"ابنَ الإِنسانِ" فهي لا تشير إلى إنسانية يسوع فحسب بل إلى المسيح الذي أعلنه النبي دانيال " فإِذا بِمِثلِ آبنِ إِنسان آتٍ على غَمامِ السَّماء فبَلَغَ إِلى قَديمِ الأَيَّام وقُرِّبَ إِلى أَمامِه. وأُوتِيَ سُلْطاناً ومَجداً ومُلكاً فجَميعُ الشُّعوبِ والأُمَمِ والأَلسِنَةِ يَعبُدونَه وسُلْطانُه سُلْطانٌ أَبَدِيّ لا يَزول ومُلكُه لا يَنقَرِض"(7: 13-14).
ويؤكد هذا اللقب أصالة يسوع السماوية والعمل الإلهي الذي يتوجب عليه أن يؤديه، وهو آلامه وموته كما ورد في نبوءة أشعيا "لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصاباً مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً"(أشعيا 53: 4).
فقد ذكر يسوع مرتين متداخلتين ومتناقضتين في ظاهرهما عن المسيح: فكرة ابن الإنسان المشارك في جلال الله، وفكرة العبد المتألم. وقد وردت عبارة ابن الإنسان نحو 80 مرة في الإنجيل دلالة لأهميتها.