الحياة خدمة وعطاء
"تشن" طفل صيني في السابعة من عمره، أُصيب مع والدته في الوقت نفسه بسرطان في المخ، وفقد بصره وهي بفشل كلوي مزمن. طيلة فترة العلاج كان كل منهما يزور الآخر ويهوّن عليه وكانت حالة "تشن" تزداد سوءًا أكثر وقد شارف على مفارقة الحياة. طلب "تشن" من الأطباء نقل كليته لأمه ولكنها رفضت ومع إصرار الطاقم الطبي وإلحاح تشن قائلا: "استمري في الحياة بقطعةٍ مني".
وافقت الأم أمام هذا الموقف العصيب. وبعد عملية زرع الكلى مات "تشن" بعد ساعات قليلة، واكتشفت الأم انه طلب من الأطباء دون إعلامها أن يتبرع بكبده لمريض كان معه في الغرفة، وكليته الأخرى لفتاة بالغرفة المجاورة له! توفي “تشن” وأعطى الحياة لثلاث أشخاص بعده. متى تعلّم "تشنّ" هذا الكم الهائل من التضحية؟ تخرّج ""تشن" عظيماً من مدرسة يسوع، مدرسة الحب.
لم يفهم تلاميذ يسوع في حينها أن العظمة تكون في الخدمة حتى التضحية بالنفس على مذبح الحب كما فعل هو ليعطي الحياة للذين هم في الأرض. لم يتبرع يسوع بكليتيه فقط أو بكبده أو بقرنية عينيه أو أحد أعضاء جسده بل بجسده ودمه كاملين، ولا زال حتى اليوم يقدم نفسه مأكلاً ومشرباً للذين يتقدمون منه. رغم ذلك لا زلنا حتى اليوم نسأل يسوع كيعقوب ويوحنا أن يعطينا نوعاً من السلطة كي نتسلط على الآخرين ونتحكم بأعناقهم وأرزاقهم! ولكن بقدر ما تمتد سلطةُ الإنسان يتّسع حقل مسؤولياته الفرديّة والاجتماعيّة.