رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشكّل التطويبات الثلاثُ الأولى إعلانًا عن مجيء ملكوت الله أوَّلاً: المبنى نقرأ التطويباتِ الثلاثَ الأولى في صيغة الغائب بشكل مقتضَب وموزون (أسلوب شفهيّ). أمّا التطويبة الرابعة فيعبّر عنها النصّ في صيغة المخاطَب ويتوسّع فيها مطوّلاً تاركًا الوزن والإيقاع. ثانيًا: المضمون تشكّل التطويبات الثلاثُ الأولى إعلانًا عن مجيء ملكوت الله والمخصّصين للدخول إليه. يستعيد يسوع هنا (كما في مت 11: 5 وز؛ لو 18:4) لغة أش 61: 1- 2؛ 49: 10، 13؛ 7:52 ،9. ويقدّم نفسه بهذه الصورة على أنّه الرسول الأخير وحامل البشرى ووسيط الخلاص الموعود به: إنه يأتي الآن من أجل الفقراء والحزانى والجياع. نحن أمام تسميات ثلاثٍ لفئة واحدة من المستفدين من ملكوت السماء، من التعزية المسيحانيّة، من الوليمة الإسكاتولوجيّة؛ تسمياتٍ ثلاثٍ لواقع الخلاص الواحد. إن هذه التطويباتِ الثلاثَ تعكس بصورة مباشرة كلماتِ المخلّص، وتعلن بُشرى حدَث الملكوت الذي هو بلاغ مفرح، به يدشّن المسيح مُهمّته الرسوليّة بصورة فاعلة. أمّا التطويبة الرابعة، تطويبةُ المضطهَدين من أجل ابن الإنسان، فإنها تنقل مضمونًا مختلفًا. هي لا تعلن مجيئًا قريبًا للملكوت من أجل الذين يتأّلمون الآن... بل تحدّد موقعها في منظار الاضطهادات المقبلة والأَجر النهائيّ. وهي لا تتوجّه إلا إلى المسيحيّين، هؤلاء الذين سيُقاسون الاضطهاد بسبب إبن الإِنسان. فالتعبير المُسْهَب والبواعث الكرستولوجيّة الواضحة تدلّ على تفكير مسيحيّ. قد يعود جوهر هذه التطويبة إلى المسيح بصورة غير مباشرة، ولكن بعد أن قاسى يسوع نفسُه الاضطهاد وانتظر أن يكون مصيرُ تلاميذه مشابهًا لمصيره. الخوراسقف بولس الفغالي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|