رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طبق الحمل
مصطلح طبق plate, dish، هو طبق الحمل الذي توضع فيه قربانات الحمل ليختار منها الكاهن واحدة للتقديس عليها. وهو طبق حافته مفتوحة، ويُصنَع غالبًا من الألياف النباتية المجدولة بأشكال بديعة. مسح الحمل بالأثيوبية "مزمرة القربانة". وتحدث في أثناء إختيار الحمل في بدء القداس لإختيار صلاحية القربانه ونزع الأجزاء الزائدة عن القربانة. وهذا غير مسح القربانة بالماء الذي يفسره البعض خطأ – تعميدًا. دورة الحمل دورة الحمل offertory procession وهي في الطقس القبطي دورة تتم حول المذبح، وفيها يحمل الكاهن الحمل (القربان) في لفافة حرير بيضاء ويرفعه على رأسه، يتبعه الشماس وهو يلف وعاء الخمر في لفافة حرير ويرفعه على رأسه أيضًا وهو خلف الكاهن ويدوران بهما حول المذبح قبل رشومات الحمل، وباقي الشمامسة خدام المذبح حولهم وراءهم بالشموع. ويناظر هذه الدورة في الكنيسة البيزنطية الدخول الكبير، أي دخول القرابين من مذبح جانبي إلى المذبح الرئيسي في الكنيسة. وهي تُسمى عند الأشوريين "نقل القرابين" حيث تنتقل القرابين من "البيما" في صحن الكنيسة إلى المذبح. وهذه الدورة تعني في كل الطقوس تقدم السيد نحو الآلام ليُذبَح لأجلنا. وقد ارتبط هذا الطقس في كل الكنائس بترديد نشيد أو لحن مصاحب يُرتَّل في أثناء حركة القرابين التي يحملها الكاهن. |
05 - 12 - 2021, 09:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
تقديم الحمل
وهو تقديم عناصر ذبيحة الإفخارسيتا من خبز وخمر وماء في بدء قداس الموعوظين (وكان يجري والستارة مرخية بعيدًا عن أعين الموعوظين)، وهذا الطقس يتم بعد صلاة التحليل. ويتكون من اللحظات الآتية في الطقس القبطي فقط: 1- اختيار خبزة التقدمة. 2- وضعها على المذبح. أما في الطقوس الأخرى فهي توضع فقط على المذبح. |
||||
05 - 12 - 2021, 09:41 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
دورة الحمل
يلف الكاهن بعد أن ينهي صلاته الحمل في لفافة ثم يضع الصليب مائلًا على ظهر القربانة ويقف أمام الهيكل قائلًا "مجدًا وإكرامًا. إكرامًا ومجدًا للثالوث القدوس.." والسجود هنا للحمل هو إشارة لسجود المجوس له دون أن يعرفوا من هو تمامًا (هذا عن سجود الشعب والمعنى أننا في حضرة الثالوث نتمم السر مشتاقين لظهور المجد الإلهي كما ظهر في عماد المسيح، ونعطي المجد لله الذي ظهر أثناء العماد. والشعب يشترك بنفس المفهوم والروح مرددين لحن ذوكصاباتري .. ويعني المجد للآب والابن.. ثم يطلب السلام والبنيان للكنيسة فهذا السر هدفه بنيان الكنيسة وسلامها. 1- وضع الصليب مائلًا على ظهر القربانة يشير لوضع المسيح الصليب مائلًا على ظهره في طريقه للجلجثة. 2-عندما يضع الكاهن الحمل على يديه ثم يرفعه على رأسه فيه إشارة إلى ما عمله سمعان الشيخ الذي حمل المسيح طفلًا وطاف به مذبح الرب. ورفع الكاهن للحمل فوق رأسه إعلان لكرامة ومجد الذي قدم ذاته عنا وأظهر لنا سر الثالوث القدوس. 3- الدورة الواحدة حول المذبح تشير لأن المسيح قدم نفسه مرة واحدة. ذبيحة عن العالم. وتشير أيضًا لأن المسيح أتى للهيكل مع العذراء ويوسف ليصنعا عنه كما يجب في الناموس. وأيضًا تشير لأنه أتى لأجل كل العالم (الدوران في دائرة حول المذبح). 4- الشماس الحامل لقارورة الخمر في أثناء الدورة يكون ممسكًا بشمعة منيرة علامة على أن دم المسيح بذبيحته أنار العالم كله. ملاحظة: قُلنا أن القداس هو تمثيلية لكل أحداث الخلاص. وما قبل تقديم الحمل كان يرمز للعهد القديم. وقلنا أنه في القداس وهو سر الشكر نقدم لله أغلى ما عندنا وهو جسد ودم ابنه. 1-في اختيار الحمل تأخذ قربانة واحدة من وسط قرابين متشابهة وهذا يشير للتجسد. فالقربان كله متشابه، والكاهن يختار أحسن قربانة وهذا يعني أن المسيح شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها (عب14:2، 17). وبنفس المفهوم قيل عن ذبائح العهد القديم ثور ابن بقر (لا14:4) أو كبش من الضأن (لا15:5) أي أن الذبيحة من نفس جنسها، والمعنى أن المسيح تجسد وتأنس وشابهنا في كل شيء لكنه كان بلا خطية (= اختيار أحسن قربانة واستبراء الخمر). 2- ما قبل تقديم الحمل يشير للعهد القديم (فتقديم الحمل يشير للتجسد). أ- صلوات رفع البخور عشية وباكر تشير إذًا للناموس الذي أمر بتقديم البخور. والبخور يرمز للمسيح. ب- والمزامير هي إشارة للأنبياء الذين تنبأوا عن المسيح. ج- ثم يأتي تقديم الحمل إشارة للتجسد. |
||||
