قالَ هذا وأَراهُم يَدَيهِ وقدَمَيه
تشير عبارة "أَراهُم يَدَيهِ وقدَمَيه" الى إظهارالمسيح القائم من الموت لتلاميذه أثار الصلب التي يحملها. ويُعلق القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ " لقد قبل الرّب يسوع المسيح هذه الآلام كلّها لأجلنا ولأجل خلاصنا. وقد تألّم حقًّا وقام حقًّا. وآلامه لم تكن مجرّد ظهور بسيط كما يدّعي بعضٌ من غير المؤمنين. بالنسبة إليّ، أعرف وأؤمن بأنّ الرّب يسوع المسيح ظهر بالجسد حتّى بعد قيامته. وعندما كشفَ عن يديه وقدميه أراهم آثار المسامير، أعلنُ جليًّا أنّه أعاد بناء هيكل جسده بعد أن عُلّقَ على خشبة الصليب، وأنّه قضى على الموت الجسديّ لأنّه هو الحياة وهو الله بطبيعته". أنّه إلهٌ بطبيعته، وأنّه في الوقت ذاته لا يختلفُ عن المسيح الذي كان يعيشُ سابقًا مع التلاميذ.
السبب الرئيسي لإبقاء آثار الجراحات "هو الشهادة لتلاميذه أن الجسد الذي قام هو بعينه الذي تألم" كما يقول القديس كيرلس الكبير. لقد رأى لتلاميذ في جسد المسيح القدوس معالم الألم والعذاب، ولمسوا آثار الحربة والسياط والشوك والمسامير.
فهذه المعالم هي الدليل الحقيقي على حقيقة شخصيته. ويُعلق القديس أمبروسيوس "كان عمل السيد المسيح بعد أن وهبهم سلامه الحقيقي أن يؤكِّد لهم أنه ليس روحًا مجردًا بل يحمل جسدًا، مبرهنًا على ذلك بأن يلمسوه ويتناول الاكل معهم".
لأنّه إن لم يكنْ جسدُه الميت هو نفسه الجسد الذي قامَ من بين الأموات، فأيُّ موتٍ هذا الذي تغلَّبَ عليه؟