رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا) - القمص داود لمعي
1- مبدأ الاحترام: احترام الأهل للأبناء مقدمة: أريد أن أُكلم الكبار في بعض المبادئ التربوية التي أهملناها، تحت عنوان "أنظروا". "أنظروا" سنأخذها من مقياس: (قيسوا أنفسكم) أو (Evaluate yourself). وسنتكلم في كل محاضرة عن بند من بنود التربية المهمة. أول بند أريد أن أكلمكم فيه هو: قيِّم نفسك أو (Evaluate yourself) في مدى احترامك لأولادك:- قيِّم نفسك في مدى أو درجة احترامك لأولادك قد تكون هذه العبارة غريبة لأننا دائمًا نتكلم عن ضرورة احترام الأطفال أو الشباب للكبار. ولكن الحقيقة أنه إذا لم يحترم الكبير الصغير، لا بُد أن يَكبر الصغير وفي داخله غضب مكتوم قد يصل به إلى "الانتقام". نماذج متكررة من عدم احترامنا لأبنائنا وبناتنا سواء كانوا أطفالًا أو شباب 1- اتخاذ تصرفات أو أخطاء أبنائنا وسيلة لإضحاك الآخرين! الموقف: جلسة عائلية من ضمن أفرادها بنت في سن السادسة أو السابعة. ثم نجد الأم بغرض إضحاك الأهل، تحكي بنوع من الهزار أو التريقة موقف أو قصة عن ابنتها (وقد تدعوها "المفعوصة" أثناء الحديث!) وقد تكون هذه القصة أو الموقف مُخجِل لهذه البنت، أو أنها لم تستطع أن تتحكم في طبيعتها في أحد المرات!، وتضحك الخالات وتضحك العمات، وتضحك الأم، ... بينما تشعر هذه الابنة بمرارة فظيعة: كيف تجعلني أمي -وهي أقرب الناس لي- مجالًا للسخرية؟! وتكون الأم غير مدركة أن هذا الكلام يؤذي ابنتها لأنها تظنها طفلة بينما البنت تعي كل ما يُقال! الضرر: هذا الموقف سيجعل هذه الابنة مُستاءة بشدة طول حياتها من أمها. تتساءل: "كيف ولماذا قلتِ عني يا أمي هذه القصة أمام الآخرين؟!". مثل هذا التصرف من الأم ليس فيه احترام للابنة أو البنت الصغيرة، لأن هذه الأم لا تستطيع أن تقول هذا الكلام على أختها أو على زوجها أو على نفسها! ولكنها قالته على ابنتها لأنها تظن أنها طفلة ولا تحتاج إلى الاحترام! بالطبع تصرف خاطئ. عدم احترام الأطفال يغرس فيهم غضب، صغر نفس، ميل لليأس، عداوة، قلق شديد. كل هذا يحدث لمجرد أنك تصورت أن هذا الابن صغير ليس من الضروري أن تستمع له! 2- عدم احترام خصوصية أبنائنا! الموقف: أم تدخل حجرة ابنتها (أو ابنها)، تعبث في أشيائها، وقد تجد مذكراتها فتطلع عليها! ثم تحكي لابنتها ما قرأته، أو تحكي أسرارها أمام الناس! " ده أنا لقيتها كاتبه إنها كانت معجبة بزميلها في الدراسة!". الضرر: هذا التصرف من الأم منتهى عدم الاحترام للابنة ومشاعرها! أنتِ قرأتِ مذكراتها دون إذنها! وحكيتي أسرارها! هذه الابنة قد تظل مستاءة من أمها طول العمر، ولن تُطلِع أمها بعد ذلك على أي سر من أسرارها! وتأتي الأم متضايقة وتقول لأبونا: "مش بتحكي لي حاجة يا أبونا، قافله معايا، عنيفة معايا، بترد عليَّ". ويظن أبونا أن هذه الأم غلبانة، والبنت هي المفترية وقليلة الأدب! الحقيقة لأ. المشكلة كلها في الأم. الأم بدأت بغلطة، وقد تكون غلطة واحدة، كلفتها كل هذا العناء. لأنها لم تحترم خصوصية ابنتها، لا يصح أن تقرأي خصوصيتها دون أن تأخذي إذنها أولًا. التصرف السليم: علينا أن نستأذن أولادنا قبل أن نسمح لأنفسنا أن نتطلع على أسرارهم. وعلينا أن نستجيب لرغبتهم سواء سمحوا لنا بذلك أم لا. أحيانًا نحن كآباء وأمهات نستكبر أن نقول لأبنائنا: "حاضر"، بينما نطلب منهم دائمًا أن يقولوا لنا: "حاضر". وعلينا أن نحرِص على عدم إذاعة أسرار أبناءنا احترامًا لخصوصيتهم. 3- عدم الاستماع لرأي أبنائنا وبناتنا! الموقف: هناك حديث دائر بين عدد من الكبار في وجود طفل (أب وأم وشاب وطفل)، وعندما يتكلم الطفل أثناء حديثنا نحن الكبار نقول له: "اسكت إنت!" لأنه ما زال صغير! الضرر: هذا التصرف معناه أن هذا الطفل كره الأب والأم والأخ. لأنه يريد أن يتكلم. قد تكون كلمة "كره" كبيرة، ولكن هذا الطفل سيشعر على الأقل بالسخط على الأب والأم والأخ (سينمو داخله شعور ما خاطئ نحوهم). يبدأ بداخله الغيظ، وتراكم الغضب، والشعور بعدم الأهمية، ومشاعر داخله مثل: "ياريتني ما اتولدت!"