لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذِي يَفقِدُ حَياتَه في سبيلي وسبيلِ البِشارَة فإِنَّه يُخَلِّصُها":
عبارة "يُخَلِّصَ حَياتَه" (معناها يخلص نفسه) تشير إلى الإنسان الذي يُخلص حياة الجسد بالبحث عن راحة البال ذات الطابع الأناني، بالمقابل يخسر يسوع والحياة الأبدية كما جاء في مثل الغني الغبي "يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟" (لوقا 12: 19-20).
ويضيف لوقا الإنجيلي قول يسوع المأثور "فماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟" (لوقا 9: 25).
هنا يسأل المسيح سامعيه: هل قيمة العالم بأسره تساوي قيمة نفس واحدة؟ والجواب: هذا غير ممكن، طالما العالم وكل ما فيه من الخيرات والأمجاد يزول، بينما النفس خالدة تبقى إلى الأبد.
فذاك الإنسان الغبي يستحي منه ابن الإنسان في يوم مجده العظيم (مرقس 8: 5) ويحسبه كمن هو غير معروف لديه، ويُعلق القديس ايرونيموس "الله لا يعرف الشرير، إنما يعرف البار".