رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطيّة هي مشكلة البشريّة علاج الخطيّة: الرَّب يسوع المسيح وحده هو المخلص الوحيد لمشكل البشريّة، أي مشكلة الخطيَّة:تتزايد المشاكل والمآسي والشرور في كل دولة من دول العالم بدون استثناء. فحيثما حل الناس واستوطنوا، حيث حلت المشاكل وانتتشرت الشرور. ويمكننا بسهولة تعداد بعضها مثل... تتزايد المشاكل والمآسي والشرور في كل دولة من دول العالم بدون استثناء. فحيثما حل الناس واستوطنوا، حيث حلت المشاكل وانتتشرت الشرور. ويمكننا بسهولة تعداد بعضها مثل: القتل والحروب والزنا والإغتصاب والكذب والتجديف واللعنات والنفاق والرشوة والفساد ومحبة المال والشهوات الرديّة والكراهية والعداوات والأحقاد والتديّن والتعصب والطائفيّة وتفسخ الأسرة والطلاق والخيانة والإدمان والتعري والإنحراف والغش والخداع والحسد والنميمة والكبرياء والفسق والفجور وكل أشكال النجاسة. هذه مجرد قائمة قصيرة جدّاً ببعض الشرور المنتشرة بين النّاس، فقائمة الخطايا طويلة جدّاً ولا تنتهي. والشّيطان وأتباعه خلّاقون في ابتكار وممارسة أشكال جديدة من الخطيّة والشّر كل يوم. ويحاول النّاس الحصول على جواب شاف لسبب هذا الطوفان من الشّر، ويقدم لنا المفكرون والمثقفون والعلماء خليطاً من الإجابات والاقتراحات من أجل حل مشاكل البشرية. يقول علماء الطّبيعة والفيزياء بأنهم يستطيعون أن يساعدوا في حل مشاكل العالم باختراع الأجهزة المتطوّرة ذات السرعة الهائلة والطاقة والقوة المذهلة مما يخفف من متاعب العالم. ولكن العلماء أنفسهم اخترعوا لنا أجهزة تفجر الذرة، والقنابل العنقودية والنووية والهيدروجينية الكفيلة بتدمير الكرة الأرضية عدة مرات. كذلك أوجد العلماء أجهزة الكمبيوتر والإنترنت، والتي رغم فوائدها الكثيرة، فإنها أصبحت وسيلة لنشر الشر والقذارة حيث تتجلى الخطيَّة بلا حدود. ويقول رجال التربية والتعليم إن مشكلة الإنسان هي الجهل والتخلف وقلة المعرفة. ولكن هل ساعد العلم والتربية في القضاء على الفساد والجريمة؟ وهل فرغت السجون من المجرمين والمنحرفين بسبب التربية التي تدَّعي أنها العلاج للعالم. ويدَّعي علماء الاجتماع أن الإنسان بحاجة إلى أن يعيش في جو صحي وبيئة مناسبة. ولكن هل جمال الطبيعة والمناطق الخضراء والجبال والسهول الفسيحة تمنع الإنسان من السقوط في شباك الخطيَّة؟ أو حتى من السقوط في الاكتئاب والوحدة والحسرة والألم؟ ويُقول رجال السّياسة والاقتصاد بأن الإنسان بحاجة إلى الشعور بالأمان الاقتصادي والمادي والمالي، وبأن القضاء على البطالة والفقر والجوع وتوفير فرص العمل للجميع سيجلب السّعادة والرّخاء والسلام. ولكن الاستقرار المالي بذاته يقود غالبية النّاس إلى الخطيَّة والنجاسة. فعلى الرغم من جهود الإنسان المستمرة من أجل رفع مستوى نفسه ومعيشته، فإن الجنس البشري ما يزال يسقط أكثر وأكثر في الرذيلة والفساد. وتقدم لنا مدارس الفلسفة المختلفة، والدّيانات والعقائد الكثيرة في العالم، كماً هائلاً ومتناقضاً من الحلول الفلسفية والفكريّة والشرعيّة واللّاهوتية والاخلاقية لحل مشاكل وشرور العالم، ومع ذلك فإن الشّر يزداد بشراسة مما يعني فشل كل الحلول المقترحة. لذلك لا بد من وجود جواب آخر لمعرفة السبب الحقيقي لمشاكل وشرور البشرية. وقبل البحث عن