أندرونكوس ويونياس..
المشهوران بين الرسل
سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبي،
المأسورين معي، اللذين هما مشهوران بين الرسل،
وقد كانا في المسيح قبلي
( رو 16: 8 )
هذان الرفيقان المباركان "أندرونكوس ويونياس" يصفهما الرسول بولس بأنهما "مشهوران بين الرسل"، وهذا القول لا يعني أنهما كانا رسولين وإنما يعني أنهما كانا معروفين جيداً في دائرة الرسل. وهناك رجال مشهورون في الدوائر العالمية وغيرهم في دوائر السياسة أو الصناعة أو الأدب، ومثل هؤلاء ينالون أجرهم عن طريق شهرتهم أو نجاحهم المادي أو نفوذهم السياسي .. إلخ.
أما كون الشخص مشهوراً ومعروفاً في الدائرة المسيحية، فالسبب يكون غالباً إما نشاطه الروحي، أو قسوة الآخرين في معاملته أو سجنه أو الافتراء عليه ( عب 10: 33 ). وهؤلاء لهم المكافأة العظيمة في المستقبل عندما يختفي من المشهد جميع المشهورين في الدوائر العالمية ويصبحون في طي النسيان مع كل ما كانوا يفتخرون به.
ولقد كان "أندرونكوس ويونياس مشهورين بين الرسل" كما كان المؤمنون العبرانيون أيضاً مشهورين .. ولكن بأي شيء كانوا مشهورين؟ بتعييرات وضيقات من أجل الرب ( عب 10: 33 )، ويبدو أن تلك التعييرات هي من نوع السخرية والاحتقار، ولكن لمثل هؤلاء يقول الرب: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات" ( مت 5: 11 ). وشبيه بذلك ما كتبه الرسول بطرس: "إن عُيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحلّ عليكم" ( 1بط 4: 14 ).
أيها الأحباء .. إن عُيِّرنا باسم المسيح ـ هذا الاسم الكريم المجيد ـ فطوبى لنا. فإنه عندما نشترك في آلامه، في عدم تقدير الناس له، وفي احتقارهم ومعارضتهم وتعييرهم له، فإننا نتعلم أن "نعرفه" وكل المشاعر التي كانت له ( في 3: 10 ). "فلا يتألم أحدكم كقاتل، أو سارق، أو فاعل شر، أو متداخل في أمور غيره" ولكن "كمسيحي" ( 1بط 4: 15 ،16)، ويا له من أمر عظيم بالحق ألا نتألم قط إلا لكوننا مسيحيين، أي مثل المسيح. وعندما تأتينا هذه الآلام لنحسبه كل فرحٍ لأنه "كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مُبتهجين" ( 1بط 4: 13 ).