رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيتها العذراء العالية أنت بالحقيقة أعظم من كل عظمة أخرى من يساويك في العظمة. أنت مسكن الله الكلمة بمن أقارنك في كل المخلوقات أيتها العذراء ؟ أنت أعظم من الجميع يا تابوت العهد، مكسوة بالنقاوة بدلاً من الذهب أنتِ هي التابوت الذي وُجد فيه القسط المحتوى على المنّ الحقيقي الذي هو الجسد المتحد باللاهوت. هل أشبهك بالأرض الخصبة المثمرة ؟ أنك فقتيها جداً لأنه مكتوب "الأرض موطئ قدميه" لقد حملت داخلك كل جسد الله بكماله. إذا قلت أن السماء ممجدة فهي لا تساويك لأنه مكتوب "السموات هي عرشي" بينما أنت مكان راحته. إذا قلت إن الملائكة عظماء، فأنك أعظم منهم جميعاً لأن الملائكة ورؤساء الملائكة يخدمون الذي سكن في أحشائك وهم مرتعدون! لا يجرأون على التكلم في حضرته وأنت تناجيه بحرية، إذا قلنا إن الشاروبيم عظماء فأنت أعظم منهم جميعاً، لأنهم يحملون عرش الله بينما انت تضمينه بيديك في حضنك، إذا قلنا إن السيرافيم عظماء فأنت أعظم منهم جميعاً، لأن السيرافيم تُغطي وجوهها بأجنحتها ولا تستطيع أن تنظر مجده الكامل ولكنك ليس فقط تتفرسين فيه بل تطعمينه وتعطيه ثدييك في فمه القدوس. إن حواء قد صارت أماً للأموات لأنه في آدم يموت الجميع لقد أخذت حواء من ثمر الشجرة وأعطت رجلها فأكل معها، أكلوا من الشجرة التي قال الله لهما عنها "يوم تأكلان منها موتاً تموتا" لقد أخذت حواء من ثمرتها وأكلت منها وأعطت لرجلها ليأكل فأكل ومات. وفيك أيتها الحكيمة سكن ابن الله ذاك الذي هو شجرة الحياة لقد أعطانا جسده بالحقيقة فأكلنا منه ووهبت الحياة للكل. جاء الكل إلى الحياة بنعمة الله، ابنك الحبيب، لأجل ذلك تتهلل روحك بالله مخلصك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|