رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذه القولة للرب يسوع التي نادى بها العالم تنطبق أشدّ انطباق على الأُسقف. فالأُسقف تحديدا مصلوب لأن الرئاسة لا تليق إلا بمن قبِل أن يُميت نفسه حُبّا. ومشكلة الرئيس الروحية أنه يسعى الى خلاص نفسه وإلى خلاص الآخرين، وهذان متلازمان، وإلا هلك كما يهلك الخاطئون جميعا. الأنا هي المشكلة الوحيدة في العالم. هذه الأنا المنغلقة المتغطرسة المتعجرفة الدائسة الناس، هذه أنت مدعوّ أن تُميتها كليا فيك لتستقرّ فيك «أنا» المسيح، أي لتصير مسيحًا، كما دعا الوحي الإلهي الى ذلك. ويُعوزنا جميعا الوعيُ، وفي هذه المسؤوليةُ، الوعيُ أن نهرب من التسلّط لأن كل سلطان مُفسد. والسلطان المطلَق مُفسد كليا. إذًا تمحو أنت في نفسك السلطان المطلق، ليسود الله عليك، وبك على الآخرين. هذه نعمةٌ تنزل عليك متى شاءت، ولكنك تطلبها بالصلاة الدائمة، ولا سيما بدعائك يسوع: «أيها الرب يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني أنا الخاطئ». وعيُك لخطاياك سرّ إعادتك الآخرين الى البِر، لأن من ظن نفسه بارّا لا يقدر أن يردّ آخرين الى البرارة. عملية انسحاق، ولا سيما أمام الأغبياء. والرعية مليئة بالأغبياء، لأننا خلال قرون لم نُعلّم، وحَسِبْنا أن من استمع الى التهليل والترتيل، وكان له صوتٌ جميل، من استمع هكذا تلقائيا يتعلّم. هذا هو الخطأ الكبير الفادح الذي وقع به الأرثوذكسيون خلال قرون. لا تستطيعون أن تعرفوا إلا إذا قرأتم في بيوتكم الكلمة الإلهية وما إليها. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|