رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلى الأبد رحمته
المزمور المئة والسادس والثلاثون 1. المزمور المئة والسادس والثلاثون هو مزمور مديح بشكل طلبة، يتلو فيه رئيس الجوقة القسم الاول من الآية فيجيبه الشعب: فإن إلى الأبد رحمته. ينشده المؤمنون وهم حاملون تقادمهم في الأعياد الكبرى، وخاصة في عيد الفصح الذي يذكرهم بالخروج من أرض مصر: "لمُخرج اسرائيل من بينهم بيد قديرة وذراع مبسوطة". 2. طلبات تعدّد أعمال الله المحبّ لشعبه. آ 1- 3: مقدمة يدعو فيها المرتّل الشعب إلى أن يشكر الله على انعامه وأفضاله: اعترفوا للرب فإنه صالح، اعترفوا لسيّد السادة. آ 4- 9: أعمال الله العظيمة في الخلق: الأرض صُنعت بحكمة، والأرض تثبَّتت فوق المياه. الشمس والقمر والنجوم جُعلت في أماكنها لتفصل بين الليل والنهار. آ 10- 16: أعماله وقت خروج شعبه من مصر هي تجديد لانتصاره على مياه الغمر الاولى. آ 17- 22: أعماله في أرض كنعان: ساعد شعبه على احتلالها. آ 23- 24: أعماله لشعبه لما كان في الضيق والمنفى: أعادهم إلى أرضهم بعد أن ذكر مذلتهم. آ 25: تشدّد هذه الآية على عناية الله بكل مخلوق (كل بشر) مضايَق يطب خلاص الرب. فإذا كان خلاص المؤمن الفرد باكورة خلاص الشعب، يكون خلاص شعب اسرائيل باكورة خلاص البشرية. آ 26: الخاتمة: نداء جديد للاعتراف للرب، لأن إلى الأبد رحمته. 3. هذا المزمور ينشد رحمة الله وأمانته ومحبّته وعطفه. هذا المزمور يبيّن لنا اتساع هذه الرحمة التي تعني صلاح الله وسعة سلطانه. بسبب هذه الرحمة خلق وجعل في الكون هذا النظام. وبسبب رحمته، أخرج شعبه من مصر وضرب شعبها. بسبب رحمته، جعل شعبه يمر عبر البريّة قبل أن يورثه أرض كنعان. وبسبب رحمته، نجّى شعبه من كل ضيق، وأعطى القوت لكل مخلوق. هذه الرحمة في الله تقابل سلطته الملوكية التي ظهرت في الخلق وفي تاريخ خلاص اسرائيل. ولكن الصفة الملوكية تبقى حقيقة مجردة، أما صفة الرحمة فتدخل المؤمن في علاقة حميمة مع الله وشعبه، وتكشف له لماذا خلق الله الكون وسيّر التاريخ. 4. كان يسوع ينشد هذا المزمور يوم السبت وفي عيد الفصح، وقد أنشده في ذلك العيد الأخير الذي قاده من العليّة عبر الجسمانيّة إلى صلبه وموته. ولهذا نستطيع نحن أيضًا أن ننشد نشيد الشكر هذا، ذاكرين عمل الله في الخلق والخلاص، متطلّعين إلى يسوع قمّة الخلاص، متذكّرين أن الإفخارستيا هي أعظم مناسبة نجمع فيها شكر يسوع للآب، وشكر الكنيسة، وشكر كل واحد منّا في صوت واحد ينشد: "اعترفوا لإله السماوات، فإن إلى الأبد رحمته". 5. لا يمكن المسيحي أن يتذكّر أن يسوع كان يتلو المزمور 136 كل يوم السبت وكل عيد فصح، دون أن يحسّ بقشعريرة داخلّية. ويمكننا أن نقول إن هذا المزمور كان إحدى صلواته الاخيرة مع تلاميذه قبل أن يتوجّه إلى جبل الزيتون. من هذا القبيل يبدو هذا النشيد عزيزًا على قلبه لأنه ارتبط بسر الإفخارستيا فاتّخذ بعدًا جديدًا في تعبير الله عن رحمته وحبّه الازلي. ويتلو المسيحي هذا المزمور الذي يروي تاريخ شعب اسرائيل فيتذكّر أنّ العجائب القديمة هي صورة مسبقة لما صنعه الله من أجل كنيسته. ولكن حين يخلص الله شعبه من ضيق مصر ويعطيه عطايا مادية كالدخول إلى أرض الميعاد، هذه العطايا تبقى ناقصة وهي لا تستنفد مخطّط الله الخلاصي في شعبه. وهي تشير وترمز إلى خيرات روحية تمنح الخلاص للنفوس. فعبور البحر الاحمر هو صورة عن الفداء بيسوع المسيح. حين أراد الله أن يبيّن أنه يقدر أن يكوّن شعبًا مقدسًا بقداسة لا منظورة وأن يملأه بمجد أبدي، صنع أشياء منظورة. فكما أن الطبيعة هي صورة النعمة، فقد صنع في خيرات الطبيعة ما كان مزمعًا أن يصنعه في خيرات النعمة ليحكموا أن الذي عمل الاشياء المنظورة قادر أن يعمل الاشياء اللامنظورة. وليفكّر المؤمن بتاريخ الكنيسة وهو يقرأ تعداد ما عمله الله من إحسان في الماضي ليصل إلى القول لله إنه صالح وإن إلى الأبد رحمته |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|