. دور الحكمة في حياة هابيل
ولما اِرتد عنها ظالمُ في غضبه،
هلك في حنَقِه الذي قَتلَ به أخاه. [3]
يقصد ب "الظالم" قايين (تك 4: 8-13)، فبسبب ظلمه لأخيه وسفكه دمه مات روحيًا (هلك).
رُفضت تقدمة قايين بسبب عدم نقاوة قلبه، وإذ تخلى قايين عن الحكمة، انهزم من غضبه، وجرّ على حياته شقاءً وبؤسًا.
في عدم حكمة استهان قايين بحياة أخيه هابيل، وإذا به يستهين بالله نفسه في حديثه معه. فإن كل خطية تصوب نحو إخوتنا تدفعنا للخطأ في حق الله نفسه. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[ليته لا يحتقر أحدنا الآخر، فإن هذا عمل شرير يعلمنا الاستهانة بالله نفسه. بالحقيقة إن ازدرى أحد بالآخر، إنما يزدري بالله الذي أمرنا أن نظهر كل اهتمام بالغير. لقد احتقر قايين أخاه، وفي الحال استهان بالله(417).]
* أنت تعلم يا عزيزي أن علامة التقدمة المقبولة من الله هي نزول نار من السماء وحرق التقدمة. عندما قدَّم هابيل وقايين تقدماتهما معًا، نزلت النار الحيَّة التي تخدم أمام الله (مز 104: 4)، والتهمت ذبيحة هابيل النقيَّة، بينما لم تمس ذبيحة قايين غير النقيَّة. وهكذا عرف هابيل قبول تقدمته وقايين رفض تقدمته. لقد عُرفت ثمار قلب قايين بعد ذلك حين اُختبر ووجد أن قلبه مملوء غشًا، حين قتل شقيقه، وهكذا فما حبل به في فكره ولدته يداه. ولكن نقاوة قلب هابيل كانت أساس صلاته.
القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
لقد ارتكب قايين جريمة بشعة للغاية، ومع هذا لو أنه طلب حكمة الله لأزال عنه غباوته وقدم توبة تنقذه كما يقول القديس مار أفرام السرياني.
* ظهر الله لقايين بلطفٍ، حتى إذا ما تاب يُعفى عن خطية القتل التي ارتكبتها أصابعه وذلك بندامة شفتيه. إن لم يتب. يسقط عليه الحكم بعقوبة مرة تتناسب مع غباوته الشريرة(418).
القديس مار أفرام السرياني