05 - 12 - 2021, 09:44 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
تقديم الحمل
ثم ينشف يديه ويقف بباب الهيكل متجهًا إلى الغرب وبيده لفافة حرير ويقدم له الحمل وقارورة الأباركة aparxh فيستبرئ ذلك جيدًا ويقف الشماس على يمينه وبيده اليمني لفافة حرير وبيده اليسرى شمعة ويجعل يديه على شكل صليب. وعندما يقدم الكاهن القارورة للشماس ليشمها يقول (جيد وكريم ومبارك) ثم يختار الكاهن الحمل الذي هو خبز التقدمة وقبل الاختيار يرشم الحمل والقارورة ثلاثة رشوم وهو يقول (خين إفران.. إف إزمارؤوت) بكمالها ثم يقول (ليختار الله له حملًا بلا عيب) وبعد اختيار الحمل يرشمه من القارورة وهو يقول (ثيسيا إن أو أوت) ثم باقي الحمل قائلًا (ثيسيا نيم بي إزمو ثيسيا إن آقرام ثيسيا إن إيسآك ثيسيا إن ياكوب) ثم الرشم الأخير على الحمل (ثيسيا إن ملشيصادق). ثم يبل أطراف أصابعه اليمني ويحمل الحمل على يده اليسري ويمسحه على مثال العماد الطاهر وهو يقول (أعط يا رب) بكمالها من سر الاستعداد ثم يذكر من يريد أن يذكرة من الأحياء والراقدين ثم يلف الحمل بلفافة من الحرير ويضعها على رأسه وأمامه الصليب مائلًا قليلًا على مصال المسيح وهو حامل الصليب في الطريق إلى الجلجثة وكذلك الشماس يلف القارورة ويرفعها بيده خلف الكاهن ويمسك بيده الأخري شمعة ثم يقف الكاهن بباب الهيكل متجهًا للشعب ثم يقول: مجدًا وإكرامًا إكرامًا ومجدًا للثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية آمين أذكر يا رب الذين قدموا لك هذه القرابين والذين قدمت عنهم والذين قدمت بواسطتهم اعطهم كلهم الجر السمائي |
||||
05 - 12 - 2021, 09:45 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
رشومات الحمل
ثم يقف الكاهن أمام المذبح ووجهه نحو الشرق ويضع الحمل على يده اليسرى ويقربه للقارورة ويرشم قائلًا: باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد مبارك الله الآب ضابط الكل آمين خين إفران إم إفيوت نيم إبشيرى نيم بى إبنيفما إثؤواب أونوتى إن أوأوت إف إزماروؤوت إنجى إفنوتى إفيوت بي بانطوكرارطور آمين. يقول الشماس (آمين) ويرشم الكاهن ثانيًا ويقول مبارك إبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا آمين إف إزماروؤت إنجى بيف مونوجينيس إنشيرى إيسوس بى إخرستوس بين شويس آمين. يقول الشماس (آمين) ويرشم الكاهن ثالثًا ويقول مبارك الروح القدس المعزي آمين إف إزماروؤت إنجى بي إبنيفما إثؤواب إمباراكليتون. آمين. ثم يضع القربانة في الصينية وتحتها لفافة على أن تكون الثقوب الثلاثة في القربانة إلى اليمين ثم يكمل سرًا: مجدًا وإكرامًا.. الخ |
||||
05 - 12 - 2021, 09:50 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
الاستعداد في تقدمة الحمل
دعوة إلهية خدمة الافخارستيا هي رحلة فريدة في نوعها يبدأها المؤمن منذ لحظة خروجه من بيته نحو الكنيسة، مسلما نفسه تحت قيادة روح الله القدوس كي يمسك به ويسنده ويحتضنه ويرتفع به على سلم السماء، أي خلال صليب ربنا يسوع المسيح، خطوة بعد خطوة، حتى يدخل به إلى أعماق الله، فيلتقي بالثالوث القدوس فتفرح به النفس ولا تريد مفارقته، إذ يقول القديس بطرس الرسول[227]: "جيد يا رب أن نكون هذا هنا". حقًا أيها العزيز إن خدمة الافخارستيا هي رحيل القلب لا عن البيت أو العالم بل عن مشاغله. هي خروج عن الاهتمامات الزمنية هاربًا نحو كنزه الحق "يسوع المسيح" ليستقر فيه! الخدمة الإفخارستيا هي دعوة إلهية موجهه للكنيسة لكي تدخل فرح سيدها. وفي نفس الوقت هي استجابة الكنيسة للدعوة فتتبع عريسها في صعوده إلى أبيه، وتجعل من هذا الصعود مصيرها الأبدي! أقول، يا لها من ساعات مرهبة، فيها تتحول الكنيسة نحو السماء لكي تقف في حضرة الله مع الشاروبيم والسيرافيم وكل الطغمات السمائية، تقدم للآب مشتهى قلبه، ذبيحة ابنه الحبيب، فداء عن العالم كله! من أجل هذا فإنني لا أجد ما أتحدث به عن ضرورة استعدادنا -ككهنة أو شعب- للمثول في حضرة هذه الذبيحة في لحظات التقديس، إنما يكفي أن نتذكر أننا في حضرة جسد الرب، الذي لا يفارق لاهوته ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين... غير أنني أجد نفسي ملتزمًا أن أتحدث قليلًا عن بعض الاستعدادات الروحية والجسدية اللائقة: 1. يليق بنا أن نخرج من بيوتنا مع أبينا إبراهيم لنذهب إلى الأرض التي يرينا إياها، أي إلى مذبحه الأقدس. هنا لا نتقبل عهدًا رمزيًا ولا نرث الأرض التي تطأها أقدامنا بل نقبل دم ابن الله عهدًا جديدًا، ونرث ملكوتًا أبديًا، وننعم بما تشتهي