رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا رب حقق وحدة كنيستك ما هي الوحدة في جانبها النفسي والمطلوب اعادتها في هذا الزمان والمكان. الوحدة هي تعدُّد مختلِفٌ يتكامل، يعني تعدد واختلاف، واذا كان غير ذلك فلا داعي لهذه المناداة المستمرة للوحدة في كنيستنا رغم ذلك فالاختلاف الذي يستحضره البعض من أعضائها لكي يكون ذريعة لاستمرار الفرقة والتشظي لكنيسة واحد كما أسس لها المسيح، وبظهور مجموعة كبيرة من الكنائس، الكل لديه اتباعه ومؤيديه وهنا ذهبنا الى مشكلة جديدة هي من يمثل من، اذا اردنا الوحدة اذ لا يمكن لكنيسة واحدة ان تمثل الكل المختلفً في المكان الذي نشاءة فيه، ولكي تنسجم مع الكنائس الاخرى والعمل معها، سيظهر لنا ما يأتي: 1- لا يمكن للكنائس ان يكونوا نسخًة واحدة بعد ما يقارب اكثر 1000 عام: ومتماثلة ذلك يلغي وظائفها، أي يلغي علَّة وجودها في الزمان والمكان الذي تكونت فيه، أي يلغي وجودها، ككنائس مختلفة بعد كم من السنين التي قضتها فيه. 2- ظهور ألانا في حياة الكنيسة وضرورة التخلي عنها لصالح المجموع: ذلك يعني الكثير أذ لابد أن يؤدي الى اختصار أنا الكنيسة لصالح الكلِّ دون أن يلغيها، وبذلك تُحقِّق الأنا ذاتَها في إطار الكل. وبعض الانا في الكنيسة الان متضخِّمة متكبرة لا تعمل لصالح الكل، لأنها لا تعترف بالكل، بل لصالح ذاتها وحسب، والانا التي لا تعمل تفقد ذاتها كالغصن الذي لا يعمل لصالح الشجرة يُقطَع ويُلقى في النار، كما قال الرب يسوع المسيح معبِّرًا عن الوحدة، "أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ" (يو 15: 1-6). وفي موضع آخر في الكتاب المقدس يشير بولس الرسول في رسالته الى اهل كورنثوس الاولى بقوله: "فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكُمْ، يَا إِخْوَتِي، عَلَى لِسَانِ عَائِلَةِ خُلُوِي، أَنَّ بَيْنَكُمْ خِلافَاتٍ. أَعْنِي أَنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يَقُولُ: أَنَا مَعَ بُولُسَ وَآخَرُ: أَنَا مَعَ أَبُلُّوسَ، وَآخَرُ: أَنَا مَعَ بُطْرُسَ، وَآخَرُ: أَنَا مَعَ الْمَسِيحِ فَهَلْ تَجَزَّأَ الْمَسِيحُ؟ أَمْ أَنَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَوْ بِاسْمِ بُولُسَ تَعَمَّدْتُمْ" (1كور 1 :11-13). هذا السؤال الذي ورد على لسان بولس الرسول من سيجيب عنه في حاضرنا وعبر الدعوات المتنوعة للوحدة، وهنا اوضح وأقول يالها من مفارقة ان يكون بولس الرسول نفسه يوجه الينا هذا السؤال اليوم وما اشبه ذلك بالأمس حين يتنبأ بولس الرسول لما سيحدث بعد اكثر من 2000 عام عن وجود خلاف عقائدي بين اغصان كنيسة المسيح في مضمونه من ينتج ثمارا اكثر وبنوعية افضل؟ 3- الوحدة التي نبتغيها ليست وحدة الكراسي وانما وحدة الروح، وحدة القلب، وحدة العمل...: كل كنائسنا هي اغصان مثمرة في شجرة جميلة مزدهرة أشرف على سقيها وتغذيتها الرب يسوع المزارع المجتهد الذي اعطانا التعليم الروحي لديمومتها حية وقوية لا تقوى عليها أبواب الجحيم هكذا هي كنيسة المسيح برتبها وطقوسها ونظامها نريدها ان تتوحد وتصير كنيسة واحدة ليس بمفهومنا البشري من حيث الطقوس والليتورجيات بل وحدة تتألق فيها بجمال هذا الاختلاف والتمايز في الكل الذي يشكل الواحد، كما أسسها بطرس الرسول. 4- تستمر الدعوة بالمجد لمن ينادي بتحقيق الوحدة المسيحية: أقول لنجعلها واقع يجب أن يعيشه الجميع وان تكون إشارة البشير يوحنا، “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.” (يو 17: 22،21). ونحن اليوم بأمس الحاجة الى الصلاة من أجل الوحدة بعد الفي عام ونيف من الجهد لألاف اللاهوتيين والمفكرين الذين عملوا من اجل الحفاظ على البشارة وايصالها الينا مع اباء الكنيسة والعاملين فيها وان نكون جميعا مع الرب يسوع في الصلاة إلى الآب من أجل الوحدة والرجاء. 5- من الحكمة أن نبحث عن الوحدة في احترامنا لبعضنا بعضًا وأن نقبل بعضنا: بالمحبة والالتقاء والتعاون والتحاور، وان نكون عابرين للطائفية المنغلقة لكي نكون محققين لوحدة الكنيسة التي أسسها يسوع، "وحمل هموم وحاجات الكنيسة البشرية وهموم بعضنا بعضاً مذكرين الجميع دائمًا بأهمية الصلاة في حياة الكنيسة وحياة كل مؤمن" هذا ما يذكرنا به الارشاد الرسولي الذي يدعونا للوحدة دائما مع الاب، فالصلاة لها مفاعيل عظيمة في قلب موازين الحياة برمتها... فليصلي الواحد من اجل الاخر لتكتمل مشيئة الاب بأن يكونوا بأجمعهم واحدًا... وان نستمع الى من يدعوهم الى سماع صوت صارخ في البرية أعيدوا الكنيسة الى وحدتها. 6- لم تتحسن العلاقات بين المختلفين زمنيا والى وقت قريب: في القرن الماضي (العشرين) ولتحقيق تقدم في معالجة بعض الاختلاف. أدى الحوار بين الفرقاء وتبني مجمع الفاتيكاني الثاني في روما الإعلان المشترك الكاثوليكي الأرثوذكسي لعام 1965 وحفل خاص في القسطنطينية. اعترف بالإعلان بصحة الأسرار في الكنائس الشرقية وباستمرار المصالحة بين الكنيستين. 7- والوحدة يجب ان تكون مبنيّة على المحبة: وعلى الروح والايمان، والمحبة تحترم ولا تُذوِّب الخصوصيِّات فيها، تجمع ولا تُفرِّق، تقرب ولا تبعد، تتفهم كل شيء ولا تُسقط أي شيء والتعليم التالي يشير: "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (1 قو 13: 4، 8). د. طلال فرج كيلانو - هولندا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|