رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابراهيم عيسى يكتب: وردة فى عروة الإخوان إبراهيم عيسى صديق عزيز كان مرشحًا على أحد مقاعد مجلس نقابة اتصل بى عقب ظهور نتيجة انتخاباته (كان هذا نهاية العام الماضى) لاعنًا الإخوان بكل اللعنات الممكنة، ويُقسم أنهم زوّروا الانتخابات النقابية بشكل مباشر وغير مباشر، وأنهم عرقلوا تصويت أعضاء النقابة الأقباط، وتعددت أسبابه وتنوعت لعناته للإخوان وهو يحكى كذلك عن أنهم يمرون على بيوت النساء الفقيرات فى الأحياء الشعبية والعشوائية يجمعون البطاقات حتى يستخدموها فى تزوير الانتخابات البرلمانية لصالح «الحرية والعدالة»، وكان يلح إلحاحًا صادقًا وضاغطًا على الأعصاب أن أذيع كلامه وأنشر شهادته، هذا الصديق صار واحدًا من أشد مؤيدى محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة وتحوّل تأييد مرسى إلى رسالة حياته من يومها، ويغضب جدًا من هجومى على سياسة الرئيس فى مكالمات مطولة وحماسية لا تحتملها مرارتى وانشغالاتى، ويشرح لى عن مؤامرات المجلس العسكرى على مرسى (لا يزال مصممًا على أنهم يتآمرون عليه!!) ويكشف عن قدرات رهيبة يملكها مرسى سوف تفكك جماعة الإخوان ويهزم بها مؤامرات خيرت الشاطر عليه. ما سر هذا التحول؟ يبدو أنه إعجاب المغلوب بالغالب وتقليد المهزوم للمنتصر، فالفوز يُبهر، خصوصًا الذين يحسبون الحياة بالمكسب والخسارة فى المباريات والمعارك، وهو نوع من المثقفين المصريين الذين يلجؤون حلًا لهزائمهم المتتالية إلى اللحاق بركب المنتصر وموكب الفائز صاحب السلطة، وكانت تحولات معارضى الرئيس السادات إلى متحالفين ورموز لفترة مبارك تعبيرًا عن هذا الألم الذى يملأ قلوب بعض مثقفينا واليأس من تحقيق أى تقدم من موقعه كمعارض، فيمالئ السلطة استنادًا إلى أنه بسلامته قادر على تغييرها أو تحسينها أو تعقيلها أو إصلاحها، وهذا النموذج يطير كالفراشة إلى أضواء ومجالس ولقاءات واستشارات واجتماعات مرسى، ويسمح لنفسه بالكذب على نفسه، حيث يردد الحجة البليدة بتاعة كل زمن: كيف نترك هذا المكان لغيرنا؟ ولماذا لا نقبل بهذه المناصب والمسؤوليات، أليست بلادنا كما هى بلد الإخوان ومش ممكن نسيبهم يستفردوا بيها؟ وهذا كلام فارغ يقوله البعض بمنتهى الصدق، ومشكلته -فضلًا عن أنه فارغ- أنه مكرر، وقاله بائعو مواقفهم فى عصرى السادات ومبارك، ثم إنه فاشل، حيث إن الإخوان يستخدمون هؤلاء دبوسًا على كم القميص، ووردة فى عروة الجاكت، إن وجود مختلفين أو مخالفين للإخوان على مقاعد مجاورة للحكومة أو للرئيس مجرد ماكياج يسعد به جدًا المراهقون والعجائز، ولا يغير وجودهم شيئًا إلا توفير الاكسسوارات لفيلم الإخوان، كما كان بالضبط أيام مبارك! هؤلاء يمنحون الإخوان شرعية التقاط الصور التذكارية معهم رغم سياستهم الاحتكارية وخططهم للسيطرة على البلد واتخاذهم من فوز مرشحهم مبررًا للتحكم فى أوصال مصر كلها دون حتى مراعاة لأن الثورة التى قامت تستأهل قليلًا من التوافق الوطنى، وأن تضع الجماعة بعضًا من دماء الحياة فى وجهها، فلا ينفرد مكتب الإرشاد بحكم مصر مستغلًا فى ذلك قدرة الرئيس مرسى المدهشة على إثارة إعجاب إسرائيل بسماحته وإعجاب أمريكا باستجابته، حتى إن «يديعوت أحرونوت» أمس كادت تصاب بجنون الفرحة حين كتبتْ أن مرسى لم يخطئ معنا خطأ واحدًا، فما الذى ينتظرونه أكثر من ذلك؟ مرة أخرى ما الذى يجعل صديقى ينسى كل ما فعله الإخوان أمام عينيه وفى مواجهته، ويتحول من معارض لهم إلى مبشر بمرسى؟ أبدا رفض صديقى للإخوان كان أقل من كراهيته لنظام مبارك ولشفيق تحديدًا، فساند مرسى، ولكى يثبت أنه لم يكن مضحوكًا عليه فيبالغ بجنان منقطع النظير فى الدفاع عن موقفه بالإمعان فى اختراع أوهام عن مرسى، ثم هو من ذلك النوع الذى لم يكن معارضًا قويًّا أو حتى واضحًا لمبارك، ولم نسمع له كلمة ولا شفناه فى موقف ضد مبارك ولا كان عضوًا أو شريكًا فى أى جماعة أو جمعية يبدو منها أنها ضد مبارك، بل وكان يلح دائمًا بأنه انتخب مبارك ولم ينتخب أيمن نور لأنه مين أيمن نور ده راخر، هذا الصديق ومثلهم مئات فى الساحة السياسية الآن ممن عملوا فيها معارضين وثوارًا بعد نجاح الثورة فى إطاحة مبارك لا يستطيع أن يعيش معارضًا لرئيس ويتحمل تبعات معارضته على نفسه ومصالحه، ومن ثَم لا بد أن يجد طريقة للمهادنة بسرعة، وليس أمامه إلا هذا اللغو الكاذب عن اختلاف الرئيس عن جماعته، وأعطوا للرئيس فرصة، وهذيان من نوع مؤامرات الشاطر على مرسى! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|