القديس مارافرام السرياني
في مدح سيرة الآباء السواح
+ أدركوا أن إيليا لما كان في البرية
لم يلحقه أذى,
ولكن حالما اقترب من الناس,
تعقبته تلك المجنونة إيزابل.
+ وبينما كان يوحنا في البرية,
خرجت إليه الجموع متهللة.
ولكن حالما دخل المدن المأهولة,
قطع هيرودس رأسه.
ولذلك هجروا العالم,
الذي امتلأ من المخاطر وهربوا.
وفى البراري عاشوا وسكنوا,
إلى البراري عاشوا وسكنوا,
إلى أن أدركوا جعالتهم.
+ أمران فازوا بهما هناك,
في تلك القفار التي خرجوا إليها:
هناك صاروا محفوظين من السقطات,
ومن الأمور المخزية التي يرتكبها الناس.
+ هناك استتروا من الظلم,
ومن الطمع الذي يسبب الخراب,
هناك احتموا من سهام الغدر والسخرية والغيرة الحمقاء,
فتخلصوا من الاستعلاء ومن الكبرياء البغيض.
+ صاروا رفقاء الاستعلاء ومن الكبرياء البغيض.
+ صاروا رفقاء الملائكة السمائيين,
فقد تشبهوا بهم حقا في كل شيء.
فالملائكة في السماء لا يقتنون شيئًا,
وليس لهم عمل سوى الترنم بتسبيح الله.
+ هكذا لا يعوق محبة المال هؤلاء,
عند تقديم الصلوات والتماجيد,
ولا الاهتمامات تشغلهم,
عن الترتيل والتسبيح.
+ لا يعرفون الكسل ولا التراخي,
لذلك فعقولهم دائما مستنيرة.
واليأس لا يقدر أن يقترب منهم,
لأن الغيرة تحثهم دائمًا على الجهاد.
+ أماتوا أعضائهم عن العالم,
فلم تعد تسبب لهم مضرة.
+ وضعوا كل ثقتهم في السماء,
وهناك سكنت قلوبهم.
نحو السماء شخصت عيونهم,
وإليها بسطوا أياديهم.
من أجل السماويات قدموا أتعابهم,
ونحوها ثبتوا خطواتهم.
لذلك فهناك ستكون سكناهم,
مع الرسل في أعالي السموات.
+ حينما يسجدون في صلواتهم,
تبتل الأرض بدموعهم.
وحينما ترتفع أصوات تنهداتهم, فإن ملائكة السماء تفرح وتسر.
+ الواحد منهم يفضل عدم الرقود,
فيقضى الليل ساهرًا يقظًا.
والآخر يختار عدم الجلوس,
فيقف منتصبًا في نقاوة.
+ وثالث يحرص دائمًا,
ألا تخرج من فمه كلمة مزاح,
وآخر لم تكن مسرته،
إلا في النطق بكلام الله.
+ يطيلون خدمة الصلوات,
ولأجل ذلك ينهضون مبكرين للصلاة.
كل النهار وطول الليل,
لم يكن لهم عمل غير الصلاة.