رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قُم من الأمواتِ «نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ» ( مز 34: 5 ) «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ» ( أفسس 5: 14 ) في رسالة أفسس، يُخاطب الرسول بولس ليس الأموات بالذنوب والخطايا، كما كانوا قبلاً، بل النائمين والغافلين، ولذلك يأتي التحريض: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ»؛ اترك مجرد المظهر العديم الحياة، المظهر الشكلي للسجود والشركة والخدمة. إن مأساة الأمور الروحية، هي أن أسمى وأصح التعاليم، يُمكن أن نُنادي بها، ونحن في أردأ صور الحالة الروحية. وأعمق عبارات الشركة القلبية الحارة، يُمكن أن تخرج من قلوب باردة. وأعظم صور النشاط في الخدمة، قد يكون الدافع فيها تعظيم الذات. ليتنا ننصت إلى صوت النداء هذا، الذي يدعونا لأن نستيقظ، ونسلك بتدقيق واجتهاد «لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبّ» ( أف 5: 17 ). ولنسأل أنفسنا عن مدى تكريسنا للرب، وهل خدمتنا له، هي حقًا عمل تتجلَّى فيه إماتة الذات، والترحيب بالتضحية والتعب؟ ولنلاحظ أن الخدمة المقبولة، لا بد وأن يكون الدافع لها المحبة لذلك الشخص المُبارك، الذي نحن له والذي نخدمه. والصوت الإلهي يقول لكل مؤمن تراخت يده، وضعفت عزيمته في السير في طريق الإيمان على الوجه المرضي: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». ثم إن هذا النداء يتضمن تعزية، إذ يقول: «فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ»؛ أو “فيُضيئك المسيح” أو “يجعلك مستنيرًا”. وهذا يُذكرنا بقول داود: «نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ» ( مز 34: 5 ). إن المسيح نفسه، المُحبّ الذي لا تضعف محبته، هو الذي يُعطينا النور، ذاك الذي لا يكلّ قط في خدمته لخاصته، مهما ظهروا متباطئين، وغير مُقدرين لخيره الجزيل عليهم. فيا ليتنا نستيقظ ونقوم من نومنا، فنتمتع بضياء وجه الرب، يُنير سبيلنا لما فيه شبع قلبه المُحبّ. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بقيامتِهِ من بين الأمواتِ |