، ويدخل في متاهات سيئة جدًا! ولماذا؟! التصرف السليم: علينا أن نستمع لكلام أبنائنا عندما يريدون أن يتكلموا ولا نوقفهم ولا ننتهرهم، الكبير يُمكنه أن يسكت ويستمع للصغير حتى يقول ما يود أن يقوله، ولن يصيبه ضرر في ذلك لأنه يمتلك الثقة الكافية بالنفس. أما الطفل الصغير فقد بذل مجهود نفسي لكي يتكلم أمام الكبار، فلا بد أن نشجعه ونستمع إليه. مجرد أني قاطعت كلام الصغير، أو طلبت منه السكوت، سيعتبر هذا التصرف عدم احترام له. وعدم احترام الصغار بأي طريقة قد يدفعهم للإدمان بعد ذلك! لمجرد شعورهم بعدم احترام الآباء لهم! تصوروا! قد يقع الصغار في الإدمان حين يكبرون لمجرد أنهم لم يجدوا الاحترام في بيوتهم! 4- عدم احترام حرية الأبناء ورغباتهم! الموقف: ماما بتشتري اللعبة اللي على مزاجها لأولادها حتى سن 15 سنة! هذا التصرف يجعل الأبناء في غاية الغيظ! الموقف: مهندس مثلًا، يريد أن يصبح أولاده مهندسين مثله فلا يأتي لهم بلعب إلا لعبة "الميكانو"، فيصاب الأولاد بالملل الفظيع من "الميكانو" لأنهم يريدون لعب أخرى، بينما يُصِّر الأب أن يأتي لهم بلعبة "الميكانو" متخيلًا أن ذلك سيحببهم في مهنة الهندسة، فتكون النتيجة أن يكره الأولاد مهنة الهندسة بل والتعليم كله! التصرف السليم: المفروض من سن 4 سنوات يبدأ الطفل في اختيار اللعبة التي يريدها. إذا ذهبت مثلًا لمحل لعب، وأراد طفلك لعبة معينة، فلا تقول له مثلًا: "لأ أصلها هتتكسر بسرعة!". لا يهم إذا انكسرت اللعبة فيما بعد، المهم أن تحترم رغبة الصغير فهو يريد هذه اللعبة بالذات. يمكنك أن تحدد له سعر معين للعبة (في حدود مقدرتك)، ولكن تترك له حرية اختيار نوع اللعبة. ممكن تقوله: "حبيبي معلش دي غالية شوية، شوف حاجه تاني" وتعطيه الحرية ليختار. لكن لا تجبره على أن يأخذ لعبة معينة حسب رؤيتك أنت! إذًا لا بُد من احترام حرية الطفل حتى إذا كان نتيجة ذلك أن يكون مظهره ليس كما تريد أنت. يمكنك أن تقول له: "أنا شايف إن ده أنسب، لكن ماشي". تكلم مع ابنك وتحاور معه ولكن اترك له حرية الاختيار واحترم حريته في الاختيار. فالله يحترم حريتنا، ولكننا لا نحترم حرية أبنائنا! وهذا الكبت يتسبب أحيانًا في مآسي. في ثورات داخلية صعبة جدًا. كثير من الشباب الذي يعالج نفسيًا، سبب تعبه أساسًا كبت حريته. |
28 - 11 - 2021, 03:07 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
5- عدم احترام نقطة ضعف الأبناء! الموقف: أحياناً يعاني الطفل من التلعثم في الكلام (أو أي نقطة ضعف أخرى) لم يستطع بعد ضبط الكلام بثقة. إذا سخر منه أي شخص غريب، أو زميله في الدراسة مثلًا قد يكون هذا مُحتملًا ومغفورًا، ولكن إذا سخر منه أحد أفراد أسرته فهذه جريمة عُظمى لا تُغتفر، يجب عدم السماح بها أو قبولها بأي شكل من الأشكال. لأن أهل البيت أو الأسرة هي مصدر أمان الطفل، فإذا سخروا منه، إذا أصبح مصدر الأمان هو مصدر الرعب أو مصدر الإهانة، بدلًا من الأمان، يتسبب ذلك في ضرر بالغ للطفل. الضرر: قد لا يظهر الطفل أي تأثر في نفس اللحظة ولكن تبدأ الصراعات النفسية، التي قد تستمر معه طوال حياته. "احترام الأبناء" أحد واجبات الآباء نحو أبنائهم: + إذًا قضية احترام الكبير للصغير قضية خطيرة جدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. بالطبع عندما أُكلم الشباب لا بُد سأقول لهم: "أكرم أباك وأمك..." وسأكلمهم عن ضرورة احترام الأب والأم. لكن أقول للكبار: "لا تغيظوا أولادكم" ("وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ" ( أفسس 6: 4)، " أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا" (كولوسي 3: 21)). + أحد أهم أسباب غيظ أبنائنا عدم احترامهم (عدم احترام رأيه، عدم احترام وجوده، عدم احترام خصوصيته، عدم احترام حريته، عدم احترام نقطة ضعفه). الاحترام واجبنا نحو الجميع: + إذًا الاحترام في التربية بند مُهمل جدًا في مجتمعاتنا. المجتمعات الشرقية للأسف لا تحترم سوى: الأغنياء، أو كبار السن، أو المسئولين وقد يكون الاحترام ليس كما ينبغي أيضًا! + لماذا لا نحترم الطفل؟! بالرغم من أن الطفل أنقى من الجميع! + ولماذا لا نحترم الإنسان الجاهل؟! بالرغم من أنه قد يسبقنا للسماء! فقد يكون جاهلًا في العلم العادي ولكنه روحيًا أفضل منا جميعًا. نحن أحيانًا لا نتحرك بمبادئ روحية بل بمبادئ عالمية. السيد المسيح وضع الأطفال في أعلى مكانة روحيًا مكانة الطفل عند الرب يسوع له المجد! عندما انتهر التلاميذ الأطفال ليبعدوهم عن ربنا يسوع، أوقف السيد المسيح كل شيء وانتهر التلاميذ قائلًا: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 19: 14)، (مر 10: 14)، (لو 18: 16) واحتضن الرب يسوع التلاميذ ولاطفهم. فكرة عدم احترام الأطفال سائدة في الشعوب الشرقية عمومًا من زمن المسيح، ينظرون للصغير على أنه صغير لا يحق له الاحترام، ولكن العكس بالنسبة للسيد المسيح، فالصغير له كل الاحترام. السيد المسيح وضع الطفل في أعلى مكانة وأعلى درجة من الروحانية في الكنيسة! فعندما سأله التلاميذ عن "مَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟" يقول الكتاب: "فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ"" (إنجيل متى 18: 1-4). ولنا لقاء في كل محاضرة بنقطة من نقاط التربية. ملخص المحاضرة: أحد أهم أسباب متاعب أبنائنا النفسية عدم احترامهم (عدم احترام رأيه، عدم احترام وجوده، عدم احترام خصوصيته، عدم احترام نقطة ضعفه، عدم احترام حريته). كثير من الشباب الذي يعالج نفسيًا، سبب تعبه أساسًا كبت حريته. وهذا الكبت يتسبب أحيانًا في مآسي. في ثورات داخلية صعبة جدًا. + عدم احترام الأطفال يغرس فيهم غضب، صغر نفس، ميل لليأس، عداوة، قلق شديد. + قد يقع الصغار في الإدمان حين يكبرون لمجرد أنهم لم يجدوا الاحترام في بيوتهم! + احترم وجود ابنك، ورغبته، ونقطة ضعفه، وحريته. من حقك أن تتكلم مع ابنك وتتحاور معه وتقول له رأيك، ولكن لا تفرض عليه شيء، بل اترك له حرية الاختيار واحترم حريته في الاختيار، فالله له المجد يحترم حريتنا. تذكر أن السيد المسيح وضع الطفل في أعلى مكانة روحية وعلمنا "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ". احذر من: انتهار ابنك الصغير عندما يتكلم أمام الكبار. اتخاذ تصرفات أبنائك (خاصة ما يخجلهم) وسيلة لإضحاك الآخرين. عدم احترام خصوصيات أبنائك أو فضح خصوصياتهم. عدم إعطاء أبنائك مساحة من الحرية. السخرية من نقطة ضعف ابنك أو إهانته. |
||||
28 - 11 - 2021, 03:09 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
2- مبدأ الصداقة: صداقتك مع أبناءك
مقدمة: في هذه السلسلة الكلام للكبار في بعض المبادئ التربوية التي أهملناها، تحت عنوان "أنظروا". "أنظروا" سنأخذها من مقياس: (قيسوا أنفسكم) أو (Evaluate yourself). والكلام في كل محاضرة عن بند من بنود التربية المهمة. هل تتعامل/تتعاملي مع ابنك أو بنتك كصديق؟! + يجب أن نعترف أن "علاقة الصداقة مع الأبناء" عادة ما تنقصنا في أسلوب التربية المصرية، أو التربية عمومًا. نحن نفتقد دور الصديق مع أبنائنا وبناتنا. وهناك نماذج سلبية كثيرة في حياتنا. + هناك فجوة بين الأجيال، فالكبير يرى في نفسه طوال الوقت أنه كبير، والصغير يذكروه طوال الوقت أنه صغير. فلا توجد ولا تنشأ صداقة بينهما. لأن الصداقة تفترض دائمًا أن يكون هناك نِدِّيَة أو نوع من المساواة equality. فلا وجود للحواجز بين الأصدقاء. الصداقة مع الأبناء تتطلب قبول مبدأ "الندية" + عندما ننظر لعلاقة أبنائنا (أو بناتنا) مع أصدقائهم، نجدهم يتكلمون ويمزحون معًا بلا حواجز وأحيانًا يصل التهريج بينهم إلى حد السخرية (التريأه) دون أن تحدث أزمة. يلعبون معًا دون أزمة. يضحكون معًا دون أن يقول أحد "عيب الزم حدودك". لكن للأسف أغلب البيوت المسيحية أو البيوت المصرية، لا تُراعي مبدأ "الصداقة" في التعامل مع الأبناء. الصداقة مع الأبناء هي الشكل المثالي للعلاقة معهم + تكلمنا في المحاضرة السابقة عن ضرورة الاحترام في العلاقة بين الآباء والأبناء (احترام الآباء للأبناء لا يقل أهمية عن احترام الأبناء للآباء)، والصداقة ليست قلة احترام، ولكنها إضافة بُعد آخر بين الأب وابنه أو الأم وابنها أو بنتها. St- + لماذا؟ لأن أجمل صورة تراها في بيت، هي أن تجد أب يخرج مع ابنه يتبادلان الأحاديث والحكايات ويمزحان معًا، ويضحكان معًا. وأم تحكي مع أبنائها وبناتها، تشكي لهم ويشكون لها، تأخذ رأيهم ويأخذون رأيها، تلعب معهم، تستمع إليهم، تضحك معهم – بل أريُد أن أضيف شيئًا آخر قد لا يعجب البعض – وتقبل منهم أيضًا التريأه دون أن يتحول الضحك إلى أزمة - (مش أول ما يقولوا كلمة زيادة العصاية تطلع! لأ، عادي، إحنا أصحاب يعني) – بالطبع كل هذا في حدود الأدب ودون أن يلغي مبدأ الاحترام المتبادل. علاقة الصداقة مع أبنائنا تحميهم من مشاكل ومخاطر كثيرة + صدقوني هذا الشكل في العلاقة (الصداقة) هو الشكل المثالي لعلاقتنا مع أبنائنا. لماذا؟ لأن عندما يدخل أحد هؤلاء الأبناء في مشكلة، سيكون أقرب صديق له هو الأب أو الأم. الأبناء الذين يتمتعون بعلاقة صداقة مع آبائهم محظوظين بهذه العلاقة، لأنهم لا يضطروا للجوء في مشاكلهم للأصدقاء الذين لا نضمن طريقة حلولهم للمشاكل، هل ستكون فعلاً في الصالح أم لا؟! ما أكثر الشباب الذين يلجأون إلى أصدقائهم وليس لوالديهم، لأن الصديق أقرب له من الأب والأم في مرحلة من المراحل، إلا في حالة واحدة، هي إذا كان الأب والأم هما "الصديق"!ت تكوين الصداقة مع الأبناء يبدأ منذ ولادتهم: + ولكي يصل الأب والأم إلى الشكل المثالي للعلاقة مع أولادهم فيصيروا أصدقاءً لهم، لا بُد أن تبدأ هذه العلاقة من مرحلة الحضانة. بل يجب أن تكون نية مصادقة الأبناء موجودة في الآباء منذ اليوم الأول لميلاد الطفل. + لا بُد أن نعرف أن العلاقة السليمة مع الأبناء ليست في إحكام السلطة عليهم بل في احترامهم ومصادقتهم. لا بد من وجود الاحترام ولا بد من وجود الصداقة. (عايزه الواحد يفكر نفسه دائمًا: أنا مش مجرد أب أنا عاوز أبأه صديق. أنا مش مجرد أم، أنا عاوزه أبأه صديقة). الصداقة مع أبنائك تستلزم أن تعيش معهم سنهم! + عليك أن ترجع طفلًا لتلعب مع أطفالك وهم صغار! وشاب لتضحك وتمرح معهم وهم في سن الشباب – الذي يميل للمرح (وأحياناً التريأه) طوال اليوم! وأن تكون رجلًا لأن ابنك أصبح رجلًا! + أي عليكّ أن تعيش معهم سنهم، وتعيش ضحكهم، وتعيش لعبهم وتعيش أفكارهم. يعلمونك وتعلمهم، ويشكون لك وتشكي لهم. هذا الشكل الرائع في العلاقة يحمي الشباب من كل شيء رديء. الصداقة مع أبنائك تتطلب منك إعطائهم وقتك وتركيزك نحن نفتقد دور الصديق مع أبنائنا وبناتنا. وهناك نماذج سلبية كثيرة في حياتنا: فمثلًا قد تأتي الابنة لتحكي لوالدتها حكاية، فإذا بأمها تقول لها "مش فاضية، مش فاضية!". فما يكون من الابنة إلا أنها تضطر للجوء لأحدى صديقاتها لمجرد أن صديقتها لديها الوقت الكافي لسماعها! ولكن، هذه الأم عليها أن تعلم أن ابنتها لن تحكي لها شيء آخر بعد هذا الموقف! حتى الأشياء الهامة! لأن أمها لم تُقدر احتياج ابنتها لمشورتها ولم تستمع لابنتها عندما أرادت أن تحكي معها! وللأسف أغلب الآباء والأمهات يدركون أهمية علاقة الصداقة مع الأبناء في مرحلة متأخرة جدًا! فالصداقة لا تُشْتَرَى. وكثيرًا ما تشكو أمهات لأبونا: "بنتي تأعد بالأسبوع ما تتكلمش معايا ولا حتى ربع ساعة! دي بتخرج مع صاحباتها يوم بعد يوم! وتتكلم مع صاحبتها بالساعات ولا أدري فيما يتكلمون!" تحكي ذلك وهي في غاية الغيظ لأن ابنتها لا تتكلم معها ربع ساعة! ويسكت أبونا لأنه لا يريد أن يقول لهذه الأم: "أنتِ التي جعلتي ابنتك تبتعد عنك بهذه الطريقة، لأن هذا رد فعل تلقائي لعدم استماعك لها عندما احتاجتك، لم تحاولي اكتساب صداقتها في مرحلة مبكرة!" للأسف نحن الذين نجعل ابنائنا يلجأون لأصدقائهم دوننا بأسلوبنا الخاطئ معهم. |
||||
28 - 11 - 2021, 03:10 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
