إنسان العالم وملذاته:
نحن هنا أمام شخص ليس شريرًا، بل شخصًا متّع نفسه بأفضل ما يمكن، من ما يُلبس وما يُؤكل وما يُشرب، وذلك "كل يوم". فقد كانت الذات غرض قلبه وليس الله، فهو "بلا إله في العالم".
كل تعزياته كانت مقصورة بالطبع على الوقت الحاضر، ولم يهتم بالأبدية. أخيرًا قبض عليه الموت بقبضته القاسية وفصل بينه وبين ملذاته إلى الأبد. ولم يحظ الغني من العالم في آخرته إلا بحفلة وقتية. ما أسرع الخطوات! حياة في تنعم، ثم موت مفاجئ، ثم عذاب في اللهيب.
فقد هوى من الغنى إلى الفقر، من الشرف إلى الخزي والعار، من الراحة والترف إلى العذاب، من الملذات والتنعمات الأرضية إلى الآلام الأبدية والمرة. فهل من عبر لقارئي العزيز؟