خداع يعقوب لأبوه إسحق، وأخذه البركة بالرغم من ذلك
سؤال: هل من المعقول أن يكون يعقوب قد أخذ البنوة عن طريق الخداع ، حينما خدع أباه . أسحق؟! ولماذا تميز يعقوب الي الله برغم من خلسته الي البكوريه؟!
الإجابة:
1- أولًا يعقوب لم يأخذ النبوة عن طريق الخداع، بل أخذ البركة.
إذ قال لأبيه (كل من صيدي تباركني نفسك) (تك 27: 29).. هذه هي البركة التي حرم منها عيسو. وبكي قائلًا (باركني أنا أيضًا يا أبي) فرد عليه أبوه قائلًا (قد جاء أخوك بمكر، وأخذ بركتك) (تك 27: 34، 35).
2- ومع ذلك فهذه البركة كانت معده من الله أصلًا ليعقوب وليس لعيسو.
وهذا ما يتضح من النبوءة التي قيلت لأمه رفقة أثناء حبلها (قال لها الرب: في بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوي علي شعب، وكبير يستعبد لصغير) (تك 25: 23). كان الله بسابق علمه الإلهي يعرف أفضلية يعقوب علي عيسو فأختاره لتك البركة. وهكذا قال القديس بولس الرسول في الرسالة إلي رومية بخصوص الاختيار الإلهي (بل رفقة أيضًا وهي حبلي.. لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيرًا ولا شرًا، لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار.. قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب، وأبغضت عيسو) (رو 9: 10-13).
3- ومع ذلك لا ننكر أن يعقوب وقع في خطيئة الخداع، وقد نال الجزاء عليها..
فقد خدعه خاله لابان في وقت زواجه، وقدم له ليئة بدلًا من راحيل (تك 29: 23، 25). وخدعه أيضًا من جهة أجرته، فغيرها له عشر مرات (تك 31: 41). . وكذلك خدعه أبناؤه لما باعوا يوسف أخاهم، وأخذوا قميص يوسف وغمسوه في دم تيس ذبحوه وأرسلوا هذا القميص الملون إلي يعقوب حتى يعقوب حتى يتحقق أن وحشًا رديئًا قد أفترس يوسف!! (فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحًا علي حقويه، وناح علي ابنه أيامًا كثيرة.. ورفض أن يتعزي) (تك 37: 31 - 35).
ولكن خطأ يعقوب وخداعه لأبيه، لم يمنع تنفيذ القصد الإلهي.
وكان القصد الإلهي هو أن يأخذ البركة فأخذها. أما كونه قد قلق وأسرع لينال البركة بطريقة مخادعة كما نصحته أمه.. فهذا لا يمنع أنه كان لا بُدّ سينال البركة بطريقة شرعية روحية سليمة، لو أنه لم يقلق ولم يسرع..