الصداقة تُحتم عليك الاستماع لابنك كصديق وليس كولي أمر أحد الخادمات اللاتي يتميزن بالحكمة الشديدة روت لي الآتي: "جاءتني ابنتي وهي طالبة بالصف الثاني الإعدادي تقول لي: "ماما في حاجه أنا عايزه أقولها لك بس خايفة، أنا فيه ولد عاجبني في الفصل". قالت لي هذه الأم العاقلة: "كنت بجز على سناني وبولع من جوه، بس أنا فاكره المبدأ فابتسمت ابتسامة كبيرة وضحكت -وطبعًا في داخلي فوران وغليان- وقلت لها: "لأ لأ تعالي إحكي لي، ده موضوع حلو". هذه الأم الفاضلة بالطبع تصرفت هذا التصرف لأنها تعلم جيدًا أن علاقتها بابنتها كصديقة تُلزمها بأن تستمع لها كصديقة وليس كولي أمر. لأنها إذا استمعت لها كولي أمر ستقول لها فورًا "إيه يا بت الكلام الفاضي ده؟!" وستكون النتيجة ببساطة أن البنت ستحب زميلها دون أن تدري الأم شيئًا عن ذلك! ولكن عندما استمعت لابنتها كصديقة وحكت معها وضحكت معها، استطاعت أن تُرشدها وانتهى الموضوع خلال كذا شهر. هذه الأم قالت لي بالنص: "أنا عديت من الامتحان. كان امتحان صعب، لأني أنا كنت على أعصابي. على لساني أقول لها كل مرة: "بطلي كلام فاضي، وابعدي عنه. بس أنا عماله افرمل في روحي. لأني إذا أخذت هذا الموقف الرسمي، أنا ما اعرفش هيحصل إيه بعد كده؟! ففضلت ألَمَّح، واحايل، وأقولها أحيانًا: "لايكون بيقول لكل البنات الكلام الحلو ده". بالطبع تصرفت هذه الأم بذكاء وكانت صديقة لابنتها فاستطاعت ان تجتاز معها التجربة وتجعلها تسير في الطريق السليم. ولكن ما أكثر الأمهات اللاتي يتصرفن عكس ذلك وتكون النتيجة: "بعد أن كان الشاب زميل من الكنيسة، أصبح زميل ليس من الكنيسة (آخر من خارج الكنيسة)، وبعد أن كان الموضوع مجرد إعجاب، قد يتطور لتنشأ منه مشاكل كبيرة يصعب علاجها فيما بعد". كل هذا يُمكن أن نتجنبه بقليل من الحكمة والصداقة في العلاقة مع أبنائنا. إلى الذين تأخروا في كسب صداقة أبنائهم: "ابدأوا الآن" بالطبع ليس هناك مشكلة بلا حل. حتى عندما نكبر ويكون هناك فجوة كبيرة بيننا وبين أبنائنا، علينا أن نبدأ في محاولة اكتساب وِد وصداقة أبنائنا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهذا ليس خطأ. فأبنائنا وبناتنا غالبًا لا يكون لديهم مانع -حتى إذا حدث هذا متأخرًا- من أن يجلس ليتكلم مع أبيه إذا شعر أن والده يريد أن يحكي معه. حتى إذا كان هذا الإبن (أو الإبنة) صعبان عليه من زمان، وفاكر لوالده " إنت عمرك ما كنت صاحبي!". أبنائنا طيبين ويحبون آبائهم فتجدهم مع الوقت يستجيبون لمحاولات الآباء اكتساب صداقتهم والتعمق في العلاقة مع آبائهم. ملخص المحاضرة: الصداقة تضيف بُعدًا آخر من الجمال والعمق في علاقتنا بأبنائنا. الصداقة هي الشكل الأمثل لعلاقة الآباء بالأبناء لأنها تحميهم من مخاطر كثيرة ومن أصدقاء السوء ومن الطرق المعوجة. ابدأوا في تكوين علاقة الصداقة مع أبنائكم في مرحلة مبكرة من حياتهم فمنذ ولادتهم لا بد أن تكون لديكم نية مصادقتهم علاقة الصداقة مع الأبناء تحتاج إلى تركيز، تحتاج أن تعطي وقتًا لأبنائك، وتعيش معهم سنهم، تضحك معهم وتقبل أن يعاملوك بندية، تحتاج أن تستمع لهم كصديق وليس كولي أمر. عندما يُخطيء إبنك وتشعر بالغضب لا تسارع بإعلان هذا الغضب بل تصرف كما يتصرف الأصدقاء، حاول أن تبتسم وتستمع له وتفهم وجهة نظره ومشاعره، ثم حاول أن تُعيده إلى الصواب بالتدريج بالمناقشة والاقناع وبذكاء. لمن تأخروا في إقامة علاقة صداقة مع أبنائهم، الفرصة لم تنتهي بعد، ابدأوا من الآن بتغيير طريقتكم في التعامل مع أبنائكم اضحك والعب مع ابنك إذا كان طفلًا ، واشترك مع ابنك في التهريج والمرح إذا كان شابًا، عيشوا مع أبنائكم سنهم ووتضوا علاقاتكم بهم بالصداقة وليس بالانتهار والعنف والتسلط. |
||||
28 - 11 - 2021, 03:12 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
3- مبدأ الحضن واللمسات: في العلاقة مع الأبناء