الملائكة أن تطلع إليه. هكذا يليق بنا أن نترك وراءنا "أرضنا وعشيرتنا وبيت أبينا"، طاردين من القلب والذاكرة كل اهتمام زمني لكي تتفتح أحاسيسنا الداخلية لقبول كل فكر روحي ومعاينة الرؤى السماوية، ويتسع القلب لمحبة العالم كله في المسيح يسوع. ما أجمل أن نصلي قبل خروجنا من بيوتنا وأثناء سيرنا في الطريق إلى الكنيسة طالبين من الله أن يطرد عنا كل تشتيت الفكر لكي يتجه كياننا الروحي -بفكر مضبوط- نحو الله. 2. هذا اللقاء الحق، حول مذبح الرب، يحتاج منا لا إلى استعدادات خاصة قبل خروجنا من منازلنا، بل نقدم حياتنا كلها طوال الأسبوع كخطوة تدفعنا تجاه الجلجثة المقدسة حتى نأكل فصحنا الحقيقي الذي ذُبح عنا. فإن كان الاحتفال السنوي للفصح القديم كان يستوجب منهم البقاء أسبوعًا كاملًا يعيّدونه دون أن يدخل خمير إلى بيوتهم بل يأكلون فطيرًا، فإنه يلزمنا اليوم أن نعيّد بالمسيح فصحنا في بدء كل أسبوع وتبقى كل أيام غربتنا لا نسمح لخمير الشر أن يقترب إلى حياتنا الداخلية بل نتقوت بفطير الخلاص والحق. وكما يقول الرسول بولس: "نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير، لأن فصحنا المسيح قد ذبح لأجلنا، إذًا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق". هذا ما يلتزم به كل مؤمن فماذا نقول عن الكاهن؟! 3. يليق بنا أن نبكر إلى الرب كما بكر إبراهيم صباحًا ليقدم ابنه الحبيب إسحق محرقة للرب، ولنسرع إلى بيت الرب بغير تأخير فإنه في انتظارنا وقد أعطانا موعدًا. حقًا هو طويل الأناة ينتظرنا حتى إذا تأخرنا لكن بهذا نُحسب مستهترين. 4. إذ ندخل بيت الرب نصعد مع موسى النبي لا إلى الجبل لنتسلم شريعة مكتوبة على ألواحٍ حجرية، بل ندخل بيته لنتناول جسد الرب ودمه المحيين، ونبقى هناك -مهما طال بنا الوقت- حتى يأمرنا بالانصراف (صلاة البركة والتسريح)، حتى لا نهين الجالس معنا. 1. لقد دخلت الكنيسة يا إنسان وتأهلت أن تكون في صحبة المسيح، فلا تخرج منها قبل أن يُسمح لك، وإلاَّ فإنك تُسأل عن السبب وتُحسب هاربًا[228]. القديس يوحنا الذهبي الفم 2. لا يخرج أحد من الكنيسة بلا ضرورة بعد قراءة الإنجيل المقدس إلاَّ بعد رفع القربان وبركة الكاهن والتسريح. بس ٩٧ 5. جاء في قوانين الكنيسة أنه يليق بنا أن نصلي برهبة وخوف لا بعجب ولذة[229] وأن نقف في الكنيسة بهدوءٍ وعفاف لسماع كلمة الله[230]، وألاَّ يتكلم أحد في الكنيسة[231]... |
||||
05 - 12 - 2021, 09:51 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
طقس الاستعداد لكي يتسلم موسى الشريعة أمره الله أن يتقدس كله لمدة ثلاثة أيام، فلا يقترب أحد من زوجته، هكذا أمرت الكنيسة الكاهن والشعب أن يستعدوا ليلة التناول بلا يقترب أحد من زوجته، لا لأن في هذا دنس أو نجاسة، إنما لأنه -في عينيّ الكنيسة- هو فطر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ففي ليلة التناول يليق بالمؤمن ألاَّ ينشغل بغير التوبة وانسحاق القلب، وفي يوم التناول ينشغل بالعطية المفرحة التي وُهبت له. هذا وقد وضعت الكنيسة طقوسًا معينة أثناء الليتورچيا إعدادًا للكاهن والشعب لهذا للقاء، يمكن تلخيصها في: 7. ارتداء الملابس الكهنوتية. 8. رفع صلوات الاستعداد. 9. التسبيح بمزامير السواعي. 10. غسل الأيدي. ١ – ارتداء الملابس المقدسة إذ هيأ الله كاهنه يهوشع لعمل عظيم، أعلن لزكريا النبي هذه الرؤيا[232]: "كان يهوشع لابسًا ثيابًا قذرة وواقفًا قدام الملاك. فأجاب وكلم الواقفين قدامه قائلًا: انزعوا عنه الثياب القذرة. وقال له: انظر قد أذهبت عنك إثمك وألبسك ثيابًا مزخرفة. فقلت ليضعوا على رأسه عمامة (تاجًا) طاهرة". ونحن إذ ندخل لنعمل عمل الرب نفسه، يليق بنا أن نخلع ثيابنا التي نستخدمها في حياتنا اليومية، ونلبس الثياب المقدسة التي دُشنت بصلاة الأسقف بزيت الميرون وحُسبت في ملكية الله. بمعنى آخر، في كل مرة ندخل لخدمة الرب، نلقي عنا ضعفاتنا اليومية، ونلبس حلة الله البهية، ونُتوج بطهارته وبره، مختفين فيه. طقس ارتداء الملابس المقدسة يقبل الكاهن أدي أخوته الكهنة الحاضرين ويسألهم أن يسندوه بصلواتهم، ثم يصعد الكاهن إلى الهيكل ويرشم ملابسه وملابس الشمامسة بالصليب باسم الثالوث القدوس، إذ باسم الثالوث كل شيء يتقدس. ثم يلبس الكاهن ملابس الخدمة التي لا يجوز استخدامها في غير التعبد للرب، يلبسها وهو يترنم بالمزمورين ٢٩ (٣٠) و ٩٢ (٩٣) قائلًا: 1. "أعظمك يا رب لأنك رفعتني ولم تشمت بي أعدائي"... إنهم طول الأسبوع يحاربونني ويظنون أنهم يقوون عليّ، لكنني