رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلَمَّا رآه التَّلاميذُ ماشِياً على البَحْر، اِضطَرَبوا وقالوا: ((هذا خَيَال!)) ومِن خَوفِهم صَرَخوا. تشير عبارة "رآه التَّلاميذُ" الى جميع التلاميذ الذين راوا يسوع، ولم يكن لهم في الامر توهم او هلوسة من جانبهم. أمَّا انجيل مرقس فيقول يسوع رأى التلاميذ "ورآهم يَجهَدونَ في التَّجديف، لأَنَّ الرِّيحَ كانت مُخالِفةً لَهم، (مرقس 6: 48). شاهد التلاميذ وحدهم وليس الجموع يسوع يمشي على الماء حتى يكونوا شهود عيان ويُعلنون اسمه في كل الارض. أمَّا عبارة "ماشِيًا على البَحْر" فتشير الى انتصار يسوع على الشر والموت ويصل إلى تلاميذه. فالبحر موجود وبالتالي فمن الضروري مواجهة عنف الأمواج والرياح لكي يعبر يسوع الى تلاميذه. أمَّا عبارة "الاضطراب" فتشير الى خوف من مجهول لا يدركه التلاميذ. حدث قبلا مثل هذا الاضطراب (متى 8: 24) فعلمهم يسوع به وجوب الاتكال عليه. أمَّا عبارة "هذا خَيَال!" في الأصل اليوناني φάντασμα (معناها شبح) الى صورة لا ذات لها تنذر بشرِّ، وكان القدماء يظنون ان ارواح الموتى تظهر أحيانا للأحياء. ظنَّ التلاميذ ان يسوع شبحا كما ظنوه حين رأوه بعد القيامة "فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً" (لوقا 24: 37) وهذا هو اعتقاد الغنوسيّين الذين يظنون ان جسد يسوع هو وهْم وخيال. يبدو أنّ حضور يسوع زاد من خوفهم، في بداية الأمر، لأنّه صعب عليهم التعرّف عليه. امَّا عبارة " ومِن خَوفِهم صَرَخوا " فتشير الى التلاميذ الذين ما زالوا كالأطفال يخافون من الوهم ولم يحكموا في الأمور بمتقضي العقل السليم. نجد حالة التلاميذ بعيدًا عن الرب فهم في ليل وخوف وشكّ في كلّ شيء، حتى في علامات حضوره تعالى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|