غيره الملائكة
هؤلاء هم الذين قال عنهم القديس بولس الرسول:
"أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة، لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1 : 14).
05
ولعل من أروع الأمثلة التي تروى عن غيرة الملائكة، ما رواه الكُتّاب لنا عن غيرة السارافيم لأجل الخدمة وخلاص الناس، مع أنهم ملائكة للتسبيح، هؤلاء لما سمعوا إشعياء النبي يقول "ويل لي قد هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين" (أش 6: 5)، لم يتباطأ أبدًا، ولا انتظروا أمرًا ولا دعوة. إنما اشتغلوا بكل سرعة وبكل غيرة. وهنا يقول إشعياء:
"فطار إلى واحد من السارافيم وبيده جمرة أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمي، وقال "قد انتزع إثمك، وكفر عن خطيئتك" (أش 6: 6، 7).
لاحظ هنا كلمة (طار) إذ تدل على السرعة، وكلمة (جمرة) تدل على الحرارة. وكلاهما من خواص الغيرة: الحرارة السرعة.
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن عمل الملائكة من أجل خلاص الناس، سواء في تبشيرهم، أو خدمتهم، أو حلولهم حول خائفا الله وتنجيتهم (مز 34: 7) أو نقلهم رسائل الله إلى خدامه.. إنهم الذين قيل عنهم في المزمور "المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20).
ومن أمثلة خدمة الملائكة، إنقاذ أحدهم ليهوشع الكاهن.
كان الشيطان قائمًا عن يمين يهوشع الكاهن العظيم ليقاومه. كان يهوشع لابسًا ثيابًا قذرة. وتدخل ملاك الرب وقال للشيطان "لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب.. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار" (زك 3: 2). وهكذا نزعوا عن يهوشع الملابس القذرة، ألبسوه ملابس مزخرفة. وأشهده ملاك الرب على السلوك في طريق الله (زك 3: 3-7).
ومن أمثلة غيرة الملائكة، مما فعله الملاكان اللذان إنقاذ لوط من حريق سادوم.
قيل إن الملاكين قالا للوط "من لك أيضًا ههنا؟ أصهارك وبنيك وبناتك، وكل من هو لك في المدينة. اخرج من المكان، لأننا مهلكان هذا المكان.. ولما طلع الفجر، كان الملاكان يعجلان لوطًا.. ولما توانى أمسكا بيده وبيد امرأته وبيد بنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة.." (تك 19).