إذ ألبس ثوب الروح يتعظًم اسمك فيَّ، ترفعني فلا يقترب العدو مني. لقد لبستك واختفيت فيك، فإنك أنت نصرتي. "أيها الرب إلهي صرخت إليك فشفيتني. يا رب أصعدت من الجحيم نفسي، وخلصتني من الهابطين في الجب... حولت نوحي إلى فرح لي. مزقت مسحي ومنطقتي سرورًا لكي ترتل لك نفسي ولا يحزن قلبي"... هكذا يرتفع قلب الكاهن بالفرح والتهليل إذ يلبس الثوب المقدس، فيذكر ثوب العرس الذي به يدخل ملكوت الفرح الأبدي. وكأنه يقول: "تبتهج نفسي بإلهي، لأنه ألبسني ثياب الخلاص" "كساني رداء البرّ، مثل عريس يتزين بعمامة (تاج) ومثل عروس تتزين بحليها" 2. "الرب قد ملك ولبس الجلال، لبس القوة وتمنطق بها"... إذ يلبس الثوب المقدس يدرك أن الرب قد ملك على كنيسته وظهر جلاله فيها... ظهرت قوته في شعبه! هكذا ندخل بالملابس الكتانية البيضاء لا لكي نتميز عن غيرنا فحسب بل وعن "أنفسنا"، عن ذواتنا، فنختفي في المسيح يسوع الذي يسترنا تمامًا. بلبسه حلة بهية طويلة تغطينا بالكلية إذ بدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا. بهذا يتعرف علينا شعبنا لا بصفتنا الشخصية، إنما كآلات الله التي يعمل الروح القدس خلالها بالرغم من عدم استحقاقنا. ويلاحظ أن الملابس المقدسة كانت مستخدمة منذ العصر الرسولي. يقول نقولاي جوجول: "منذ العصر الرسولي كانت تستخدم ملابس خاصة (للخدمة). وبالرغم من أن الكنيسة المضطهدة لم تكن في وضع يسمح لها أن تظهر الجمال الذي اعتدناه، لكن منذ البداية كانت هناك أحكام صارمة تمنع الكاهن من الخدمة بملابسه العادية، كما تمنعه من الخروج إلى الشارع بملابس الخدمة". وفي القرن الرابع نجد الملك قنسطنطين يهدي ثوبًا مقدسًا موشى بالذهب إلى الكاتدرائية التي بناها بنفسه، يلبسه الأسقف ليلة عيد الفصح في خدمة العماد. أخيرًا نستطيع أن نقول ليس الكاهن وحده بل وكل (أعضاء) الكنيسة كأمة كهنوتية، يليق بهم أن ينزعوا الثياب المملوءة ترابًا أي دنس الجسد وأخطاءهم الشخصية ونجاسات الشهوة، إذ هم محتاجون إلى ثيابٍ طاهرة، ثياب غير تلك التي تستخدمها بقية الجنس البشري. تلزمهم النار الإلهية، نار الله التي يهبها للبشر، التي قال عنها ابن الله[233]: "جئت لألقي نارًا على الأرض"[234]. ٢ – صلوات الاستعداد يصعد الكاهن إلى المذبح؛ يكشف الأواني المقدسة من الابروسفارين (لفافة كبيرة يغطي بها المذبح)، ويضع الأواني المقدسة أمامه ويحلها بعد رشمها ثلاث مرات على اسم الثالوث القدوس... في ذلك الوقت يرتل الشعب "لحن البركة"، وإذا كان الأب البطريرك أو الأسقف حاضرًا يرتلون "لحن السلام". أما الكاهن فيقدم صلاة سرية تسمى "صلاة الاستعداد"، جاء فيها: أيها الرب العارف قلب كل أحد، القدوس، المستريح في قديسيه، الذي بلا خطية وحده، القادر على مغفرة الخطايا. أنت يا سيد تعلم أني غير مستحق ولا مستعد، ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التي لك. وليس لي وجه أن أقترب وأفتح فاي أمام وجهك المقدس بل ككثرة رأفتك اغفر لي أنا الخاطي وامنحني أن أجد نعمة ورحمة في هذه الساعة. وأرسل لي قوة من العلاء، لكي أبتدئ وأهيئ وأكمل كما يرضيك خدمتك المقدسة، كمسرة إرادتك رائحة بخور. نعم يا سيدنا كن معنا، اشترك في العمل معنا، باركنا. لأنك أنت هو غفران خطايانا وضياء نفوسنا وحياتنا وقوتنا ودالتنا وأنت الذي نرسل لك... هكذا قبلما يبدأ الخدمة يعترف بخطاياه وعدم استحقاقه لها، وفي نفس الوقت يؤمن أن الله الغافر الخطايا هو الذي يبدأ ويهيئ ويتمم هذه الخدمة الإلهية. إنه يعمل فينا ومعنا. إذ يفرش الكاهن المذبح يكون قد أعد علية صهيون لكي يجتمع الرب نفسه مع شعبه، مقدمًا لهم ذات ذبيحة التي يهبها لكنيسته في العشاء الأخير. وإذ يتهيأ القلب ويفرش للرب كي يدخل فيه، يقدم الكاهن "صلاة بعد الاستعداد" سريًا، فيها: يقدم الشكر لله الذي منحه هذه النعمة والكرامة أن يخدم مذبحه الأقدس. يعترف بحاجته للذبيحة أكثر من غيره، إذ هي مقدمة عن خطاياه وجهالات شعب الله، ناسبًا لنفسه "الخطايا" ولشعب "الجهالات". ٣ – صلوات السواعي "الأجبية" يشترك الآباء الكهنة مع الشمامسة والشعب في التسبيح بمزامير وصلوات السواعي، فيترنمون الساعة الثالثة وصلاة الساعة السادسة، وفي أيام الصوم -عدا يومي السبت والأحد- يسبحون أيضًا التاسعة[235]. هذه التسابيح ترتفع بأفكارنا إلى عمل الثالوث القدوس الخلاصي، ففي صلاة الساعة الثالثة تسبح ذاك الذي سُمر على الصليب بالمسامير مبتدءًا بحمل الآلام المحيية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وفي