رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الله يعاقب؟ هذا سؤال جوهري، والجواب عليه في الواقع البشري نراه يقلق جميع الناس على وجه الإجمال. القلق هو موقف مألوف في هذا العالم. الله صالح والى الأبد رحمته يقول الكتاب الإلهي. ومن جهة ثانية ، العقاب هو خطوة مجبولة بالعنف. العقاب، القصاص، العنف، التعنيف، التوبيخ، الملامة، العتاب، كلها وسواها لا تخلو من اي لون من ألوان العنف. والله بكل بساطة غريب عن كل هذه، فأي لون من ألوان التوبيخ، ينطوي على عنف، والله غريب جملة وتفصيلا عن العنف في كل أشكاله" فتيلا مدخنا لايطفىء". تصوروا ان الله العظيم والجبار لايطفىء فتيلا مدخنا، فكل عملية الإطفاء في ذاتها فيها من القوة والعنف مايكفي. اذا كان حال الله هكذا، كيف نفهم عبارة" أدبا ادبني الرب والى الموت لا يسلمني"؟ في مثل الابن الشاطر ترك الابن بيت أبيه وسافر الى بلد بعيد.وهناك أنفق كل ما له من أبيه. ولكن الأب ظل خارج البيت ينتظر عودة ابنه حتى عاد . الابن عاد بعد أن اجتاحته بقوة جمالات التوبة، فشعر أنه عار بسبب بعده عن أبيه. وهكذا فالانسان مدعو أن يتوب، وهذه التوبة عطية مجانية من الله لكل من يقبلها ويسير بها. والله كي يشجعنا على التوبة، يجعلنا نسمع، ولابد ان نسمع مايقوله لنا: "إن كانت خطاياكم كالقرمز فأنا أبيضها كالثلج".الله يغسل خطايانا وكثيرا مايفعل ذلك ونحن في غفلة مما يحصل لنا.لماذا؟لأن للغسل بركاته، وهو إن حصل فينا يشددنا ويقوينا. الله يفعل كل ما يحلي لنا المسيرة نحو التوبة والتغيير نحو الأفضل. كل شيء، لا على التحديد. كذلك فهو يجدد وعوده بالخير لنا وبالبركات والنعم أيضا. لكن اذا كانت هكذا حاله معنا، فكيف نفهم التجارب التي يعرفها جميع البشر؟ من جديد لنسمع مايقوله الكتاب الالهي: " طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه اذا تزكى، ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه" يعقوب١:١٢ ويقول أيضا: " لا يقل أحد إذا جرب، إن الله يجربه، لأن الله غير مجرب بالشرور، وهو لايجرب أحدا. لأن كل انسان يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته." الكلام على أن الله لا يحبني لا بل يجربني وغير ذلك ينبع حقا من عقل صغير وأفاق ضيقة.اذا كان الله لا يحبني لماذا خلقني.كان من الأفضل له أن يهمل الخلق كله كي يبقى سيد الكون لوحده لايزعجه أحد. كل المشكلة وكل التجربة ، هي من الانسان نفسه. الله ابدعنا بأعلى درجات الحكمة والجودة. وبالتالي كثيرا ما نسمع أناسا كثيرين يقولون: لماذا جاري غني وانا فقير؟ لماذا ابن عمي لامع وأنا على الهامش؟ نحن ننسى أن كل انسان مدعو ان يكد، ويتعب ويجاهد.نحن نتعامل مع الله كأنه body guard, المطلوب منه ان يخدمني كما يفعل الخدام. اسمعوا الأفكار التالية: اذا تزوج انسان من صبية اكتشف بعد حين أنها غبية ولاتناسب ذكاءه، للحال يفكر بالطلاق. السؤال دائما هو: من ضربني على يدي حتى اخترت هذه او تلك؟ واذا رسب ابني في الامتحانات، من المسؤول؟ اليس هو تحديدا من لم يدرس ومن لم يهيىء مناخ الدرس لولده في البيت؟ هل يحق لي أن أقول : لماذا جاري غني وأنا فقير؟ هذا سؤال لا معنى له، فإذا كنت انا كسولا، أكون أنا كل المشكلة لنفسي. اسمعوا: اذا تزوج شاب صبية جميلة جدا وبعد حين اكتشف انها غبية جدا، من المسؤول؟ أليس هو نفسه المسؤول ، لأنه ظن أن بيته هو غرفة النوم فقط؟ إذا كان الإنسان مكبلا بشهواته، أيعقل ان يكون حرا؟ واذا كان ذا ماض أسود من بيت والديه، كيف له أن ينعم بالسعادة بعد حين، اذا لم ينفض غبار الماضي، بالجهاد والنسك والصلاة الى الرب كي يعينه على التغيير؟ الناس يريدون الله حارسا لهم يفعل لهم كلما يخدم شهواتهم، وهذا لن يحصل. كذلك قد يتشاطر البعض فيقولون: لماذا مات فلان باكرا وهذا الأزعر ما يزال على قيد الحياة؟ هذا يظنه الكثيرون سؤالا عظيما الا انه سؤال تافه، فأنا لا يعنيني أن أسأل عن غيري وما يهمني أنا هو أن أتوب وأتغير أنا لا غيري. جميع القديسين عرفوا وأدركوا أن الإنسان لايحق له أن يستفسر عن أمور لا رأي له فيها ولا قدرة عنده على ادراك الحكمة منها. وطالما أن جميع الناس عندهم ما لا يعجبني فلأنشغل بنفسي كي أتقدم أنا وأرضي الله. السؤال بعد هذا هو: هل يحبني الله؟ نعم هو يحبك ويحبني ويحب كل خليقته. لكن المشكلة كلها أن لا اشعر أنا أنني أحبه وأن لا أنتبه الى بركاته لي وعلى كافة المستويات. من جديد هل يعاقب الله؟ اسألوا الأهل الفاضلين هل يؤدبون أولادهم لأنهم يحبونهم أم هم يحبونهم بدون تأديب؟ واذا كان التأديب ضروريا بين الناس فالله يؤدب لأنه أول المحبين بعمق . احبائي هذه الدنيا لن تحلو لنا إن كنا نحمل مثل هذا التفكير الضيق. الزمن مقصر والأيام معدودة ومحدودة وعلينا أن نرضي الرب في حياتنا كي نكبر، وعندما نكبر وننضج ندرك محبة الله لنا. والسلام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله العادل يعاقب الأشرار |
الله يؤدِّب ولا يعاقب |
الزمالك يعاقب عبد الله جمعة بسبب فاروق جعفر |
الله لا يعاقب احد مطلقاً فهو اله المحبة |
الله يعاقب بالحيات المهلكه |