رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاغتَمَّ لِهذا الكَلامِ وانصَرَفَ حَزيناً، لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير "أَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير" فتشير إلى الرجل الغني الذي ارتبط قلبه بثروة هذا العالم، فحرمه هذا الثقل من العبور مع السيد المسيح خلال باب الحب للدخول إلى الطريق الضيق. ولم يتقبل الحب لأن قلبه لا يملك حيزا للحب، قلبه متعلق بالمال الذي منه يأمل الحصول على الحياة. فلم لا يستطيع أن يُحبَّ الله من كل قلبه ويحتفظ بأمواله لنفسه. هذا الرجل الغني لا يتقبل الحب لأن قلبه لا يملك حيزا للحب، فضَّل الرجل أن يحتفظ بماله على أن يتخلى عنه في سبيل الله. ولم يستطع أن يتغيّر ويصبح مثل الطفل. إنّ الحياة الأبدية عطيّة. كيف يمكن أن بقبل هديّة ما إن كانت يديه ممتلئة غير فارغة، ولا يريد أن يتخلّى عن أيّ شيء. إن الغِنى منع الرجل الذي أحبَّه المسيح وطلب منه أن يتبعه فتعثَّر في غناه وخسر المحبة والحياة. ويُعلق يوحنا الصليب "لا يمنح الربّ النعمة والمحبّة إلاّ بحسب رغبة النفس وحبّها. فكلّما زادت رغبة النفس ومحبّتها، كلّما زاد ما يعطيه الربّ". كانت أموال الغني هي التي تمتلكه وليس هو الذي يمتلكها. والمحير هنا أن هذا اللقاء بين يسوع والشاب الغني هو واحد من اللقاءات الفاشلة بعكس اللقاءات مع زَكَّا الغني، رئيسٌ للعَشَّارينَ (لوقا 19: 2-8)، وابنُ طيماوُس (بَرطيماوُس) الأعمى الذي يلقاه يسوع وهو خارج من أريحا (مرقس 10: 46-52). والله خلق العالم والمادة والأموال لنستعملها لا لتستعبدنا. نحن مدعوّون إلى أن نأتي بأيد فارغة ونتلقّى الربّ يسوع نفسه لكي نتبعه وننال الحياة الأبدية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|