ومن أمثلة ما ذكره المشهورون عن السيد المسيح ما يلي:
أ - نابليون بونابرت: قال "أنني عليم بالناس، ولكني أقول لكم إن يسوع المسيح ليس مجرد إنسان، فليس بينه وبين أي إنسان آخر في العالم مجال للمقارنة، لقد أسَّسنا أنا والإسكندر وقيصر وشارلمان إمبراطوريات، لكن علام أرسينا قواعدها؟ على القوة ! ولكن يسوع المسيح أسَّس إمبراطوريته على الحب، وفي هذه اللحظة هناك الملايين المستعدون أن يموتوا من أجله "
(Frank Mead, the Encyclopedia if Religious Quotations, Fleminy Revell) (5)
وقال نابليون أيضًا " أنا أعرف الناس، لكني أقول لكم إن يسوع المسيح لم يكن إنسانًا. إن أصحاب العقول السطحية يرون تشابهًا بين يسوع وبين مؤسسي الإمبراطوريات والديانات الأخرى، ولكن هذا التشابه غير موجود، فإن بين المسيحية وأي دين آخر مسافة لا نهائية. كل ما في المسيح يذهلني، وروحه يرعبني، وإرادته تربكني، فلا مجال للمقارنة بينه وبين أي شخص آخر في العالم، فهو مسيح وحده ولا يمكن تفسير أفكاره وعواطفه والحقائق التي أعلنها وطرق إقناعه بالمعايير البشرية.. ولكما زاد اقترابي منه، وكلما فحصت عنه، كلما وجدته أعلى مني، ويبقى عاليًا من كل الوجوه علوًا مسيطرًا. إن ديانته ثمر فكر غير بشري بلا شك، ولا يوجد له نظير في حياته وفي مثاليته.. إنني أفتش في التاريخ عن نظير له، أو عن شبيه بإنجيله، فلا أجد، فلا التاريخ ولا البشرية ولا العصور ولا الطبيعة قدمت لي شبيهًا له، فكل ما فيه هو فوق الطبيعي "
(Vernon C. Grounds, the Reason of our hope, Moody Press) (6)
ب- جان جاك رسو: الفيلسوف الفرنسي الذي كان مترددًا بين الإيمان والإنكار لألوهية السيد المسيح قال "هل يمكن أن يكون الشخص الذي تقدمه الأناجيل إنسانًا؟! يا للحلاوة! يا للخلق الطاهر! ما أعظم الصلاح الآسر في تعاليمه! يالروعة أقواله! يا لعمق حكمة تعاليمه! يا لحضور ذهنه وبراعة حكمه في إجاباته الرائعة المُفحِمة! نعم! إن كان سقراط قد عاش ومات كفيلسوف فإن يسوع المسيح قد عاش ومات كالله" (John W. Montgomery, History and Christionity, Jnter - Varsity Press)(7).
ج- ه. ج. ويلز (1866 - 1946م): الكاتب البريطاني يقول " أنا مؤرخ ولست مؤمنًا، ولكن يجب أن أعترف كمؤرخ إن هذا العالِم الذي من الناصرة، والذي لا يملك شيئًا penniless هو مركز التاريخ الذي لا يُمسَح. يسوع المسيح هو الشخص الأعظم سيادة في كل التاريخ" (8).
وقال أيضًا " كان يسوع المسيح هو الشخص الأعظم تفردًا في التاريخ ولا يمكن لإنسان أن يكتب تاريخ السلالة البشرية دون أن يعطي المكانة العظمى للمعلم الناصري الذي لم يكن يملك شيئًا" (9).
د - رينان: المؤرخ والعالم اللغوي يقول " كان يسوع أعظم عبقرية دينية عاش أبدًا، فجماله أبدي، وحكمه لن ينتهي أبدًا. يسوع فريد في كل شيء ولا يمكن أن يقارن به شيء" (10).
وقال أيضًا " سوف يبقى يسوع المسيح مبعث يقظة أخلاقية للبشر لا يخبو نورها لأن الفلسفة وحدها لا تكفي البشر، فإنهم بحاجة إلى القداسة" (11).
