وفي البعض زادت محبة الفضيلة، والآخرون طرحوا جانبا الإهمال والتراخي، وتلاشي الغرور من غيرهم. واقتنع الجميع بضرورة احتقار هجمات الشرير، وعجبوا بالنعمة المعطاة لأنطونيوس من قبل الرب لتمييز الأرواح. وهكذا صارت صوامعهم في الجبال كهياكل مقدسة، مكتظة بجماعات الأتقياء الذين كانوا يرنمون المزامير، ويحبون القراءة، ويصومون ويصلون ويفرحون برجاء الأمور العتيدة، ويكدون في إعطاء الصدقة. ويحتفظون بمحبة بعضهم البعض. والوفاق مع بعضهم البعض. وحقا لقد كان ممكنا رؤية أرض منعزلة مليئة بالتقوى والعدل، لأن لم يكن فيها فاعل شر، أو مظلوم، أو تعيير جابي الضرائب بل بدلاً من ذلك جماهير من النساك، والهدف الوحيد للجميع هو الفضيلة، وهكذا كان كل من يري هذه الصوامع ثانية، ويري مثل هذا النظام الجميل بين الرهبان، كان يرفع صوته ويقول: “ما أحسن مساكنك يا يعقوب خيامك بإسرائيل، كأودية ظليلة، كجنات علي نهر، كخيام أقامها الرب، كارزات علي مياه”.