رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف وتصرف المحبة لما نظر يوسف إخوته عرفهم، فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء ... وعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه ( تك 42: 7 ، 8) المحبة سريعة التمييز. لقد أتى إلى قدمي يوسف جموع كثيرة من كل البلدان المجاورة مدفوعين بحاجتهم الشديدة، ولكن مجرد أن ظهر هؤلاء الرجال العشرة أمامه، أدركت محبته أنهم إخوته. لم يرَ يوسف إخوته لمدة تزيد عن العشرين عامًا، ولكن بإدراك المحبة السريع رأى، في أولئك العشرة الرجال المحتاجين، إخوته الذين فارقهم طوال هذه المدة «وعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه» (ع8). والمحبة كانت تعرف تاريخهم الماضي وحاجتهم الحاضرة التي أتت بهم إلى قدميه «وتذكَّر يوسف الأحلام التي حلم عنهم» (ع9). لقد تذكَّر أحلام الماضي والغضب والاحتقار الذي قوبل به منهم، والمعاملة القاسية التي عاملوه بها. لقد تذكَّر كل هذا، ولكنه كان يحبهم، لأنه إذ كان يتكلم معهم «تحوَّل عنهم وبكى» (ع24). كان سيجيء وقت فيه تظهر عواطف يوسف دون أية محاولة لإخفائها، وتنهمر فيها دموعه أمامهم، ولكن إلى أن يجيء هذا الوقت، كان هناك عمل آخر عليه أن يؤديه. كانت المحبة ستعمل لكي تربح قلوبهم وتجعلهم يشعرون بارتياح تام في حضرة ذلك الشخص الذي أساءوا إليه وأخطأوا كثيرًا في حقه. لم يكن يوجد إلا طريق واحد يمكن به لقلوبهم أن تجد راحة تامة في حضرة ذلك الشخص الذي أخطأوا إليه: كان يجب أن يؤتى بالكل إلى النور وأن يعترفوا بكل شيء. لا بد أن يستيقظ الضمير النائم ويتذكر خطاياه ويعترف بها، إذ لا يمكن الوصول إلى راحة القلب إلا عن طريق الضمير المستيقظ. وبدافع المحبة، كان على يوسف أن يصل إلى ضمائرهم «فتنكَّر لهم وتكلم معهم بجفاءٍ» (ع7). لقد فعل المسيح هكذا أيضًا، وتنكر في يومه للمرأة الأممية التي أتت مدفوعة بحاجتها الشديدة إليه، إذ نقرأ أنه «لم يُجبها بكلمة»، وعندما تكلم معها فإنه تكلم بكلمات صعبة، ولكننا نعلم أن هذا كان هو طريق المحبة الكاملة التي أدت إلى البركة. وبنفس هذه الطريقة سيتعامل المسيح مع اليهود في المستقبل، فسوف يأتي الله بمجاعة حتى يذهب اليهود إلى البرية حيث لا يتكلون إلا على الله وحده، وهناك في البرية يستطيع الرب أن يتكلم إلى قلوبهم ( هو 2: 6 ، 9، 14). . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف و المحبة الكاملة |
يوسف وجفاء المحبة |
يوسف وعطايا المحبة |
يوسف وقيود المحبة ! |
يوسف وتصرف المحبة |