ه- جون ستيوارت ميل: الكاتب المشهور يقول " مَن من بين تلاميذه أو الذين آمنوا به كان يستطيع أن يقول كلمات مثل التي قالها يسوع، أو كان يقدر أن يتخيل حياة وصفات تشبه تلك الحياة التي تحدثت عنها الأناجيل "
(G. S. Leuis, Mere Christiunity, Macmillan) (12)
و - جفرسون Jefferson : قال "إن أعظم برهان على كمال المسيح هو أنه جعل المحيطين به يعترفون بكماله، فلم يصدر عنه في كل أحاديثه أي شيء عن الندم أو الحزن أو تقصير أو خطأ صدر منه. لقد علمهم أنهم خطاة وإن القلب البشرير شرير، وأنهم يجب أن يطلبوا الغفران كلما يصلون، ولكنه لم يطلب مطلقًا الغفران لنفسه، فلم يفعل إلاَّ كل ما يرضي الله "
(Charles E. Jefferson the Character of Jesus, Thomas Y. Goweel Co.) (13)
ز - ول ديورانت: المؤرخ والفيلسوف المعاصر صاحب كتاب فلسفة الحضارة وسلسلة تاريخ الحضارة عندما سئل " ماذا كانت قمة التاريخ؟ أجاب: السنوات الثلاث التي مشى فيها يسوع الناصري على الأرض" (14).
ح - ناقش أحد المفكرين الباكستانيين فكرة ظهور الله في شكل إنسان فكتب يقول في إحدى المجلات الدينية " إن الله هو إله العدالة، وهو الإله الذي سيدين الناس، ومادام الله يريد أن يكون عادلًا في دينونته للناس فأنه ينبغي أن يجول الأرض بنفسه ليختبر ما يختبره الناس، ويكون القدوة والمثل في التضحية والفداء والمحبة ومعاملة الآخرين" (15).
ط - ديدرو Duderot: الذي كان يرفض المسيحية، ويرسل ابنته إلى مدرسة الراهبات، وعندما سُئِل عن سر هذا التناقض في مبادئه قال "أنني لا أؤمن بالمسيح وكنيسته، لكني شديد الإعجاب بطهارة أخلاق الراهبات، وأريد أن تصير أبنتي " يوتا " إمرأة شريفة، ولهذا لا أرى بدًا من تثقيفها وتنشئتها وفقًا لمبادئ الإنجيل" (16).
ى - باروخ سبتينوزا Spinoza : الفيلسوف اليهودي الذي عاش في القرن السابع عشر، وأعتبر إن السيد المسيح أعظم الأنبياء. بل صوته هو صوت الله فقال "نستطيع القول إن صوت المسيح هو صوت الله، مثل ذلك الصوت الذي سمعه موسى سابقًا، وإن كلمة الله الفائقة القدرة قد تجسَّدت بالمسيح واتخذت هيئة بشرية، وبذا أصبح المسيح طريق الخلاص للبشر، وبالجملة فإن المسيح وقف على أسرار الله ومكنوناته وسبر غورها، وعبَّر عنها بطريقة سامية نستطيع بسببها أن ندعوه -لا نبيًا- بل فم الله نفسه" (17).
ك - هنري برجسون Bergson: الذي درس حياة القديسين، واعتنق المسيحية أدبيًا ولكنه فضل أن يظل يهوديًا لإحساسه بأن اليهود سيتعرضون لموجات اضطهاد شديدة، فقال في وصيته التي نشرتها زوجته بعد موته سنة 1938م " لقد ساقتني أبحاثي أكثر فأكثر إلى المسيحية التي تُكمِل اليهودية تكميلًا حقيقيًا. لكني أشعر بموجة اضطهاد عنيفة ستجتاح العالم في سبيل محاربة السامية.. لهذا رفضت اعتناق المسيحية لكي أظل بين الذين سيضطهدهم المستقبل. لكن أرغب في أن يصلى على جثماني كاهن مسيحي إذا سمح بذلك أسقف مدينة باريس. وإذا رفض فلا أرى مانعًا من الإتيان بحاخام، دون أن يُكتَم عنه ولا عن أي شخص آخر أنني انضممت أدبيًا إلى المسيحية، وإن رغبتي الأولى أن أحصل على صلاة كاهن مسيحي" (18).
