رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملائكة لا تطلب شيئاً. ليس لأنها لا تحتاج الله بل لأن ثقتها كاملة في الله الذي يسندها في كل مهامها.. لذلك صلواتها شكر وتمجيد للجالس على العرش. التسبيح يلهبها فتملأ السماء بترانيمها. صلاة الملائكة صلاة حب وعشق أبدي. فالملائكة لا تتطلع لأن تكون في حال مختلف عما تعيشه بالفعل. هي قانعة وشاكرة وفرحة بما هي فيه إن كان ملاكاً أو شاروبيماً أو رئيس ملائكة أو قوات. الجميع يتناغم في كورال سمائي ووحدة روحانية بلا انشقاق أو زعامة أو نشاز. الملائكة يشبعون بالمثول أمام وجه الرب كل حين. غذاءهم الإتحاد النوراني وشركة القداسة واتحاد المشيئة مع الله. لذلك حين علمنا الرب صلاته الذهبية لنقول (لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض) أي كما تفعل الملائكة باتحاد مشيئتها بمشيئة الله كذلك نفعل. الملائكة تسجد للجالس على العرش قائلة قدوس قدوس قدوس لأنك ذبحت واشتريتنا مع أن المسيح لم ينذبح لأجل الملائكة لكنهم إذ يستمتعون بنفس الحب الإلهي الذي أحبنا به الثالوث يستمتعون بنفس القلب الإلهي الذي يهب القداسة والنورانية لذلك يعتبرون أن نفس القلب الذي قبل الصليب هو نفس القلب الذي وهبهم هذه القداسة قلب واحد خرج منه حب الله لملائكته وحب الله للبشر. نورانيتهم وخلاصنا من نفس المصدر لذا بدا وكأن الذبح كان لأجلهم لأنهم يستمتعون بنفس الحب الخارج من نفس القلب ويرون جمال مشيئة الخلاص من خلال اتحادهم بالمشيئة الإلهية. لهذا يتكلمون بلساننا كأن المسيح ذبح واشتراهم. إنهم ينوبون عنا في الشكر والتسبيح إلى أن نأخذ نحن أيضاً نعمة التواجد أمام عرش الله ونشارك صلاة الملائكة وتقديساتهم لمن ذبح واشترانا. صلاة الملائكة ممنوحة للبشر وهي جزء من معني الأية أن الله أعطي البشر خبز الملائكة أي صلواتها. مز78 أكل الإنسان خبز الملائكة أو خبز الأقوياء أو الشبعانين أي الخبز المميز الذي لا يملك سوي النخبة أن تأكله لأن المسيح لم يكن معروفاً إلا للملائكة والآن بتجسده ظهر الله في الجسد وصار للجميع خلاصاً وأكلنا جسده وشربنا دمه فإتحدنا به وثبتنا فيه ونعيش به وهذا ما تعيشه الملائكة بطريقة نورانية وأما نحن فنعيشه مادياً وروحياً لأننا مخلوقات ذات جسد ولسنا من النار والنور كالملائكة. لقد أكلنا لغة التسبيح لذلك نسبح الرب بتسبيح الملائكة أثناء القداس ونتمثل بالشاروبيم وسجودهم والسيرافيم وصيحاتهم ونبارك الرب بالتقديسات الثلاثة مثلما يفعلون. فالممنوح لنا على المذبح هو بذاته الجالس قدام الملائكة على عرشه. هنا في صورة سرية وهناك في مجده المعلن لذلك تتحد تسبيحاتنا مع السمائيين. صلاة الملائكة هي صلاة العيان. ليس فيها تشتت. ليس فيها أنانية. جماعية الحب والقلب والمشيئة. الكنيسة كذلك تأخذ لسان الملائكة. صلاتها دوماً جماعية مثلهم. كما تعلمنا من الصلاة الربانية لأنه فيما الرب يسوع يمنحنا صلاة ملكية فهو قد منحنا لغة ملائكية. كل من ترتسم في قلبه أعماق حلاوة الشكر وجمال حياة التسبيح فهو مؤهل ليصلي كالملائكة. ليشبع مثلهم ويقدس الله متحداً بمشيئته ونوره. العرش في قلبه منصوباً والمسيح على عرشه جالساً والروح يسكنه ومحبة الآب تشمله فيكون مسكن الثالوث بلا فرق بين الإنسان والملائكة إلا قليلاً والقليل هو ما تبقي لنا من عمر علي الأرض حتي نصير في الملكوت لابسين ثوب الملائكة نستمتع بتسبيحات الله بلا ملل بل بشوق ملتهب متزايد. ليس في الكتاب المقدس كله ما يفيد أن الملائكة تطلب شيئاً لكنها في شفاعتها عنا تطلب لأجلنا. طلباتها ليست لها لأنها مثل سيدها لا تطلب ما لنفسها بل ما لمعونتنا حتى أن رب المجد قيل عنه في آخر نبوة في العهد القديم أنه ملاك العهد. تجسد المسيح الرب وهو لا يطلب لنفسه شيئاً بل ما لنا من حياة وميراث ومجد خصصه لشعبه بكل سرور ملاخي 3: 1 رؤ10: 1. لكن كل الطلبات ستتوقف في الأبدية لأننا سنلبس الكمال الأبدي. لن ينقصنا شيئاً نطلبه بل سننشغل بتسبيح الثالوث الأقدس في بهاء مجده غير المدرك لذلك فلنتدرب ونطلب من الآن أن نقتني صلاة الملائكة حتى نتأهل للوقوف قدام كوكب الصبح المنير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة إلى مريم، سلطانة الملائكة |
من صلاة تسبحة الملائكة |
صلاة إلى سيدة الملائكة |
هل تحضر الملائكة صلاة القداس ؟ |
هل تحضر الملائكة صلاة القداس ؟ |