عد إليها .. واتركنى .. اتركنى هنا ..
فأنا منذ زمن بعيد أقف مكانى هنا ..
أشاهد السفن تغدو وتروح
ولا أقدر على مناداتها .. أو طلب المساعدة منها ..
اترك أشرعتى ..
فهى هكذا دائما وحيدة شريدة ..
لا تقسو عليها .. ولا تمزقها .. ولا تحاول إصلاحها ..
فأنا أريدها هكذا ..
فلن أبحر ثانية ..
أخشى عليها من عواصف الرياح
وقوة الأمواج وغدر الموانى ..
لن أبحر ...
اكتفيت .. اكتفيت بما رأيت ..
عد إليها .. أشاهدها الآن تقف بمينائها
شامخة .. متطلعة .. منتظرة ..
لغدٍ أفضل إلى جوارك
أكاد أراكما معاً الآن .. يدك فى يدها ..
تعبرون الشاطئ وتخرجون من الميناء ..
ترسو .. تدنو رحلتكم على الإنتهاء ..
فلتستريحوا .. ولتكملوا الطريق سوياً ..
ولتنسى ..
إنسى سفينة محطمة ..
قابلتها فى الميناء عند رحيلك ..
فهى محطمة لن يجديها صنعك بها ..
لا تذكرها ..
علها الآن غابت عن الميناء ..
علها لازالت ترسو به ..
علها تنتظر شمس يوم جديد يحمل إليها المزيد من السفن ..
لا تبالى بها .. ماذا حملت منها ..!!؟؟؟
آهـ ..
زهرة ستذبل سريعاً ..
فلتزرع لنفسك حديقة إلى جوار سفينتك ..
علك تجدها فى يوم أجمل وأبهى منها ..
ولتقطف كل يوم زهرة منها .. علك تجد فى إحداها مثيلتها
عطرها .. رونقها .. احساسها ..
ولكن استحلفك لا تلقيها مرة أخرى ..
نعم ...
إن الحياة مليئة بالزهور ..
ولكن .. ليس لكلها نفس التأثير ..
علىِّ أجد غايتى .. وأجد زهرتى ..
أو فلأزرع صبار .. أرويه من عطشى وصبرى أنا ..
فيكبر وينمو علىِّ أجده بعد ذلك ونيسى فى رحلتى
إذا حاولت آنفاً أن أبحر من جديد ..
ولكنى أنا .. لن أبحر ..