ل- دافيد ستراوس: من أكثر الذين هاجموا معجزات الإنجيل لكنه وقف عاجزًا أمام شخصية السيد المسيح فقال عنه "هذا المسيح شخص تاريخي وليس أسطوريًا، وهو شخص ليس مجرد رمز.. أنه يظل على الدوام أعلى نموذج للدين يمكن أن يصل إليه فكرنا، ولا يمكن أن يصل إنسان إلى التقوى بدون حضوره في القلب "
(G. S. Leuis, Mere Christianity Macmillan) (19)
م - جوته: الكاتب والشاعر الألماني الذي عارض المسيحية قال في قرب نهاية حياته " إن العقل البشري مهما تقدم في مختلف الميادين، لن يسمو فوق قيّم وآداب المسيحية التي تشرق وتتوهج في الأناجيل "
(Kenneth Latourette , A History of European Morals from Augustus to Charlemagne, D. Appleton and Co.) (20)
وقال جوته أيضًا " إنني أحترم الأناجيل وأعتبرها صحيحة، فمنها يشرق نور الجلال والسمو في شخص يسوع المسيح السماوي الذي لم يظهر له مثل على الأرض "
(John W. Montgomery, history and Christianity, Lnter, - Varsity Press) (21)
ن - المؤرخ المسيحي فيليب شاف: يعلق على دعوة السيد المسيح نفسه بأنه الله فيقول "لو إن هذه الدعوة كانت على غير حق لكانت تجديفًا أو جنونًا، ولكن الفرض الأول لا ينسجم مع طهارة يسوع الأخلاقية وسموه الرفيع كما يتضح من كل عمل ومن كل كلمة بإتفاق الجميع، ولا يمكن لشخص بمثل وضوح فكر يسوع وسلامته أن يخدع نفسه فيظن أنه الله. فإنه لم يفقد إتزنه أبدًا، وسبح بمهارة فوق كل تيارات الاضطهادات والمتاعب كما تسبح الشمس فوق الغيوم، وقدم أحكم الأجوبة لأعقد الأسئلة، وتنبأ بصلبه وموته وقيامته في اليوم الثالث، وحلول الروح القدس، وتأسيس الكنيسة، وخراب أورشليم، وتحققت كل نبوءاته تمامًا.
هذه الشخصية الفريدة الأصلية الكاملة ذات المستوى الرفيع الذي يعلو فوق كل عظمة إنسانية لا يمكن أن تكون كاذبة أو خيالية "
(Philip Schaff, Ristory of the Christian Church, 8 Vols., Eerdmans) (22)
وقال فيليب شاف أيضًا " هذا العقل الصافي كالسماء، المنعش كنسمات الجبل، الحاد كالسيف الماضي، القوي الصحيح المستعد دومًا والمسيطر دومًا. هل يمكن أن يكون عرضة للتطرف أو الخداع وهو يعلن شخصيته ورسالته؟ إن مثل هذا إنطلق ليتنافى تمامًا مع العقل! "
(Philip Schaff, the Person of Christ, American Tract Society) (23)
ويقول فيليب شاف عن المسيح القدوس الذي بلا عيب وحده أنه " كلما زادت قداسة الإنسان زاد حماسه بالحاجة إلى الغفران وشعوره بنقصه عن المستوى الروحي المطلوب، ولكن يسوع الذي جاء في صورة جسدنا وتجرَّب مثلنا، لم يستسلم للتجربة، ولم يكن لديه ما يدعو للندم أو للاستغفار سواء عن فعل أو قول أو فكر. لم يكن محتاجًا أي غفران أو تغيير أو إصلاح، ولم يفقد - ولو للحظة واحدة - توافقه مع الآب، وكانت حياته سلسلة متصلة من التكريس لمجد الله ولخير الناس الأبدي "
(Kennth Latourette, A History of European Morals from Augustus to Charlemagne, D. Appleton and Co.) (24)
ش - في حديث المستشار زكي شنوده عن وداعة السيد المسيح قال "فقد كان رقيقًا رقة السماء الصافية، حنونًا حنان الأب نحو أبنائه، عطوفًا عطف الراعي على حملانه، غير عنيف ولا قاس ولا متهجم ولا متجهم ولا غضوب ولا مشاكس. وإنما يتصرف ويتكلم في هدوء ورفق وسلام ومسالمة ورحمة وحكمة وصبر وطول أناة" (25).