فارحمينا اذاً يا ملكة الرحمة واهتمي في خلاصنا، ولا تقولي لنا أنكِ لا تستطعين أسعافنا لأجل أن خطايانا هي كثيرةً جداً، اذ أنكِ حاصلةً على سلطانٍ هكذا عظيمٍ ومطلقٍ. وعلى قلبٍ بهذا المقدار حنون ومترفق، حتى أن مآثمنا مهما كانت عدبيدةً ومتكاثرة، فلا يمكنها أن تسمو على سلطانك وأشفاقك، فلا شيءٌ من الأشياء يمكنه ان يقاوم سلطتكِ، لأن خالقكِ ومبدعنا أجمعين اذ كان يريد أكرامكِ بحسب كونكِ أماً له.
فيعتد شرفكِ وتكريمك راجعين لشخصه، على أنه (كما ينتج واضحاً من أقوال القديس غريغوريوس النيكوميدى، في خطبته على نياح مريم البتول، وعنه هي مأخوذة الألفاظ المتقدم ايرادها) ولئن كانت هذه السيدة مملؤةً من الالتزام ومعرفة الجميل نحو ابنها الإلهي على ما أنعم هو به عليها برفعه اياها الى مقام والدةٍ حقيقيةٍ له، فمع ذلك أمرٌ غير قابل الإنكار هو أن هذا الابن عينه هو ملتزمٌ ليس بالقليل لامه هذه، لأجل اعطائها اياه الطبيعة الانسانية من دمائها النقية، فمن ثم لكي يكافئ يسوع المسيح والدته ويفي على نوعٍ ما التزامه نحوها، فيسر بتمجيدها واكرامها في أنه بنوعٍ خاصٍ يستجيب دائماً طلباتها كلها*