الحسد هو انك كاره للآخر ولا تريد له حسن الوجود وحسن الطلعة الروحية أو الفكرية وكان عليك ان تسر بحسناته لأن الحق المنتشر أو الجمال أو الفطنة تنبئك بمجد الله فيه وبكرمه العميم والله حر في ان يوزع نعمه حيث يشاء ولعل له قصداً باختيار هذا او ذاك وان يخصه بعطاء منه واذا سطعت عليك أنوار الموهوبين فخذها. قد لا تنزل عليك من فوق رحمة تستنزلها. ماذا يمنع ان تؤتاها بالوسطاء الذين فوّض اليهم ربهم توزيع المغانم الروحية؟
الا ان "لسان العرب" يتوسع بتبيان المضمون للحسد "الحسد ان تتمنى زوال نعمة الحسود اليك" ثم يوضح الناموس الحسد ان يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى ان تزول عنه وتكون له دونه؟ مجموعة مشاعر متقاربة فتارة ترى في الآخر حسنة وتغتاظ لسكناها اليه. وطوراً تغتاظ لكونك عاجزاً عن ان تحصل عليها. وفي كل حال انت رافض للبركات التي عند الآخر بسبب من كرهك له أو بسبب من انغلاقك دونه أو من انغلاقك دون كل الناس أو معظمهم.
المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس