من رسائل الانبا انطونيوس ابو الرهبان (الرسالة الثالثة )
[أما بالنسبة لي انا الأسير الفقير ليسوع فان الوقت الذي نعيش فيه قد تسبب في فرح ونوح وبكاء لان الكثير من جنسنا (الرهبان) قد لبسوا الثوب الرهباني ولكنهم انكروا قوته. أما الذين اعدوا انفسهم للخلاص بمجئ يسوع، فهؤلاء أنا أفرح بهم. اما الذين يتاجرون باسم يسوع بينما هم يعملون مشيئة قلوبهم واجسادهم فهؤلاء انا انوح عليهم أما الذين نظروا الى طول الوقت وخارت قلوبهم وخلعوا ثوب الرهبنة وصاروا وحوشا فإنا أبكي لأجلهم. لذلك اعلموا أن مجئ يسوع يصير دينونة عظيمة لمثل هؤلاء لكن هل تعرفون نفوسكم يا أحبائي في الرب لكي تعرفوا ايضا هذا الوقت وتستعدوا بتقديم نفوسكم ذبيحة مقبولة لدى الله وبكل يقين يا احبائي في الرب انا اكتب لكم كأناس حكماء قادرين ان يعرفوا انفسهم وانتم تعرفون ان من يعرف نفسه يعرف الله وان من يعرف الله يعرف ايضا تدابيره التي يصنعها من اجل خلائقه.
.... هيئوا نفوسكم طالما أن لكم من يتوسلون عنكم لله لأجل خلاصكم ، لكى ما يسكب الله فى قلوبكم النار التى جاء يسوع لكى يلقيها على الأرض "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟" (لو49:12)، لكى تستطيعوا أن تدربوا قلوبكم وحواسكم وتعرفوا كيف تميزوا بين الخير والشر واليمين من الشمال والحقيقة من الوهم].