ليست القضية ان يجعلك تثق بنفسك. ان الواثق بنفسه كثيرا مخدوع بقدرته، اما المنزعج من ضعفه، الذي يتآكله ضعفه ويتردد فيه قادر على ان يثق بالله اذا احبه واحد وأبان له انه حبيب الله. المحب لا يشتري لنفسه احدا. لا يسعى الى مبايعة. لا ينشئ حوله حاشية، زعماء الشعوب يفعلون هذا لأنهم يريدون ان يشتروا القلوب ولو الى حين. اما الذين هم لله فلا يريدون لأنفسهم زبانية ولا ان يقال عنهم حسنا. سعيهم ان يكونوا في الخفاء، تحت الستر الالهي، ان يراهم ربهم فقط. وهم لا يعرفون ان ربهم يقيمهم امام وجهه. لا يعرفون قرباهم.
يريدون ان يكون الاخر في القربى، ان يؤمن بالرحمة العلوية تحيط به وتشفيه. شرط هذا الشفاء الا يدينه الاتقياء، الا يفخروا بفضيلتهم لئلا يقعوا في الاستعلاء. كل استكبار يقتل الضعاف الذين هم اخوة يسوع الصغار. كل فضيلة خطرة على نفسها بسبب من هذا التعاظم الذي يهاجمها. السكر بالخير فينا اولى امارات السقوط. لذلك لا يعطي الا من اعتبر نفسه لا شيء ورأى نفسه في حال المحسن اليه، في الموهوبية النازلة من فوق.
المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس