رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التواضع أساس كل فضيلة | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
قال ناسك: "إننا محتاجون قبل كل شيء إلى التواضع". أو لماذا لم يقل بأننا محتاجون قبل كل شيء إلى مخافة الله، إذ يقول الكتاب المقدس "مخافة الرب رأس المعرفة" أم 7:1؟! أو لماذا لم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى الرحمة أو الإيمان، حيث قيل: "بالرحمة والحق يُستر الإثم" أم 6:16، و "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" عب 6:11؟! لماذا ركز الناسك على التواضع وحده، تاركًا هذه جميعها إلى جنب رغم احتياجنا إليها؟! إنه بهذا يظهر لنا أنه لا يمكن لمخافة الله أو الرحمة أو الإيمان أو ضبط النفس أو أية فضيلة أخرى أن تنمو بدون التواضع، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هذا بجانب ما للتواضع من قدرة على إفساد كل سهام العدو. فجميع القديسين سلكوا طريق التواضع وجاهدوا فيه: "أنظر إلى ذلي وتعبي واغفر لي جميع خطاياي" (مز 18:25)، وأيضًا: "تذللت فخلصتني" (مز 6:116). |
23 - 12 - 2021, 02:06 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة
التواضع وروح الغضب | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
قال الناسك ذاته: "التواضع هو ألا يغضب الإنسان ولا يُغضب أحدًا". التواضع يجذب نعمة الله إلى النفس... وهذه تعتقها من هذين الألمين الخطيرين، لأنه أي شيء أخطر من أن تغضب من أخيك أو تُغضبه؟! ولكن ماذا أقول: هل التواضع يحرر النفس من هذين الألمين فقط؟ لا بل ويحررها من كل ألم (شهوة) وكل تجربة. |
||||
23 - 12 - 2021, 02:06 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة
شباك الشيطان والتواضع | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
عندما رأي القديس أنطونيوس شباك الشيطان منصوبة، تنهد وسأل الله قائلًا: "من يقدر أن يهرب منها؟" فأجابه الله: "المتواضع يهرب منها... بل ولا تقدر أن تقترب إليه". أرأيت قوة هذه الفضيلة؟! حقًا انه لا يوجد أعظم من التواضع، لأنه لا يوجد شيء يقدر أن يغلبه. فإن حلّت بعض الأحزان بإنسان متواضع، للحال يلوم نفسه على أنه يستحقها، ولا يلوم غيره أو يوبخه. وهكذا فإنه يحتمل كل ما قد يحدق به بهدوء كامل، دون أن يضطرب أو يحزن. هكذا لا يغضب من أحد ولا يُغضب أحدًا. |
||||
23 - 12 - 2021, 02:07 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة
نوعا التواضع | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
يوجد نوعان من التواضع، كما يوجد نوعان من الكبرياء. النوع الأول من الكبرياء، هو أنه عندما يوبخه إنسان، يلومه ويشتمه كما لو كان هذا الأخ (الآخر) ليس بذي قيمة، حاسبًا نفسه أفضل منه. إن لم يرجع مثل هذا الإنسان إلى رشده ويحاول إصلاح طريقه، يسقط شيئًا فشيئًا في النوع الثاني من الكبرياء، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. حيث ينتفخ الإنسان بذاته أمام وجه الله ويعدد محاسنه وفضائله كما لو كان قد صنعها بقدرته وذكائه ومعرفته وليس بمعونة الله له. النوع الأول من التواضع هو أن ينظر الإنسان إلى أخيه على أنه أحكم وأسمى منه في كل شيء، فيرى في نفسه أنه اقل من الجميع. وأما النوع الثاني من التواضع فهو أن يعدد الإنسان أمام الله محاسن الآخرين، وهذا هو كمال التواضع الذي للقديسين. |
