رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَتَحْسِبُ الشُّهُورَ الَّتِي تُكَمِّلُهَا، أَوْ تَعْلَمُ مِيعَادَ وَلاَدَتِهِنَّ؟ [2]. لا ينشغل الإنسان بحساب الشهور التي تكملها حيوانات البرية وهي حامل، ولا يهتم بموعد الولادة، وحتى إن انشغل فلا يعرف بدقة ميعاد الولادة. إن كان الإنسان يجهل هذه الأمور التي تحيط به على الأرض التي يسكنها، فهل يظن أنه قادر على إدراك ما في فكر الله وما في قلبه؟ هل يمكنه أن يدرك خطة الله من نحوه ومدى حبه له؟ يَبْرُكْنَ وَيَضَعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ. يَدْفَعْنَ أَوْجَاعَهُنَّ [3]. ولادة صغار حيوانات البرية شاقة، وليس من إنسانٍ يساعدها، ومع هذا تولد صغارها سالمة خلال عناية الله بها، فتنسى تعبها وأوجاعها. ولادة الأطفال، خاصة في البلاد المتقدمة، تأخذ جهدًا ضخمًا سواء على مستوى الدول أو الأسر أو الأفراد، كما تكلف العالم الكثير. أما ولادة حيوانات البرية فتكاد لا تكلف أحدًا شيئًا ما. فالحيوانات "يبكرن ويضعن أولادهن. يدفعن أوجاعهن". ليت المعلمين الروحيين يثقون في عمل الله العجيب الذي يعمل بهم ليلدوا أبناء له في الإنجيل خلال غنى نعمة الله المجانية! v عندما يفكر القديسون في تقدم سامعيهم، يصيرون في حالة حبل، كما في الرحم. فإنني أقدم شخصًا من بين كثيرين يشبه الأيائل، هو بولس، الذي ينطق كمن يزأر من شدة ألم مخاض الولادة. إنه يقول: "يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضًا إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 4: 19). البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|