مقدمة في هذه السلسلة الكلام للكبار عن بعض المبادئ التربوية التي أهملناها، تحت عنوان "أنظروا". سلسلة "أنظروا" سنأخذها من مقياس: (قيسوا أنفسكم) أو (Evaluate yourself). والكلام في كل محاضرة عن بند من بنود التربية المهمة. تكلمنا عن: 1- الاحترام، 2- الصداقة، وسنتكلم في هذه المحاضرة عن: 3- الحضن واللمسات. هل تعتقد أن الحضن أو اللمسات الحانية لها تأثير إيجابي على الأبناء؟ للأسف بعض بيوتنا تكون فيها العلاقة جافة جدًا بين الآباء والأمهات من جهة وبين الأبناء من الجهة الأخرى. فمثلًا تجد الأب لم يحاول أبدًا في أحد المرات أن يحمل ابنه ليحضنه ويقبله ويُغرقه بحنانه، أو تجد الأم مثل "العسكري" كل علاقتها بأولادها عبارة عن أوامر وانتهار، لم تحاول أبدًا أن تخرج عن جديتها في التعامل معهم، لم تحاول أبدًا أن تدلل ابنتها وتعاكسها أو تأخذها في حضنها! وعندما تسأل عن السبب، تجد إجابة الأب مثلًا: "ده أنا بعدم العافية علشان أجيب لهم فلوس!" من قال أن الأولاد محتاجين فلوس؟!". وتجد إجابة الأم: " ده أنا واقفة على رجليَّ من الصبح لغاية بالليل علشان أطبخلهم"! "مش محتاجين طبيخ، محتاجين حضن، محتاجين دلع". من قال أن الأكل والمال، أهم عند الأولاد من التدليل والعناق ولمسات الحب؟! لمسات الحب احتياج إنساني ضروري وهام جدًا للأبناء التعبير عن الحب للأبناء باللمسات – واللمسات تشمل: الحضن، أو العناق، أو التقبيل، أو التدليل، أو أي نوع من أنواع اللمسات الحانية مثل مسك اليد أو التربيت (الطبطبة) - احتياج إنساني حقيقي مطلوب، والطفل الذي لا يشبع بلمسات نقية من والديه، يحتاج لهذه اللمسات من أي طرف آخر. وهنا يتدخل الشيطان. والبنت التي لا تشبع بحضن والديها، تقع في حضن الشيطان. بينما البنت الشبعانة بحضن نقي من والديها لن تلجأ أبداً للحصول على هذا الاحتياج خارج بيتها. هذه قاعدة لا بد أن تضعوها في أذهانكم. ماذا قال الكتاب المقدس عن هذا الاحتياج الإنساني الطبيعي؟ (الحضن واللمسات النقية) 1- الحضن واللمسات النقية أمر طبيعي وضروري للأبناء: + في مثل الابن الضال (إنجيل لوقا 15: 11-32) صوَّر لنا الرب يسوع استقبال الأب لابنه التائب فقال: "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (إنجيل لوقا 15: 20). أي أن العناق والتقبيل شيء طبيعي في العلاقات الإنسانية. ويتضح أيضًا من الآية أن الأب هو المُبادر بالرغم من أن الابن هو المخطئ! فإذا كان السيد المسيح له المجد بنفسه هو الذي روى هذا الكلام، إذًا علينا أن نتعلم أن هذه اللمسات الحانية من الآباء مثل العناق والتقبيل (الحضن الحاني) ضرورية جدًا للأبناء. 2- الحضن واللمسات النقية تحمل للأبناء العديد من الرسائل الإيجابية بدون كلام: + أيضًا كلمة "وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ"، هذا التصرف من الأب أعطى للابن الإحساس بالأمان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتلقى من خلاله رسالة صامته جعلته يشعر: "أنا مقبول عند أبويا"، "أبويا لسه بيحبني فعلًا"، "أبويا رضي عليَّ"... + إذًا هذه التعبيرات الحسية النقية التي نعطيها لأبنائنا هامة جدًا بالنسبة لهم لأنها تعطيهم رسائل بدون كلام أننا نحبهم جدًا وأننا راضين عنهم وهذا ما يمنحهم الأمان والطمأنينة والشبع. 3- الحضن واللمسات النقية احتياج حقيقي حتى للكبار: + مهما كبرنا سنظل في حاجه إلى هذه اللمسات الحانية. ففي مثل الابن الضال، كان هذا الابن شابًا وليس طفلًا، ولكن بالرغم من ذلك جرى عليه أبوه وأخذه في حضنه وقبله، وكان هذا التصرف الجميل من الأب بالطبع أغلى عند الابن أكثر من الحلة الأولى، والخاتم، والحذاء الذي سيلبسهم، وأغلى من الخروف الذي سيأكله! لأنه كان في احتياج شديد لهذه اللمسات. + السيد المسيح سمح للمرأة الخاطئة أن تلمس رجليه، وقال الفريسي في نفسه " لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ " (إنجيل لوقا 7: 39)، بينما السيد المسيح له المجد لم تكن لديه أدنى مشكلة في أن تلمسه المرأة الخاطئة، لأنه يعلم قيمة هذه اللمسات النقية، التي تحمل مشاعر توبة. كانت المرأة الخاطئة تُريد أن تأخذ بركة، وتشعر أن لمستها للسيد المسيح ستمحو كل ذنوبها. 