هذا الجواب، نحتاج أن نعرف أولاً أين بدأت المشكلة. أي علينا أن نعود إلى بداية التاريخ البشري لنعرف ما هو سبب مشكلة الإنسان، وما الذي فصل الإنسان عن الله، وما الذي جاء بالشقاء والموت للإنسان. وعندما نجد الجواب، سنعرف ما هي مشكلة الشريّة الحقيقيّة، وما هو الخطأ في حياة أي إنسان. كانت الخطيَّة ولا تزال السبب الأساسي والوحيد في انفصال الإنسان عن الله. ونكتشف هذه الحقيقة من خلال قراءتنا لكلمة الله في سفر التكوين 1:3-19: "1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. 7فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. 8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ". نتعلم من خلال قراءة هذه الآيات في الكتاب المقدّس عن طبيعة وخصائص عمل الخطيَّة في قلوب الرجال والنساء في الماضي والحاضر والمستقبل. أولاً: لا تحترم الخطيَّة أي إنسان، فجميع النّاس معرضين للسقوط في الخطيَّة: آدم هو أول خليقة الله، وقد كان إنساناً كاملاً في حياته الروحية والأخلاقية والجسديّة، فقد كان في غاية الجمال والطهارة والقداسة. ومع ذلك استطاع الشيطان أن يخدعه، ودخلت الخطيَّة في قلب وحياة وكيان آدم. لذلك على كل واحد منا أن لا يفكر أبداً أنه معصوم من الخطيَّة، فهي قادرة أن تدخل في قلبك وفي بيتك، وأن تبعدك عن الله إلى الأبد. يعتقد بعض النّاس، أو لربما الكثيرون منهم، أنهم مميزون، أو أنهم جنسٌ مختلف من النّاس، وبأن الخطيَّة لا تستطيع أن تطالهم أو تؤذيهم. ولكن على كل إنسان أن يتذكر الآتي: قد تكون أمبراطور أو ملك أو أمير أو رئيس جمهوريّة أو زعيم جماعة دينية أو قائد حزب سيساسي عريق أو صاحب شركة كبرى أو رئيس جامعة أو مدير بنك أو حتّى مفتي أو رئيس أساقفة. أو أنك طالب أو مدرس أو موظف أو عامل أو جندي أو شرطي أو ضابط أمن. ولربما أنك تصلي يومياً، وتداوم على الذهاب إلى بيت عبادة، ولربما تعرف كل التعاليم الدّينيّة، ورغم ذلك فإن الخطيَّة تستطيع أن تصل إليك، وتفسد حياتك، وتجلب عليك اللعنات، وتسبب في انكسارك وخزيك. أجل إن الخطيَّة هي العدو المميت للإنسان. لا تخدع نفسك أيها الإنسان، فلا تفكر أنه بسبب مركزك السياسي أو الديني أوالاجتماعي، أو بسبب سمعة عائلتك، أو بسبب اختبارك الروحي، أو بسبب تعليمك، بأنك محصّن من هجمات إبليس. لا تفكر أبداً أن هذه الامتيازات تحميك من السقوط في الخطيّة ومن العواقب المترتبة على هذا السقوط. لذلك لا تقرب إلى الخطيَّة أبداً. التّساهل مع الخطيَّة يؤدي حتماً إلى السقوط، فاحذر من خداع الشيطان، وابتعد عن الخطيَّة. أُفَضِّل شخصيّاً أن أداعب أفعى الكوبرا السَّامة، وأن أضرب نمراً متوحشاً في وجهه، وأن أقفز من سطح أعلى بناية في العالم، على أن أتلاعب مع الخطيَّة. عندما خلق الله آدم وحواء، كانا في قمة الجمال والكمال، وكانت لديهما كل امتيازات الحياة الفضلى بما في ذلك السّير والحديث مع خالق الوجود، ولكنّهما لم ينجيا من لدغة الخطيَّة المميتة. ثانياً: تظهر الخطيَّة دائماً بشكل جذاب: (تكوين 6:3). تلبس الخطيَّة ألواناً رائعة وزاهية لتخدع النّاس وتدفعهم الى السّقوط في مستنقع الشّر والرّذيلة. استمع مثلاً لدعايات الدخان والويسكي التي تقول بأن الخمرة تعطيك الانتعاش والنشوة والسرور، ثمّ اذهب إلى حانات الخمرة في ساعات منتصف الليل وانظر حالة السَّكارى المزرية. أو اذهب إلى المستشفيات لتشاهد ضحايا حوادث السير الناتجة عن السُّكر. كم هو عدد البيوت التي حطمت بسبب المسكر؟ وكم يبلغ عدد الرجال والنساء الذين قتلوا بسبب المسكر؟ وكم هو عدد الأطفال الذين شردوا بسبب الخمر والمسكر؟ ومع ذلك فالدعاية التي تعلن عن الويسكي لا تقول لنا عن النتائج الحقيقية للسُّكر. يسعى الإنسان إلى اللذة السريعة، ويعاني العواقب لفترة طويلة. استمع للدعايات عن دور القمار، وستخرج بنتيجة أن كل من يذهب الى هناك يصبح غنياً، ولكن فكر بالذين انتحروا بسبب الخسارة، والذين دمرت حياتهم وتحطمت أسرهم وأُغلقت مصالحهم المالية والتجارية. الخطيَّة تظهر جذَّابة، ولكنها مليئة بسموم الجحيم. ثالثاً: تظهر الخطيَّة للناس وكأنها الشيء الحكيم والمنطقي الذي يجب عمله: نقرأ في تكوين6:3 أن "الشجرة جيِّدة للأكل" أي أنّه من الحكمة أكل ثمر الشجر، مع أن الله سبق له وأن حذّر الإنسان بأن لا يؤكل من شجرة معرفة الخير والشّر، وإن عقاب عصيانه سيكون الموت. ومع ذلك سقط آدم. فالخطيَّة تسلك طريق العجرفة، وتتصف بالعجرفة. الخطيَّة تدعي أنها طريق النّاس الأذكياء، وتخدع الإنسان ليفكر أنه مميز وأن ما يعمله هو عين الصَّواب. وطبعاً، لو أن إنساناً آخر عمل ما تعمله أنت، فهو مخطئ وملعون وشرير، ولكن إن عملتها أنت، فهذا شيء صحيح وحق ولا غبار عليه. دعونا نستمع لحق الله. لا يمكن أن يكون عمل الباطل أمراً صحيحاً، ولو كانت له نتائج صحيحة بعض الأحيان. ولا يمكن للخطيَّة أن تعطي نتائج إيجابية بل إلى ألم وحسرة وخزي وعار ووجع قلب. فلا تخدع نفسك مثلاً بالقول إن وجود علاقة سرية مع غير شريك حياتك هو شيء عادي. لا تنخدع. هذه خطيَّة، بل خطيَّة مميتة، وهي تصبح خطيَّة أكثر خطورة عليك إن فكرت أنها شيء عادي. يعمل الشيطان اليوم على دمار الأسره. فهو يهاجم الآباء والأمهات والأبناء. ويهاجم أساس الحياة العائلية السعيدة، فانتبه لما يجري في بيتك. وتذكّر أن الخطيَّة ليست حكيمة أو ذكية أو صحيحة. الخطيَّة عمل غبي وأحمق وشرير. لنقرأ ما يقوله الرَّب في سفر الأمثال 12:14 "تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ". رابعاً: الخطيَّة تُلبِّد وتُميت الإحساس بالمسئوليِّة: توجد للخطيَّة قوة جذب هائلة للجسد لدرجة أنه لو أعطى الإنسان فرصة للخطيَّة فإنها ستبلعه. الخطيَّة لديها قوة هائلة لتملأ الإنسان بالإحساس بالمكسب واللذة لدرجة أنها قد تنسيه النتائج الوخيمة المترتبة على السقوط في الخطيَّة. لقد نسيت حواء تحذير الله لآدم ولها بالموت، وذلك من أجل متعة أكل ثمرة واحدة من الشجرة (تكوين 6:3). لذلك علينا أن لا نترك الفرصة للشيطان كي ننخدع ونفكر بأننا لو أخطأنا فلن يصيبنا أي شر. تذكر أنك لا تستطيع أن تخطئ وأن تخرج مبرراً أو أن تنجو من العقاب. خامساً: لا يمكن أن تغطي خطيتك أبداً، ومهما حاولت: (تكوين 7:3-13). • لم يستطع داود أن يغطي أو يخفي خطيته، مع أنه كان ملكاً. • لم يستطع قايين أن يغطي خطيته، مع أنه حاول أن يخفي جثة أخيه هابيل. • لم يستطع آدم وحواء أن يغطيا خطيتهما مع أنهما خاطا أوراق تين وهربا من وجه الله. قد يعتقد الإنسان بأنه ذكي، بل فهلوي وعبقري، ولكنه مسكين وضعيف. قد تستطيع أن تخفي خطاياك لفترة طويلة أو قصيرة عن