هناك أسباب جوهرية.. تجعل عمل الله معنا ضرورة:
منها قول الرب "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة.. وقليلون هم الذين يجدونه" (متى 7: 14)، فإن كان الأمر هكذا، فإن العدل الإلهي يقتضي أن توجد معونة إلهية، يمكننا بها أن نجتاز الباب الضيق.. ولهذا يقول الرب:
"بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5):
مادام الأمر هكذا، إذن لا بُد أن يكون الله معنا في كل عمل نعمله، وإلا فإننا سنقف عاجزين تمامًا في كل ما تكافح فيه إرادتنا سواء في الجهاد ضد الخطية، أو في خدمتنا للملكوت، أو في اكتساب أية فضيلة.
وبخاصة لأننا مطالبون بالقداسة ومطالبون أيضًا بالكمال..
إذ يقول الكتاب "نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أن قدوس" (1 بط 1: 15، 16) نحن لسنا مطالبين بالقداسة فقط، بل أيضًا بالكمال في هذه القداسة... وذلك حسب قول الرب "كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى 5: 48) ولكي نصل إلى القداسة والكمال، لا بُد بالضرورة أن معونة إلهية تحملنا في الطريق.