق.حتي جاء يوم و بدأنا نفكر في الله بلا مخافة.قال بعضنا لبعض فلنصنع بدل البيوت الطينية بيوت قاسية من النار تفوق صلابة الأحجار و زادت قساوة القلوب و تشكلت الحضارة المرفوضة.
- .تعلمنا صناعة عجيبة و بدلاً من أن نبني للرب بيتاً أردنا أن نبني لأنفسنا بيتاً .حين عرفنا كيف نفرز الجير من الأتربة و نصنع منها مواد تمسك الطوب اللبن كالمحارة كان الصعود إلي الله أول ما جاء في فكرنا.نريد أن نتأكد من وجود هذا الإله لربما ليس هو في السماء؟صرنا متعلمين و زادنا العلم جهلاً.إستبدلنا الأحجار بقساوة من صُنعنا.تعلمنا صناعة الأفران و صارت النار صديقة لا تخيف ففقدنا مخافة الهلاك كما فقدنا قبلها محبة الرفق .
- صار الله يومها عائقاً لغرورنا.قلنا لنصنع لأنفسنا برجاً في بابل.سنرفعه حتي يلامس السماء.و نصعد حتي نري أين يسكن هذا الإله؟ ساعدنا غرورنا و كرسنا الصناعة للكبرياء.لم نعد نخش الله و لا حتي نخش النار.هان قدامنا الزمن الضائع في بناء كاذب بلا هدف.سنعلو و لن نتوقف حتي نجد الله.ربما سنعلو أكثر و نرفع كراسينا فوق كرسي القدير؟قال إبليس و قالت أفكارنا .
- صرفنا الجهد و كرسنا الثروات و سخرنا العلم لنرتفع بلا هوادة.الرب من فوق ينظر إلي أناس يضيعونا جهدهم هباءاً . يصنعون حضارة الكبرياء.يبتكرون شراً جديداً و لا يعلمون أن الرب ضد كل بدعة شريرة.لهذا لم يدعهم يضيعون أوقاتهم و أعمارهم بلا ثمر.برج بابل حتماً سيسقط و يموت الناس تحت أنقاضه.تصبح إنجازاتهم عاراً لأنهم ظنوا أنهم يصنعون لأنفسهم إسماً لا يزول علي الأرض.نسينا أننا هباء و أيامنا بخار.لهذا تنازل الرب و تدخل و بلبل ألسنتهم فماذا لو لم يكن برج بابل؟
- ماذا لو صار الرب هو البرج غير المصنوع و الحصن الذي إليه نركض و نحتمي.لا يحمنا عمل إيدينا من الموت بل الله وحده يفعل.لولا البرج لكنا نوقن لغة الله بغير حاجة إلي مترجم.كنا سنفهم كلمة الله بأعماقها أفضل.كنا سنتفاهم بغير جهد و يتأصل أساس الكنيسة بالفكر المتقارب و النفس الواحدة.كان العالم سيصير أفضل و الإتضاع أسهل.كنا سنتعلم ما يقوله الزائر الجديد و المسكين و الغير متعلم .كنا لن نقسم اللغات إلي لغات حية و أخري مندثرة مع أصحابها.كنا اينما كنا لن يوجد وسطنا غريب لأننا سنتكلم لغة واحدة.كانت اللغة الواحدة ستقودنا إلي الواحد غير المنقسم.لكن الله بلبل ألسنتنا حين صار قلبنا منقسم عليه فإنقسمنا و تشتتنا و منذ ذلك اليوم صرنا نبني حضارة التشتت و الإنقسام والأنانية و المنافسة و التباعد.
- لم يتركنا الرب فريسة للغات و الألسنة.جاء الميعاد و حل الواحد بيننا في ملء الزمان.صار المسيح الرب لنا برجاً نصعد عليه و ننزل.أتمم وحدتنا مع أبيه الصالح و لم ينس أن يرسل لنا اللغة المشتركة الجديدة.فحل روحه القدوس و صرنا ندرك بعضنا بعضاً بالروح أكثر.تأسست الكنيسة الجديدة ليس علي الرغبة في الإرتفاع بل الرغبة في الإتضاع و تعلمنا منه الوداعة و مسكنة القلب.و انبنينا علي مثال الملائكة الذين لهم لسان واحد و لغة سمائية واحدة سنكون نحن كذلك.سننال اللغة الواحدة الملائكية التي بها نُسبِح .هذه واحدة من وعود الرب الترنيمة الجديدة التي سنتعلمها في الأبدية رؤ14 و هذا عكس ما سيحدث لمن عاش يتكلم بلغة الذين بنوا برج بابل.
- لم يسمح الرب أن يذكر إسم برج بابل في كل العهد الجديد.أما سفر الرؤيا فقد ذكر بابل و سقوطهارؤ 14 و كشف لنا عن نهاية بابل الأليمة التي تمثل نهاية كل مرتفع و عال رؤ 18.بل عبر اسفار الكتاب المقدس صارت المرتفعات رمز للعبادة المرذولة 1مل14 :23 و إشعياء 57: 7.
- ليعطنا الرب ألا نبني لأنفسنا إسماً بل نعط للمسيح مجداً لإسمه و نختفي نحن ليظهر هو.ليعطنا الرب قلباً يختار المسيح برجاً حصيناً نركض إليه و نحتمي و لا نحسب أنفسنا في سلام إلا فيه.ليعطنا الرب أن نغتنم الوقت في كل بناء مثمر و لا نضيع أعمارنا و إبتكاراتنا في الشر و الموت.لنحتفظ بمخافة الرب في القلب و بإنكار الذات تزول من قلوبنا آثار برج بابل.ليعطنا الرب لغة االوحدة التي هي المحبة الأبدية فننجو من مصير لغات بابل المنقسمة.
التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 27 - 02 - 2022 الساعة 11:06 AM
|