هذه الساعة أيضًا نذكر حلول الروح القدس على الكنيسة بعد صعود المخلص طالبين أن يعمل فينا بكونه روح النبوة والعفة، روح القداسة والعدالة والسلطان، الذي هو فينا يعمل لخلاصنا. وبتلاوة صلاة الساعة السادسة يرتفع قلبنا إلى السيد المسيح وهو معلق على الصليب، أو كما يقول التقليد الرسولي أننا بهذه الصلاة نتشبه بالمسيح وهو يصرخ على الصليب. وبصلاة الساعة التاسعة -كما يقول التقليد الرسولي- نتشبه بأرواح القديسين الذين ذكرهم الرب فنزل إليهم وجلب لهم الراحة بعدما طُعن في جنبه وأفاض دم وماء. هكذا تهيئنا تسابيح السواعي لسرّ الإفخارستيا، سرّ خلاصنا، بل هي جزء لا يتجزأ من ليتورچية الإفخارستيا[236]. ٤ – غسل الأيدي يغسل الكاهن يديه ثلاث مرات وهو يصلي قائلًا: "تنضح عليّ بزوفاك فأطهر، تغسلني فأبيض أكثر من الثلج، تسمعني سرورًا وفرحًا فتبتهج عظامي المتواضعة، أغسل يداي بالنقاوة فأطوف حول مذبحك يا رب كي أسمع صوت تسبحتك". بارتدائه الملابس المقدسة يعلن الكاهن رغبته في دحض ذاته، مرتديًا "ثوب البرّ" الذي هو يسوع المسيح، وبتلاوة صلوات الاستعداد يعترف بضعفاته سائلًا النعمة الإلهية أن تعمل فيه، والآن يغسل يديه. وكما يقول القديس إكليمنضس الإسكندري أنه من الطبيعي أن نجد عنصر الماء الذي يقوم بالتنظيف رمزًا للنقاوة الداخلية. يقول القديس كيرلس الأورشليمي: "ولا يعطى هذا لإزالة أقذار مادية، إنما يشير غسل الأيدي إلى التطهير من كل خطية وعدم استحقاق. فكما ترمز الأيدي إلى العمل، هكذا يشير غسلهما إلى نقاوة الأعمال وبراءتها. _____ |
||||
05 - 12 - 2021, 09:55 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
[B][COLOR="black"] اختيار الحمل
[/COLOR] الخبز والخمر 11. "القربانة" عبارة عن "خبزة" صغيرة، مفلطحة ومستديرة ليس لها بداية (الدائرة) ولا نهاية، وكأنها تشير إلى سرمدية الرب الذبيح الذي لا بداية أيام له ولا نهاية، فيه نتخطى كل حواجز هذه الحياة الزمنية وندخل إلى الأبدية. 12. يخبز من دقيق القمح الخالص، إذ هو الحمل الذي بلا عيب، به نتبرر ونصير بلا عيب، ونسمع صوته الإلهي يناجينا[237] "كلك جميل يا حبيبي وليس فيك عيبة". 13. يختم بعلامة صليب في الوسط، يحيط بها اثنا عشر صليب صغير. وكأن يسوع المسيح المصلوب قد أحاطت به كنسيته (اثنا عشر تلميذ) تحمل معه صليبه. بمعنى آخر الكنيسة -التي هي جسد المسيح- تعيش في العالم حاملة الصليب مع رأسها بغير انقطاع. رقم ١٢ يشير إلى الكنيسة، أي إلى "ملكوت الله في العالم"، لأن الثالوث القدوس (٣) يملك على (x) أربعة أركان المسكونة (٣ x ٤ = ١٢). وكما يقول القديس أغسطينوس[238] أنه لهذا السبب كان عدد الأسباط كنيسة العهد القديم اثني عشر، وعدد تلاميذ الرب اثني عشر، وأبواب أورشليم السمائية اثني عشر بابًا... رقم ١٢ يشير إلى ملكية الرب على حياة البشرية... وهذا هو مفهوم الكنيسة نفسها. 14. يختم حول الصليب الثلاثة تقديسات "أجيوس أوثيؤس" `agioc `o :eoc، أي قدوس الله. وكأن سرّ قداسة الكنيسة هو الله نفسه الذي يحيط بكنيسته وهو حال في وسطها. الرب في وسطها فلن تتزعزع. لا يمسها شر لأنه كسور نار يحيط بها. الله حولها يفصل بين روحها وروح محبة العالم الشرير، فلا يقدر أحد أن يدخل في روحها إلاَّ خلاله، وكل من يخرج منها يهلك. 15. الخبز المقدس مختمر لكن بغير ملح. الخمير يشير إلى الذي حمله الرب على كتفيه ودخل به نار الصليب. أما عدم تمليحه فسرّه أن المسيح ملح العالم لا يحتاج إلى ما يملحه! 16. في الكنيسة اليونانية يطعن الخبز خلال تقديسه، إما في الكنيسة القبطية فيثقب بخمس ثقوب خلال خبزه، وهذا يتناسب مع فهمنا هذه الذبيحة الحقيقية أنها روحية وأن آلام السيد المسيح تابعته منذ تجسده. 17. بعد الخبز في وقار عظيم في مبنى ملحق بالكنيسة يسمى "بيت لحم". "بيت لحم" هو المكان الذي ولد فيه الرب... معناه "بيت الخبز"، وذلك لأن ابن الله المولود هناك هو خبز الحياة إذ قال عن نفسه في إنجيله "أنا هو الخبز الحي النازل من السماء". ت. 18. بعد الخبز شمامسة أو أناس مكرمون، يترنمون بالمزامير أثناء إعداده... 19. أن يكون خبز يومه. 20. عصير العنب وحده هو الذي يستخدم كخمر، على أن يكون نقيًا أحمر اللون. 21. في اختيار الحمل يلزم أن يكون الخبز بلا عيب والخمر غير فاسد[239]. 