4- الحضن واللمسات النقية لغة يفهمها الطفل أكثر من الكلمات: + عندما قدم الناس أولادهم للرب يسوع لكي يلمسهم ويباركهم (إنجيل مرقس 10: 13-16)، (إنجيل لوقا 18: 15-17) انتهر التلاميذ الأولاد، فيروي لنا الكتاب المقدس عن هذا الموقف: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ»". ويصوِّر لنا معلمنا مرقس هذا الموقف بطريقة أكثر وضوحًا قائلًا: "فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ ". أي أن السيد المسيح له المجد احتضن الأولاد ووضع يده عليهم تعبيرًا عن حبه لهم. + إذًا ربنا يسوع كمربي، وكمعلم التربية في التاريخ كان يتعامل مع الأطفال بالذات باللمسات وبالأحضان لأنها لغة قريبة جدًا للطفل يفهمها ويشعر بها. 5- الجوع العاطفي نتيجة طبيعية لعدم إشباع الأبناء بلمسات الحب: + ولأن العناق والحضن والتقبيل هي اللغة التي يفهمها الطفل فمن الطبيعي أن تجد طفل يجري ليرتمي في حضن "جدو" أو "بابا" أو "ماما". + لكن تصوروا معي أب دائم الابتعاد عن الأبناء وكأنه يقول لهم "ممنوع الاقتراب"! أو أم جافة في تعاملها مع أبنائها وبناتها لانشغالها عنهم بأمور المنزل مثلًا. بالتأكيد سيتعَب أبنائهم نفسيًا جدًا، وسيكون هؤلاء الأولاد والبنات في حالة جوع عاطفي شديد (ليس جوع للأكل أو جوع للمادة، بل جوع للحضن واللمسات!) + للأسف نحن كثيرًا ما نهمل هذا الجانب من جوانب العلاقة بين الكبير والصغير |
||||
28 - 11 - 2021, 03:13 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
نموذج سلبي متكرر في حياتنا: يعود الصغير من المدرسة حزينًا لأنه حصل على درجات سيئة. والمشكلة التي تحدث في كل البيوت تقريبًا هي أن يكون رد فعل الأب والأم غير حكيم إما بانتهار الطفل (إزاي تجيب نمرة زي كده؟!)، أو بضرب الطفل وعقابه! وتكون نتيجة هذا التصرف الغير حكيم من الآباء: إيذاءًا نفسيًا شديدًا للطفل، قد يظل متأثرًا به لسنوات طويلة، لماذا؟ لأن الطفل أصلًا موجوع من شعوره بالفشل وشعوره بالذنب، فلماذا نُزيد من وجعه باللوم والكلمات الصعبة أو بالعقاب؟! يكفي ما به من ضيق وألم. الطفل في هذه الحالة يكون في غاية الاحتياج إلى حضن بابا أو ماما، فلا بد من احتضانه وتخفيف الألم عنه بكلمات مثل: "المرة الجاية تجيب نمرة حلوة"، بلمسات الحب هذه يستطيع الطفل مواجهة مشكلته ويبدأ في التفكير الإيجابي: "طب خلاص أنا المرة الجاية هعمل أحسن". + بعض الدراسات تقول أن أغلب البنات اللاتي انحرفنَّ، نشأن في بيوت جافة جدًا في التعامل معهن. كانت تنقصهن هذه اللمسات الحانية النقية من الأم والأب (أو تعرضنَّ للمسات غير نقية). 6- الحضن الأبوي النقي ما أجمله!! لماذا يتجنبه البعض؟! + الحضن الأبوي النقي من أب أو أم لأولادهم، ما أجمله! لماذا يستصعبه البعض؟! إذا كان ربنا نفسه يستخدم كلمة حضن في كلامه، فيقول: "حضن إبراهيم"، ونحن نتصور أن ربنا يأخذنا في حضنه في الكنيسة ونسميه "حضن الآب". + كذلك المزمور يقول: "أعظمك يا رب لأنك احتضنتني" أي أنه، حتى في علاقتنا مع الله نتصور هذا الحضن الأبوي الجميل. فلماذا نخاف منه؟! أو لماذا لا نعبر لأولادنا عن حبنا لهم بالحضن واللمسات؟! + واللمسات قد تكون تربيت (طبطبه) أو الإمساك باليد. 7- الحضن الأبوي النقي ينشئ أبناء شبعانين حب:- â†گ أنظروا علاقة يوحنا الحبيب بالسيد المسيح: + يوحنا الحبيب كانت نفسيته نفسية طفل. كان لا يجلس إلا ملاصقًا للرب يسوع ومتكئًا برأسه على صدر يسوع!! لم نسمع مطلقًا أن الرب يسوع انتهره قائلًا: "ما تأعد كويس؟!" + وقد انطبعت هذه الصورة ليوحنا المتكيء على صدر المسيح في أذهاننا يرسمها الفنانين في صورهم وأيقوناتهم، ونرمها نحن في الترتيلة قائلين: "خبرني يا يوحنا عن صدره الحنان". + ولم ينتقص هذا أبدًا من شخصية يوحنا الذي صار بطريركًا للعالم كله فيما بعد، لأنه الوحيد في التلاميذ الذي عاش أكثر من 90 سنة، وكان لا يخاطب أبنائه في الإيمان إلا بكلمة "يا أولادي" وكانت حياته عبارة عن حب للجميع، وتكلم