فالطوبى لمن يحبك أيتها البتول الكلية العذوبة. أن الأخ يوحنا باركمانس المكرم الراهب اليسوعي، كان من عادته أن يقول هكذا:
أن كنت أنا أحب مريم، فأنا متأكدٌ أني أفوز بنعمة الثبات الأخيرة، وسأنال من الله كل ما أريده: ومن ثم لم يكن يغفل هذا الشاب الحسن العبادة، أو يشبع من أن يكرر مراتٍ عديدةً في ذاته هذه الكلمات وهي: أني أريد أن أحب مريم، أني أشاء محبة مريم: ولكن أن حب هذه الأم الصالحة لبنيها، يتفاوت بما لا يحد حب أولادها اياها جميعاً، ولو مهما أحبوها بكل أستطاعتهم، فيقول القديس أغناتيوس الشهيد المتوشح بالله: أن مريم هي أشد حباً مع محبينها: فليحبوها اذاً نظير القديس سطانيسلاوس كوستكا، الذي كان يحبها بأنعطافٍ قلبيٍ هذا حده.
حتى أنه حينما كان يتكلم عنها ويخاطب الآخرين في شأنها، فقد كان يحرك في قلوب سامعيه أشواقاً متقدةً لحبها، وقد أخترع لذاته كلماتٍ خصوصيةً وألقاباً جديدةً ينعت بها أمه هذه العزيزة لديه ويكرمها، فلم يكن يبتدئ عملاً ما قبل أن يلتفت أولاً نحو أحدى أيقوناتها مستمداً منها البركة، وعند تلاوته الفرض المختص بها.