22. كما استخدم الرب كأسًا ممزوجة، هكذا اقتفت الكنيسة أثر خطواته، فيمزج الكاهن الخمر بحوالي ثلث الكمية ماء عذبًا دون قياس كميته. مزج الخمر بالماء فيه تذكار للماء الذي خرج من جنب الرب يسوع مع دمه حين طُعن بالحربة، وفيه إعلان عن إتحاد الأمم والشعوب التي يشير إليها سفر الرؤيا[240] بالماء مع السيد المسيح، أو كما يقول القديس ايريناؤس أن هذا المزيج فيه إشارة إلى إتحاد الكنيسة بالمسيح في كأس واحدة. وقد كتب القديس كبريانوس رسالة مطولة فيها يمنع تقديس سرّ الإفخارستيا بالماء وحده أو الخمر وحدها. ويقول القديس إكليمنضس السكندري[241] "كما يمتزج الخمر بالماء هكذا الروح بالإنسان". ويلاحظ أن جميع الكنائس الشرقية تمزج الخمر بالماء ما عدا الأرمن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. غير أن كنيسة القسطنطينية تمزج الخمر بماء ساخن إشارة إلى أن دم السيد المسيح المنسكب من جنبه مع الماء كانا ساخنين دليل الحياة. حمل واحد وكأس واحدة يقول القديس أغناطيوس[242] "كونوا متمسكين بالإفخارستيا الواحدة، فإن جسد ربنا يسوع المسيح واحد، ويكون لكم كأس واحدة توحدنا بدمه، مائدة واحدة وأسقف واحد مع الكاهن والشمامسة الخادمين معه. وعليه إذن فكل ما تفعلونه فافعلوه حسب إرادة الله". في الكنيسة القبطية لا يجوز إقامة سرّ الإفخارستيا أكثر من مرة واحدة على ذات المذبح في نفس اليوم، ولا يجوز للكاهن أن يقدس في اليوم الواحد أكثر من قداس، وفي خدمة السرّ لا يستخدم إلاَّ حمل واحد وكأس واحدة، إعلان عن وحدة ذبيحة المسيح وعدم تكرارها. وقد اختار الرب الخبز والخمر كمادتين للسرّ والتحول: 1. تحقيقًا لنبوات العهد القديم السابق ذكرها. 2. الخبز والخمر يتحولان طبيعيًا في الإنسان إلى جسد ودم، وهكذا بالروح قد يتحولان في التقديس إلى جسد الرب ودمه. 3. تقول الديداكية[243] أن السيد المسيح الذي هو رأس جسده "الكنيسة"، يضمنا في جسده كما تضم "الخبرة" حبات كثيرة من القمح، ويضم الخمر الكثير من حبات العنب. هذا أيضًا ما قالته "أنافورا دير بالوزة" المصرية. ويقول القديس كبريانوس[244]: "عندما دعا الرب الخبز -الذي هو حصيلة إتحاد كثير من حبات الحنطة- جسده أشار إلى شعبنا الذي حمله، إذ صاروا في وحدة. وعندما دعا الخمر -الذي هو حصيلة عصير كثير من الحبات والعناقيد- دمه، عني بهذا قطيعه الذي يرتبط معًا بامتزاج الجموع في وحدة معًا". 4. الخبز والخمر يمثلاننا كتقدمة للرب، فكما أن الخبز عند تقديمه يمر بمراحل كثيرة، والخمر لا يُقدم إلاَّ بعد عصر العنب، هكذا نحن لكي نقدم للرب تقدمة، يليق بنا أن ندخل مع الرب نيران آلامه كالخبز ونجتاز معه معصرة صليبه كالعنب... 5. عندما تحدث ربنا عن موته شبّه جسده بحبة القمح قائلًا[245]: "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها". 6. كذلك شبه ربنا ملكوته بالحنطة (القمح). 7. كما أن الخبز هو عماد الحياة الزمنية، فإن الإفخارستيا هي عماد الحياة الروحية. |
||||
05 - 12 - 2021, 09:56 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
طقس اختيار الحمل طقس اختيار الحمل في الكنيسة القبطية يحمل كثير من المفاهيم اللاهوتية والخبرة الروحية واللمسات السماوية ما تعجز اللغة أن تحمله إلينا. فهو يحدثنا عن أحداث الخلاص ممتزجة مع بعضها البعض وكأنها حدث واحد، خضع للزمن وهو فوق كل حد زمني. ففي هذا الطقس تدخل النفس مع السيد المسيح لتراه في مزوده، تتأمل تجسده وتتفهم رسالته. تعود فتحمله مع سمعان الشيخ في الهيكل لترى فيه قد تحققت نبوات الأنبياء. ثم تعود فتنطلق تجاه الأردن تنظر عماده وتذكر علمه الذبيحي لحسابها، وتنسحب إلى الجلجثة لتنعم بالصليب، ثم تدخل قبره لتختبر قوة قيامته! ظ، – المسيح حمل الله يحضر الشماس القرابين، أي الخبز والخمر، ثم يضع الكاهن الخادم يديه على القرابين كي يختار الحمل، أي الخبز الذي يتحول إلى جسد الرب، وقد سُمي حملًا كما لقبه الكتاب المقدس، إذ يقول[246]: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطايا العالم"، "بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح". "قائلين بصوت عظيم: مستحق هو الخروف "الحمل" المذبوح". يختار الكاهن حملًا واحدًا من بين ظ£ أو ظ¥ أو ظ§ أو ظ© خبزات، وذلك كما قيل في سفر نشيد الأناشيد "مختار بين ربوة" وهو بكر كل خليقة ذبيحة عن كل أخوته. أ. أما اختياره من بين ظ£ خبزات فيشير إلى تجسد الابن أحد الثالوث الأقدس متممًا التدبير الخلاصي. ب. رقم ظ¥ يشير إلى أنواع ذبائح العهد القديم الخمس والتي هي رموز لذبيحة السيد المسيح الفريدة[247]. ج. رقم ظ§ يشير إلى الذبائح السابقة مضافًا إليها عصفوري تطهير الأرض وأيضًا يشير إلى أسرار الكنيسة السبع[248]. وتذكرنا بكلمات