رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرهبانية كانت المستحث التاريخي لإكتشاف لاهوت الفقراء عند الآباء الكبار الذين نكرمهم. الفقر الإختياري ليس فقط في الرهبانية المقوننة، ولكن في أي عهد يعيشه المتزوجون في العالم. أي الحد من الحاجة. الفقر الإختياري شرط ملازم للإمساك الكامل وهو معنى الإمساك. عندنا عفة رهبانية لا يمكن ان تعاش إلا بالفقر الإختياري. هذان ركنان مترابطان. والعفة بمعنى الإمساك الجنسي هي تطلع إلى الملكوت الآتي. هي قفزة فوق هذا العالم من اجل الملكوت والسلم إلى هذا الملكوت. في هذا المنهج السلم إلى الملكوت هي الفقر الإختياري. هنا عندنا في الإنجيل مسألة الإفتخار. إذ تذكرون هذا المثل، الإنسان الذي زادت غلته وأخذ يهدم الأهرام التي عنده ليبني أهراء أخرى، وقال: يا نفسي تمتعي الآن. وإعتبره الإنجيل جاهلاً. موضوع الإفتخار في الإنجيل هو موضوع ظرفي ويتماشى مع الحضارات الزراعية. لأنه في فلسطين الفقراء كانوا الأكثرية الساحقة. وبالتالي الإفتخار يكون ضده. إن لم تعطهم فهم يموتون جوعًا. ولكن في حضارة كهذه التي نحن فيها القائمة على النظام المصرفي لا بد من الإفتخار. إذ لانأخذ هذا المثل الإنجيلي أنه سيهدم ويوسع الأهراء. هذا بصورته المادية لا يستقيم معنا الآن. فالذي يستقيم معنا أن الإفتخار ممكن في حضارة إقتصاد السوق. ولكن يبقى المعنى الأساسي من المثل الإنجيلي وإن لم تبق صورته الآن. المعنى الأساسي هو الإستقلال الداخلي عن الخوف، إستبعاد المال عن أن يكون بعدًا في العلاقات الإنسانية. إنه بعد في العلاقات التجارية. الشخص هو صاحب العلاقة، هو في مقابلة ومشاركة مع الشخص الاخر. المال بعد فقط من ابعاد العمل في إقتصاد السوق. وأما العلاقات الشخصية فهي صداقة ام حب. تعاطي الفن، تعاطي الفلسفة، تعاطي الفكر، تعاطي المهنة. هذا شيء شخصي إنساني. المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|