كثيرًا عن المحبة في رسائله، لأنه كان قد شبع من حضن وحب يسوع! + البعض يعتبر أن الحضن واللمسات تعبيرات رومانسية عن الحب بينما هي احتياج ضروري لأبنائنا وبناتنا في كل عمر. 8- لمسات الحب النقي تُعبر للطفل عن معنى القبول: + ففي معجزة شفاء الأبرص، المعروف أن الأبرص غير مسموح له أن يقترب من الناس لأن مرضه معدي (لا بُد أن تفصل بينه وبين الناس مسافة 20 متر مثلًا)، وكان في وقت يسوع ممنوع لمس الأبرص لأن مرض البرص كان في معتقداتهم نجاسة، ولكن في قصة شفاء الأبرص حدث شيء غريب يقول لنا الكتاب: "وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ، فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصًا. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ" (إنجيل لوقا 5: 12، 13). الرب يسوع لم يتبع القاعدة بل اقترب من الأبرص (كسر المسافة المفروضة) بل ولمسه، لأنه يعلم أنه يحتاج إلى هذه اللمسة. إنسان له 10 سنين مثلًا لم يلمسه أحد! تصوروا معي حجم الفرق الذي صنعته هذه اللمسة الحانية من الرب يسوع مع الأبرص؟! بالتأكيد فرقت معه جدًا وشعر أنه بني آدم وأعطته رسالة إيجابية: "أنا طبيعي، المسيح مش خايف يلمسني"! 9- عدم حضن أو لمس الطفل ينقل له رسائل سلبية عنيفة جدًا: + ومن هذه القصة (معجزة شفاء الأبرص) علينا أن نلتفت إلى أنه أحيانًا عدم اللمس، أو عدم الحب، أو عدم الحضن يقدم رسالة عنيفة جدًا للأبناء مفادها: "إنت (جربة) وحش" -بدون كلام- ويكبر الطفل وبداخله عقدة أنه إنسان سيء (وحش)، وغير محبوب، بينما الحقيقة أنه "زي الفل"! وبالرغم من أن الوالدين يحبون أبنائهم جدًا، لكن تنشأ المشكلة من أنهم لا يدركون مدى أهمية لغة الحضن ولمسات الحب. ملخص المحاضرة: + التعبير عن الحب للأبناء بالحضن واللمسات احتياج إنساني حقيقي هام وضروري جدًا للأبناء. + هذه التعبيرات الحسية النقية التي نعطيها لأبنائنا تعطيهم العديد من الرسائل الإيجابية -بدون كلام- تجعلهم يدركون مدى حبنا لهم، . وهذا ما يمنحهم الإحساس بالأمان والطمأنينة والشبع، ويحميهم من أي انحرافات أخلاقية. + قاعدة لا بد أن تظل دائمًا في أذهاننا: الطفل الذي لا يشبع بلمسات نقية من والديه، يحتاج لهذه اللمسات من أي طرف آخر. وهنا يتدخل الشيطان. والبنت التي لا تشبع بحضن والديها، تقع في حضن الشيطان. بينما البنت الـشبعانة بحضن نقي من والديها لن تلجأ أبداً للحصول على هذا الاحتياج خارج بيتها. + أحيانًا عدم اللمس، أو عدم الحضن يقدم رسالة عنيفة جدًا للأبناء مفادها: "إنت وحش" أو "إنت غير محبوب" أو "إنت غير مقبول" -كل هذه رسائل صامته بدون كلام- ويكبر الطفل وبداخله عقدة داخلية أنه إنسان سيء (وحش)، وغير محبوب، بينما يكون في الواقع "إنسان صالح ومحبوب"! + ربنا يسوع كمربي، وكمعلم التربية في التاريخ كان يتعامل مع الأطفال بالذات باللمسات وبالأحضان لأن الطفل قد لا يفهم الكلمات ولكنه يفهم جيدًا الحضن واللمسات. فهذه اللغة قريبة جدًا للطفل. + إذا تعرض أحد أبنائك للفشل في أي وقت من الأوقات ولأي سبب، عليك أن تُدرك حجم الألم والوجع الذي يُسببه له هذا الفشل، فكن حكيمًا ولا تُزيد ألمه ووجعه بالتأنيب أو بالانتهار أو بالعقاب، بل احضنه وضمه إلى صدرك وشجعه وعرفه أن هذه ليست نهاية العالم، وأنه بالاجتهاد لا بد سيتغلب على هذا الفشل. |
||||
28 - 11 - 2021, 08:49 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
مشاركة مثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
28 - 11 - 2021, 09:28 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
شكرا جدا جدا
ربنا يبارك حياتك |
||||
28 - 11 - 2021, 10:34 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
في منتهى الجمال ربنا يباركك |
||||
28 - 11 - 2021, 09:06 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مبادئ التربية الأسرية (انظروا)
مرور فى منتهى الروعه ربنا يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|