البابا شنودة الثالث
الإنسان المتواضع يظهر اتضاعه الروحي في اتضاع جسده أيضًا.
يظهر اتضاعه في ملامح وجهه، وفي نبرات صوته، وفي نظرات عينيه. فهو ينظر إلى الناس في وداعة.
ليست له النظرات المُتعالية، ولا ينظر إلى الناس من فوق. وصوته هادئ: يتكلم بلطف، لا بسلطان.
لا يحتد على أحد، ولا يتكلم بشدة ولا بنبرات متكبرة، ولا بصوت عالٍ، ولا باحتقار أو استصغار لأحد في عدم رد.. إنَّما بلطف يتحدث مع كل أحد..
ويظهر اتضاعه أيضًا في طريقة مشيه.
فلا يمشى في زهو أو في خيلاء. وفي جلوسه أيضًا يجلس في أدب، لا ينتفخ في مظهره..
ويبعد عن العظمة في مستوى ملابسه وأدواته وأثاثاته وحياة الترف.
لا يُشعر الناس في منظره ومظهره أنَّه في مستوى عالٍ، أو مستوى أعلى منهم.
ولغته تدل عليه: فهو لا يتغنَّى بأعمال قام بها، ولا يفتخر.
ولا يعقد مقارنات بينه وبين الآخرين، تدل على تفوقه ومقدار ارتفاعه عليهم وإدراكه ما لا يُدركون.