رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هِيروديُون .. البطل سلموا على هيروديون نسيبي ( رو 16: 11 ) «هيروديون» اسم يوناني معناه "بطل" أو "شجاع". والكتاب المقدس يُرينا بعض صفات البطل، لا كما تُعبِّر عنها قصائد الشعراء، ولا كما يتخيلها الذهن الطبيعي. ومن المُلذ لنا أن نقرن الروحيات بالروحيات ونتحلى بهذه السجايا. يتميز البطل بقوة القلب ( عا 2: 16 )، وبالشجاعة والبأس والمقدرة على استخدام الأسلحة ببراعة، وبالسرعة كالظبي على الجبال ( 1أخ 12: 1 ، 2، 8)، وبالخضوع للملك ( 1أخ 29: 24 )، وبأنهم يلبسون أفخر لِباس ( حز 23: 12 )، ويجعل الملك بعضهم من أصحاب سِره ( 1أخ 11: 25 ). ويا ليتنا نتجمل بهذه الأوصاف روحيًا حيث نتقوى في الرب وفي شدة قوته، ونلبس سلاح الله الكامل ( أف 6: 10 ، 11)، ونكون غيورين في أعمالٍ حسنة ( تي 2: 14 )، فينطبق علينا الوصف «أبطال الرب» (يؤ3: 11). وإننا لنجد لذة وفائدة عظيمتين لدى تأملنا في أبطال داود (2صم23؛ 1أخ11، 12). فمن شعب إسرائيل الذي كان يُعَدّ بالآلاف، وكلهم مختونون، وكلهم من نسل إبراهيم، وُجد قليلون قد امتازوا بالإخلاص والتكريس القلبي والمحبة العميقة والخالصة لمليكهم في زمان رفضه. أولئك انفصلوا وتكرسوا له، فصاروا أقوياء قادرين على صُنع الأعمال الباهرة، وكانت محبتهم له قوية بهذا المقدار، حتى أنه بمجرد أن أبدى رغبته في شرب ماء من بئر بيت لحم، سرعان ما خاطر ثلاثة منهم بحياتهم لإشباع تلك الرغبة. وذلك العمل لم يكن نصرًا عظيمًا بقدر ما كان حبًا عظيمًا. فمحبتهم عملت دون أمر من الملك، ولذلك كانوا هم «الثلاثة الأُول» عنده. لقد كانوا قريبين إليه بدرجة مكَّنتهم من معرفة أشواقه ورغائبه، وكانوا مُكرسين له بدرجة جعلتهم أن يخاطروا بحياتهم، وليس أمامهم غرض إلا عمل مسرته. فخرجوا من عنده وتكبدوا كل الصعاب والأخطار مهددين بالموت في سبيل إرضائه. أحبائي .. هل أستطيع أن أقارن محبة هؤلاء الأبطال الثلاثة لداود بمحبتي للرب يسوع المسيح؟ يا ليت قلوبنا يوجد بها مثل هذا التكريس الكامل للمسيح. ويا ليت كل واحد منا يوّد أن يُعد ضمن "أبطال ربنا يسوع المسيح"، والشرط الوحيد لذلك، هو محبتنا له. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|