النّاس من حولك، ولكنك عندما تقف أمام الله، لن تستطيع أن تخفي الحقيقة فيما بعد. نقرأ في سفر العدد 23:32 "وَتَعْلمُونَ خَطِيَّتَكُمُ التِي تُصِيبُكُمْ"، ومعنى هذه الآية: تأكد واعلم بأن خطيتك سوف تصيبك أو سوف تظهرك وتكشفك. سادساً: لا تنحصر نتائج الخطيَّة على الإنسان الخاطئ فقط، بل تؤثر أيضاً على غيره من النّاس: عندما سقطت حواء في الخطيَّة، جرَّت معها آدم. وعندما سقط داود، قتل الآلاف من شعبه. عندما يسقط إبن في أية أسرة، يتعذب ويتألم الأهل. وعندما تسقط المرأة، يتعذب زوجها ويُشَّرد أولادها ويتحسَّر عليها أهلها. كم من آباء أصيبوا بجلطة أو نوبة قلبية حادة قضت على حياتهم لحظة أن سمعوا خبر مزعج عن أبنائهم. كم امرأة بكت بدموع ساخنة، وشاب شعرها بسبب خطيَّة سرقة أو زنا سقط بها زوجها. إن كانت حياتك مكرسة للرب يسوع المسيح، أي إن عشت من أجل المسيح، أو عملت ما هو صالح، فإك ستؤثر في حياة آخرين وتعمل من أجل خلاصهم لكي يذهبوا معك إلى السماء. كذلك إن عشت في الخطيَّة ومن اجل الخطيَّة، فسوف يحصد آخرين معك نتائج خطاياك في بحيرة النار والكبريت. نقرأ في رومية 7:14 "لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ". وفي غلاطية 7:6-8 "لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً". سابعاً: تقود الخطيَّة دائماً إلى دينونة واضحة ومحدَّدة. (تكوين 17:3-19). تقود الخطيَّة إلى نتائج وخيمة، وإلى دينونة الله العادلة. تامّل في التغيير الهائل الذي حصل في حياة آدم وحواء، فبدلاً من السير مع الله والحديث معه كصديق، وبدلاً من أن يبقيا في أجمل قطعة أرض في الوجود، أي في جنة عدن، وبدلاً من السلام والراحة والفرح ورضى الله عليهم. بدلاً من كل هذا طُردا من الجنة ولعنت الأرض بسبب خطيتهم. أصبح آدم في حالة يرثى لها بسبب الخِزي والعار الذي نتج عن الخطيّة، وطرد من محضر الله. لقد ترك وراءه الحياة الفياضة بالفرح والسعادة، وأصبح أمامه الحياة المليئة بالتعب والمشقة والألم والموت. يقول لنا الله في الكتاب المقدّس، وتحديداً في رسالة رومية 23:6 "لأَنَّ أُجْرَةَ الخطيَّة هِيَ مَوْتٌ". وفي سفر حزقيال 20:18: "النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ". وَ "شَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ". نقرأ في رسالة يوحنا الأولى 4:3 تعريفاً واضحاً للخطيّة، حيث تقول كلمة الله: " كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي". الخطيّة هي التّعدي على الله، وعلى وصايا الله، وعلى شريعة الله. أي أن من يسرق على سبيل المثال، فإنه يتعدّى على الإنسان الذي سرق منه، ويتعدّى على وصيّة الله التي تقول لا تسرق، وبالتالي يتعدّى على الله الذي أمر بهذه الوصيّة. وهكذا نجد إن الخطيّة أو التّعدي هو أمر في غاية البشاعة والشّر، ويستحق مرتكب الخطيّة عقاب الله العادل وهو الموت. نقرأ في سفر النّبي حزقيال قوله في 4:18، 20: "النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ". وكذلك في رومية 23:6 "أَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ". ونعرف من الكتاب المقدّس أن الله حذّر آدم من الموت عندما طلب منه أن لا يؤكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشّر. نقرأ في تكوين 16:2-17: "وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ". لا نجد كلمة خطيّة في وصيّة الله لآدم، وسبب ذلك ببساطة هو أنّه لم تكن هنالك خطيّة قد ارتكبت، وبأن الكلمة لم يكن لها معنى لو أن الله كان قد حذّر آدم من السّقوط في الخطيّة. وبالرّغم من وصيّة الله الوحيدة التي أعطاها لآدم، الّا أن آدم تعدى على هذه الوصيّة، وأكل من ثمار الشجرة المحرّمة، مما أدى الى انفصال آدم روحيّاُ عن الله، أي موته روحيّاً، وفيما بعد موته جسديّاً. لقد دخل عنصر أو حالة الموت في حياة ادم في اللحظة الأولى من التّعدي على وصيّة الله. نقرأ في رومية 12:5: "بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ". عقاب الخطيّة هو الموت. هذا هو قانون السّماء ومطالب عدالة وقداسة الله. ولان الله يحب النّاس الذين خلقهم، فقد عمل على إيجاد مخرج لخطايا النّاس عن طريق الذّبائح الحيوانية التي أخذ الناس بتقديمها قرابين لله من اجل التكفير عن خطاياهم. وقد كانت هذه الذّبائح مؤقّتة ورمزيّة ووسيلة لتحضير البشريّة لمجيء الرّب يسوع المسيح الّذي كان لا بد وان يموت كي يكفر عن خطايا جميع النّاس. نقرأ في رومية 8:5 "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا". فبالرّغم من خطايانا، إلا أن محبة الله لنا لم تتغيّر، فهو يحبنا ويريد لنا الحياة الأفضل في هذا العالم، ثم الحياة الابديّة في السماء. وجسّد الله محبته لنا عمليّاً بموت المسيح على الصليب للتكفير عن خطايانا. وهكذا فإن كل من يتوب عن خطاياه، ويرجع الى الله طالباّ غفران الخطايا، فإن الله يستجيب له، ويطهره من كل خطاياه، بدم الرّب يسوع المسيح الّذي سفك على الصليب. ما أعظم الرَّب يسوع المسيح، مخلصنا الوحيد. إنه القداسة بعينها. *يستطيع الرَّب يسوع الآن أن يخلص كل واحد من الخطيَّة وثمارها. *يستطيع الرَّب يسوع أن يطهر إلى التمام كل فساد الخطيَّة من الكيان البشري. *يستطيع الرَّب يسوع أن يملأ القلب بجمال النقاء الحقيقي والتقوى والمحبة والفضيلة والحياة الأبدية في السماء مع الله. *يستطيع الرَّب يسوع أن يمحو عن كل واحد منا سجل الخطايا المتراكمة في حياتنا. نقرأ في عبرانيين 25:7 أن يسوع "يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ"، وفي يوحنا الأولى 7:1 "دمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خطيَّة" وفي الآية رقم 9 من نفس الأصحاح نقرأ: "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ". يطلب منّا الرَّب يسوع أن نتوب ونرجع الى الله. ويعدنا أن يلقي بخطايانا في بحر النسيان، ولا يذكرها فيما بعد. فهل تريد أن يعمل الرَّب هذا الأمر معك؟ هل تريد أن يطهرك الرَّب من كل خطيَّة، وأن يخلصك من سجل الخطايا السالفة بالكامل. تعال الآن إلى الرَّب يسوع تائباً عن خطاياك وطالباً منه المغفرة وتطهير خطاياك بدمه الذي سفك على الصّليب. إن كنت مؤمناً، ولكنك تعيش في الخطيَّة، فاعترف بها الآن طالباً من الرَّب يسوع أن يطهرك إلى التمام. وإن كنت تعيش بدون الرَّب يسوع، فاطلب منه الآن أن يدخل إلى حياتك، وأن يطهرك بدمه الطاهر والثمين، وأن يملأك بالروح القدس. وأكرر لك ما قاله بولس الرّسول لسجان فيلبي: "آمن بالرَّب يسوع المسيح فتخلُص". (أعمال الرّسل 31:16). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|