هذه هي البريّة. كلُها عبارة عن اختبارات واكتشافات، واختباراتها واكتشافاتها عجيبة. فالبريّة هي مدرسة الله التي يلتحق بها المؤمن بعد نواله الخلاص. النعمة التي بعدما تُخَلِّص، تُعلِّم في مدرسة الله. ومدرسة الله هذه، تتضمن دروسًا لا يستطيع أحدٌ أن ينظمها ويدبرها ويرتبها إلا الله نفسُه. والترنيمة المعروفة عندنا: “طَرِيقُكِ عندَ إلهي يُعرَفُ ... وَنورُهُ مَسِيرََكِ يَكْتَنِفُ” تعني أن كلَ طريق نسلكه به محطات، وفي كل محطة يكتنفنا النورُ الإلهي، فنكتشف عجائبَ من صفات وقدرة إلهنا... مياه مُرّة؟ تُقطَع شجرة وتُلقى في الماء، ويا للعجب تصبح المياه المُرّة حلوة! لقد علموا وتعلّموا، أن مَن عمَل هذا العجب، لم يكن سوى الله الذي يتبعونه ويسيرون بموجب أمره.