||||
23 - 12 - 2021, 02:07 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة
التواضع شعور بالضعف | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
لا يستطيع أحد أن يصف التواضع ما هو، وكيف يولد في النفس. أنه يعلم هذا بالاختبار، أما الكلام فيعجز عن أن يعرفه. في أحد الأيام كان الأب زوسيما يتكلم عن التواضع، وكان أحد السوفسطائيين حاضرًا فسأله: كيف تنظر إلى نفسك أنك خاطئ، وأنت تعرف أن لك فضائل... وأنك تطيع الوصايا؟!" فلم يجد الناسك بما يجيب به عليه، بل ببساطة قال: "لا أعرف ماذا أقول لك، إنما أعرف إنني خاطئ". ولما عاد السوفسطائي يضايقه متسائلًا: "كيف هذا؟" عاد الناسك يكرر الإجابة عينها: "أنا لا أعرف كيف هذا، وإنما أعرف بحق إني خاطئ، فلا تبلبلي". وأيضًا عندما قارب الأب أغاثون إلى الموت سأله الأخوة: "أما تخاف يا أبانا؟" أجابهم: "إنني حاولت قدر المستطاع حفظ الوصايا، ولكنني إنسان؛ كيف لي أن أعرف إن كان ما قد صنعته يرضى الله، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لأن حكم الله شيء وحكم الإنسان شيء آخر". |
||||
23 - 12 - 2021, 02:08 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة
كيف نقتنى التواضع | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
تحدث الناسك دفعة عما يجلب التواضع للإنسان فقال: إن الطرق المؤدية إلى التواضع هي: 1. أن يعمل الإنسان عملًا جسديًا بحكمة. 2. ناظرًا إلى نفسه أنه أقل من الجميع. 3. دون أن يكف قط عن الصلاة لله. فالأعمال الجسدية (الروحية) تجلب للنفس التواضع، لأن النفس تشارك الجسد وتتألم معه في كل ما يحدث له. فكما أن الأعمال الجسدية تجعل الجسد متواضعًا، هكذا تجعل النفس أيضًا متواضعة. أما أن ينظر الإنسان إلى نفسه كأقل من الجميع، فهذا من الملامح المميزة للتواضع. فإن تدرب الإنسان على ذلك حتى يعتاد عليه، فإن هذا كفيل بأن يزرع فيه التواضع ويقتلع منه ما دعوناه بـ "النوع الأول من الكبرياء". لأنه كيف يقدر إنسان أن يتكبر على غيره أو يلومه أو يقلل من شأنه إن كان ينظر إلى نفسه كأقل الجميع؟! بنفس الطريقة، من يمارس الصلاة الدائمة، يميل بنفسه نحو التواضع، فإذ يعرف عجزه عن الحصول على الفضيلة بدون معونة الله لا يكف عن الصلاة، طالبًا من الله أن يظهر له رحمة. هكذا عندما ينال الإنسان الذي يصلى بغير انقطاع شيئًا يعرف كيف ناله، فلا يتكبر بنواله هذا الشيء، إذ لا يقدر أن ينسبه إلى قوته، بل ينسب كل صلاحه إلى الله، مقدمًا له الشكر الدائم، سائلًا إياه على الدوام، خائفًا لئلا ُيحرم من العون (الإلهي). هكذا يصلى بتواضع وينال بصلاته التواضع. وبقدر ما يتقدم في الفضيلة ينمو في تواضعه، وبقدر ما ينمو في تواضعه ينال عونًا أكثر وبالتالي يتقدم أكثر في التواضع. |
||||
23 - 12 - 2021, 09:29 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة | من أقوال الأب دوروثيؤس
شكرا على القول المبارك ربنا يباركك |
||||
23 - 12 - 2021, 09:57 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التواضع أساس كل فضيلة | من أقوال الأب دوروثيؤس
شكرا جدا
الرب يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أقوال الأب دوروثيؤس حث الغير على الإدانة |
الناموس من أقوال الأب دوروثيؤس |
المشورة في كل شيء من أقوال الأب دوروثيؤس |
من أقوال الأب دوروثيؤس |
الإدانة من أقوال الأب دوروثيؤس |