رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تتحرّر الخليقة من عبوديّة الفساد
صلاة البدء في قلب شقائنا، نتطلع إليك يا يسوع. نتطلّع إلى الروح الذي يشهد مع أرواحنا أننا أبناء الله. نتطلّع إلى المجد، بل المجد الذي ينتظر الخليقة كلها. فنحن سنتحوّل. نلبس جسد المجد. والخليقة ستصبح أرضًا جديدة وسماء جديدة. هي رافقت الإنسان في الخطيئة، فترافقه في النعمة. رافقته في الذل وهي ترافقه في المجد. فما أعظم خلاصك يا ربّ. قراءة النصّ نقرأ روم 8: 18- 30. نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية: - ما هي العلاقة بين الخليقة والإنسان؟ سقط فسقطت. قام وهي تقوم. كيف ترى ذلك؟ - خطئ الإنسان فصار عبدًا ذليلاً. وخلّصه يسوع فعرف الحريّة والمجد. والطبيعة المخلوقة كذلك. أما ترى علاقة بين هذا الوضع واحترام البيئة؟ - أين هو عمل الله في هذا المجد الذي ينتظر الإنسان والخليقة معًا؟ يسوع هو البكر. والإنسان يتبعه، والخليقة تتبع الإنسان. دراسة النصّ هناك مجد سيظهر فينا رغم الآلام التي تنتابنا. وهذا الضيق الحاضر يهيئ لنا مجدًا أبديًا لا حدّ له (2كور 4: 17). وهذا المجد هو حاضر منذ الآن في المسيح القائم من الموت، وشكل من الأشكال في المسيحيّ. فنحن نعكس صورة مجد الرب (2كور 3: 18). غير أن هذا المجد لم يتجلَّ بعد. يتحدّث بولس الرسول عن هذا الظهور، بل عن هذا الكشف، لأن الإنسان لا يستطيع الآن أن يكوّن فكرة عن بهاء هذا المجد الآتي، ولأن هذا التجلّي يُدرك عبره الخليقة كلها. هذه الخليقة خضعت للباطل، وذلك بعد خطيئة الإنسان الذي استعمل الخليقة ضدّ مشيئة الله، وفي خدمة أنانيّته، ومن أجل إظهار قدرته. أجل، صارت الخليقة عابرة، وها هي تشارك الإنسان في حضوره ومجده. من الذي أخضع الطبيعة وجعلها عبدة؟ الإنسان، بدون شكّ. وجاء الله فختم ما صنعه الإنسان الذي هو المسؤول الحقيقيّ عن هذه العبوديّة التي تصيب البشر. هذه الطبيعة سوف تشارك أبناء الله في حرّيتهم ومجدهم. فالعهد القديم كان قد قال إن العالم الماديّ يشارك شعب الله في المجد الاسكاتولوجيّ. قال أش 55: 13: "عوض العلّيق ينبت السرو وعوض القرّاص ينبت الآس. وبذلك أعمل لي اسمًا، وذكرًا مخلّدًا لا ينقطع". ونقرأ في أش 60: 17: "ها أنا أخلق سماوات جديدة وأرضًا جديدة، فلا تُذكر السالفة (أي السماء القديمة والأرض القديمة) ولا تخطر على بال". بسبب خطيئة آدم، صارت الخليقة في وضع غير عاديّ، صارت خاضعة للموت والفساد. وها هو الرسول يراها مشاركة البشريّة في مصيرها، ومتحرّرة من كل ميل إلى الفساد. فتجلّي أبناء الله يعبّر عن مصير المسيحيين في مجيء الرب. وكل هذا سينكشف في النهاية. نشير هنا إلى أن انعتاق الخليقة لا يتوقّف عند الفساد والأخلاقيّ، بل يصل إلى الفساد الماديّ. أي ما هو قابل للموت والفساد. ما تنقصه القوّة والجمال والحيويّة والنشاط الذي يميّز الوضع الحالي للخليقة. كل هذا سيتبدّل في خط الإنسان الذي هو باكورة الخليقة. التأمّل بعد صمت يمتدّ عشر دقائق، نتأمل في الخليقة اليوم. هي امتداد لجسد الإنسان ولوجوده في العالم. فالإنسان مسؤول عن الخليقة: رافقته في الخطيئة وهي ترافقه في المجد. هذا ما يفهمنا احترام الطبيعة المخلوقة. المناجاة نعيد قراءة النصّ، ونغذّي فينا هذا الرجاء وهذا الانتظار. نحن هنا على مستوى الإيمان الذي نعيشه بقوّة الروح الذي يأتي لنجدة ضعفنا. في صلاتنا، نتألّم ونئن. وكذلك الطبيعة ترافقنا. في أي حال، يرفع الإنسان إلى الخالق تمجيده وتمجيد الخليقة. تأوين النصّ تطرّق هذا النصّ إلى الحياة الجديدة التي يعيشها المسيحيون في الروح. فحدّثنا عن المسيحيين الذين هم أبناء الله ومعدّون للمجد. وما يدلّ على هذا المصير هو الخليقة التي تئنّ كما في آلام الولادة. هناك عالم جديد بدأ يولَد منذ صليب المسيح وقيامته. وعبر الرجاء وعمل الروح، نفهم مصير المسيحيين المدعوّين إلى المجد. وكل هذا يصل بنا إلى محبّة الله التي ظهرت في المسيح ووصل تأثيرها إلينا. صلاة الختام قال الرب: أنا الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع الحياة مجانًا. ويقول: نعم، أنا آت سريعًا. فتعال أيها الرب يسوع |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|