المسيح السبع على الصليب. ورقم ظ§ يشير إلى الكمال. نعود إلى طقس اختيار الحمل حيث يضع الكاهن يديه على القرابين على شكل صليب. وهكذا ينقلنا إلى كاهن العهد القديم حيث كان يضع يديه على الذبيحة والخاطئ، وكأن الخطية قد انتقلت إلى الذبيحة عوض الخاطئ فتأخذ حكم الموت. لقد أحنى الرب رأسه للصليب حتى يضع الكل أيديهم عليه ليحمل في جسده أجرة خطايانا عنا. في هذه اللحظات لم يعرف الشعب أن يقدم شيئًا سوى طلبه رحمة الله مكررًا كلمة "كيرياليسون" أي "يا رب ارحم" واحد وأربعين مرّة. إذ ترى الكنيسة عريسها "جعل نفسه ذبيحة إثم" عنها تطلب أن يعلن رحمته في حياة كل عضو فيها. يرشم الكاهن الخبز والخمر ثلاث دفعات بالصليب باسم الثالوث القدوس قبلما يحملهما إلى المذبح، معلنًا أن الرب قبل الصليب بإرادته مقدمًا... أي حمل الصليب في داخله قبلما يذهب إلى الجلجثة "المذبح". وبعد اختيار "الحمل" يرشمه بالخمر بأصبعه مع بقية القرابين. رشم الحمل بالخمر إعلان أن هذا الخمر يتحول إلى دم السيد المسيح الذي له ذات الجسد، أما رشم بقية القرابين فيكشف عن تقديس الكنيسة أخوته- بدمه. ظ¢ – بين الميلاد والعماد في طقس اختيار الحمل يبدأ الكاهن بما يشير إلى عماد الرب، إذ يضع الحمل على يده ويرشمه بالماء قائلًا: "أعط يا رب أن تكون هذه الذبيحة مقبولة عن خطاياي وجهالات شعبك". فقبلما يبدأ بالطقس الذي يشير إلى الميلاد يبدأ بالعماد. يرفع الكاهن قلبه تجاه نهر الأردن ليرى "المسيا" قد حمل كنسيته معه سريًا لتنال فيه البنوة لله... فيصل الكاهن سرًّا من أجل كل المسيحيين ومن أجل عائلته: من أجل آبائه وأخوته وأولاده الروحيين والجسديين، ومن أجل ضعفه طالبًا أن يحفظ الله ثوب المعمودية بلا عيب. والجميل في طقس الكنيسة أن الكاهن يتدرب على روح التواضع، فيذوب قلبه حبًا للكنيسة مصليًا من أجل الجميع وأخيرًا من أجل نفسه قائلًا: "اذكر يا رب ضعفي أنا المسكين واغفر لي خطاياه الكثيرة". بعد هذا يلف الكاهن "الحمل" في "لفافة" كتانية بيضاء وهو يصلي سرًا أواشي سلام الكنيسة وآبائها واجتماعاتها. واللفافة الكتانية تذكرنا بالأقمطة التي تقمط بها الرب في المزود، وفي نفس الوقت تذكرنا بالأكفان التي استخدمت في تكفين جسده. ماذا يطلب الكاهن وهو في المزود أو داخل القبر المقدس إلاَّ أن يذكر سلام الكنيسة وآبائها واجتماعاتها، إذ هي "جسد الرب المقدس" الذي يليق به أن يسلك كما سلك الرأس عينه؟! أما استخدام الكتان الأبيض فهو يشير إلى القداسة والنقاوة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لهذا كانت ملابس كهنة العهد القديم والأنبياء من الكتان[249]، ودانيال النبي شاهد الرب في رؤياه ملتحفًا بثوبٍ من الكتان[250]، والسيد المسيح كُفن بكتان نقي[251]. مع سمعان الشيخ يرفع الكاهن "الحمل" أمام جبهته وقد غطاه باللفافة الكتانية ومعه الصليب، ثم يدور حول المذبح مرة واحدة، وكأنه حمل الطفل يسوع المسيح مع سمعان الشيخ[252] لا على ذراعيه بل في قلبه وفكره... يضعه نصب عينيه ويجعله تاجه وإكليله! أما الشماس فيسير خلفه حاملًا قارورة الخمر ومعه شمعة مضيئة، إذ بدم المسيح استنارت المسكونة وعرفت خلاصها، وصار لها الدالة أن تدخل أقداس الله. في نهاية الدورة يقف الكاهن عند الباب الملكي، والحمل والصليب عند جبهته، ووجهه تجاه الشعب الذين يحنون رؤوسهم بينما يعلن الكاهن بطريقة سرية أن ذهن الكنيسة مشغول بالتجسد الإلهي (الحمل) والصلب (الصليب) معطيًا المجد للثالوث القدوس قائلًا: "مجدًا وإكرامًا، إكرامًا ومجدًا للثالوث الأقدس... سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله... اذكر يا رب الذين قدموا لك هذه القرابين، والذين قدمت عنهم، والذين قدمت بواسطتهم، أعطهم كلهم الأجر السمائي". أمام هذه الصورة المفرحة التي يختلط فيها التجسد والصليب كعمل خلاصي واحد يترنم الشعب قائلًا[253]: "هليلوا، هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، لنفرح ولنبتهج فيه، يا رب خلصنا، يا رب سهل حياتنا، مبارك الآتي باسم الرب، هليلويا". هو يوم مفرح يوم ميلاد الرب أو يوم صلبه... يوم أعلن الرب حبه الخلاصي لنا، مسهلًا لنا سبيله الذي كنا نظنه صعبًا ومستحيلًا، فاتحًا لنا طريق الأبدية! مبارك هذا الذي جاءنا طريقًا يدخل بنا إلى مجده! هذا ما يترنم به الشعب طوال العام، أما في أيام الصوم فيسبحون قائلين[254] "هليلويا، إن فكر الإنسان يعترف لك يا رب، وبقية الفكر تعيد لك الذبائح والتقدمات اقبلها إليك، هليلويا". فف التسبحة الأولى