رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لهم: أَيُّها المُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبُوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي "هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي" فتشير إلى اقتباس من كلمات النبي أشعيا الذي ندَّد بالرؤساء الدينيين في عصره "أَنَّ هذا الشَّعبَ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِفَمِه ويُكرِمُني بِشَفَتَيه وقَلبُه بَعيدٌ مِنِّي" (أشعيا 29: 13)، وتدل هذه الآية على التمسك بطقوس لا تنبع من شعور باطني (أشعيا 1: 10-20). ويعلق القدّيس مكسيميليان كولبي الفرنسيسكاني " الحياة الناشطة هي نتيجة الحياة الداخليّة وليست لها قيمة إلاّ إذا كانت تعتمد عليها" (لقاءات روحيّة). وكثيرا ما ثار الأنبياء على الرياء الديني (عاموس 5: 21-27). إذ يظن الإنسان أنه أتمّ ما عليه وانه بارٌ، لأنه مارس بعض الرتب الطقسية (ذبائح وصوم)، مُهِمِلاً وصايا العدالة الاجتماعية ومحبة القريب، لذلك لا يقبل الله ذبائحه كما جاء في قول هوشع "فإِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحة مَعرِفَةَ اللهِ أَكثَرَ مِنَ المُحرَقات"(هوشع 6: 6). وشدَّد صاحب المزامير على المشاعر الباطنية التي يجب أن تستوحى منها الذبائح (الطاعة والحمد والندامة) " إِنًّما الذَّبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله." (مزمور 51: 19). ولم يتردَّد صاحب المزامير أن يقاوم التمسك بالشكليات في العبادة. فجاء يسوع يدعو تلاميذه إلى اتباع منحنى آخر نجده في الشرائع القديمة وقد تمَّ تغافله. كان لأحكام الطهارة الخارجية دور اجتماعي هام، والغرض منه تذكير المؤمن بضرورة طهارة القلب. ويعُلق القدّيس العلامة برنادس " نحن المؤمنين بالمسيح، يجب أن نحاول اتّباع طريق قويم. فلنرفع إلى الله قلوبنا وأيدينا معًا، لكي نكون أبرارًا بكليّتنا، فنؤكّد بأعمال البرّ استقامة إيماننا، " |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|