نذكر يوم ميلاده وصلبه، أما في التسبحة السابقة فيعترف الإنسان بعمل الله ومحبته طالبًا أن يقبل الله الذبيحة المقدسة وتقدمة الصوم المقدس من شعبه. أما في أيام الصوم الكبير (دون الآحاد) وثلاثة أيام نينوى فيترنمون قائلين[255]: "هليلويا، ادخل إلى مذبح الله، تجاه وجه الله، الذي يفرح شبابي، اعترف لك يا الله بقيثارة، هليلويا. اذكر يا رب داود وكل دعته، هليلويا". ففي هذه الأيام المقدسة إذ يصلي القداس الإلهية قبيل نهايته، يعلنون فرحهم بالرب -بالرغم من صومهم وتذللهم- لأنه يدخل بهم إلى مذبحه وينعمون بوجهه، يفرح شبابهم بنعمته العاملة في كنيسته. رشم القرابين يحني الكاهن رأسه لإخوته الكهنة قائلًا لهم "باركوا"، فيحنون رؤوسهم له قائلين "أنت مبارك". ثم يرشم الحمل والخمر والماء بالصليب ثلاث دفعات باسم الثالوث القدوس قائلًا: "باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، مبارك الله الآب ضابط الكل. آمين". "مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا. آمين". "مبارك الروح القدس البارقليط (المعزي) آمين". بهذا تكون الملابس الكهنوتية وأواني الخدمة والقرابين الكل قد رشم باسم الثالوث القدوس. يضع الكاهن "الحمل" في الصينية وتحتها لفافة كتانية وهو يقول سرًا: "مجدًا وكرامة، كرامة ومجدًا للثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس. الآن..." تم يصب الخمر في الكأس ويمزجه بحوالي الثلث ماء. أما الشماس ففي كل رشم يقول "آمين" بعدها يترنم قائلًا: "واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس، آمين. مبارك الرب الإله إلى الأبد آمين، يا جميع الأمم باركوا الرب، ولتباركه جميع الشعوب، لأن رحمته ثبتت علينا، وحق الرب يدوم إلى الأبد، آمين هليلويا". عندئذ يسبح الشعب بتسبحة المجدلة "الذوكصولوجية". "المجد للآب والابن الروح والقدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين". وكأن الكاهن والشماس والشعب، الكل قدموا مجدًا للثالوث القدوس الذي فهمناه خلال المخلص المعلن لنا في هذه الذبيحة الحقيقية.[/b] |
||||
05 - 12 - 2021, 09:57 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحمل
تحليل الخدام بعد تقدمة الحمل
إذ يخرج الكل من الهيكل ووجوههم متجهة نحو الشرق، ويكون النزول دائمًا بالرجل اليسرى والدخول باليمنى، يقرأ الكاهن غير الخادم (أو الأب البطريرك أو الأسقف إذا كان حاضرًا) تحليل الخدام، قائلًا: "عبيدك يا رب خدام هذا اليوم: القمص والقس، والشمامسة والأكليروس، وكل الشعب، وحقارتي، يكونون محاللين مباركين من فم الثالوث القدوس... من فم الكنيسة الواحدة... من أفواه الاثني عشر رسولًا، ومن فم ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول الطاهر والشهيد، والبطريرك القديس ساويرس، ومعلمنا القديس ساويرس، ومعلمنا ديسقورس، والقديس أثناسيوس الرسولي، والقديس بطرس الكاهن والشهيد رئيس الكهنة، والقديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس كيرلس، والقديس اغريغوريوس، والقديس باسيليوس، من أفواه الثلاثمائة وثمانية عشر المجتمعين بنيقية والمائة وخمسين بالقسطنطينية والمائتين بأفسس، ومن فم أبينا المكرم رئيس الكهنة البابا (شنودة)، ومن فم حقارتي، لأنه مبارك ومملوء مجدًا اسمك القدوس...". في القديم كلم الله موسى قائلًا له: امسح هرون وبنيه وصلِ عليهم قبل أن يخدمونني، كان هرون متى خدم صلى على الذين يشتركون معه في الخدمة في ذلك اليوم، إذ لا يليق بأحد أن يدخل مقدسات الرب دون أن يغتسل مما تعلق به من ضعفات خلال الأسبوع. هكذا في خدمة الرب لا يقدر أحد، أيًا كان شخصه أو رتبته في الكنيسة، أن يشترك في خدمة الافخارستيا دون أن يحل من خطاياه. ليس عجيبًا أن من ضمن قائمة الخدام ليس فقط الكهنة والشمامسة والخادم نفسه بل والشعب أيضًا، إذ يليق بهم ألاَّ يقتربوا إلى هذه الخدمة دون أن يغتسلوا هم أيضًا. هنا يبرز مفهوم الكنيسة القبطية بالنسبة لمركز الشعب في خدمة الافخارستيا، أن الشعب شريك في الخدمة، عاملًا، إيجابيًا، وليس مجرد منصت للخدمة! إن كان سرّ الإفخارستيا هو سرّ جسد المسيح الحق، فهو سرّ الكنيسة كلها التي تجتمع معًا في المسيح يسوع رأسها. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فوائد عين الجمل | مفيد في الحمل |
أعراض الحمل في الثلث الثاني من الحمل |
من أعراض الحمل الغريبة الحكة أثناء الحمل |
من مضاعفات الحمل الحمل خارج الرحم |
ثلاثة لا يمكن أن نخفيها : الجمل وراكب الجمل والحب |